المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05

THE AMPERE-TURN AND THE GILBERT
8-10-2020
حركة جسيم في مجال مغناطيسي ( قوة لورنتز)
25-1-2016
المتشكــلات الهندسية
2023-08-08
ميشالون البير ابراهام
1-12-2015
Describing a Reaction: Bond Dissociation Energies
15-5-2017
الشبكة الإندوبلازمية Endoplasmic reticulum
21-2-2017


دعاؤه في الرهبة  
  
4806   10:49 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص193-194.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2016 3473
التاريخ: 2-4-2016 3494
التاريخ: 20-10-2015 3110
التاريخ: 31-3-2016 3186

كان من دعائه (عليه السلام) في الرهبة هذا الدعاء الجليل :

اللّهم إنك خلقتني سويا و ربيتني صغيرا و رزقتني مكفيا اللّهم إني وجدت في ما أنزلت من كتابك و بشرت به عبادك أن قلت: يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه إن اللّه يغفر الذنوب جميعا و قد تقدم مني ما قد علمت و ما أنت أعلم به مني فيا سوأتا مما أحصاه علي كتابك فلو لا المواقف التي أؤمل من عفوك الذي شمل كل شي‏ء لألقيت بيدي‏ و لو أن أحدا استطاع الهرب من ربه لكنت أنا أحق بالهرب منك و أنت لا تخفى عليك خافية في الأرض و لا في السماء إلا أتيت بها و كفى بك جازيا و كفى بك حسيبا , اللّهم إنك طالبي إن أنا هربت و مدركي إن أنا فررت فها أنا ذا بين يديك خاضع ذليل راغم‏ إن تعذبني فإني لذلك أهل و هو يا رب منك عدل و أن تعف عني فقديما شملني عفوك و ألبستني عافيتك فأسألك‏ اللّهم بالمخزون من اسمائك و بما وارته الحجب من بهائك إلا رحمت هذه النفس الجزوعة و هذه الرمة الهلوعة التي لا تستطيع حر شمسك فكيف تستطيع حر نارك؟ و التي لا تستطيع صوت رعدك فكيف تستطيع صوت غضبك؟ فارحمني اللهم فإني امرؤ حقير و خطري‏ يسير و ليس عذابي مما يزيد في ملكك مثقال ذرة و لو أن عذابي مما يزيد في ملك لسألتك الصبر عليه و أحببت أن يكون ذلك لك و لكن سلطانك اللّهم أعظم و ملك أدوم من أن تزيد فيه طاعة المطيعين أو تنقص منه معصية المذنبين فارحمني يا أرحم الراحمين و تجاوز عني يا ذا الجلال و الإكرام و تب علي إنك أنت الثواب الرحيم .

احتوى هذا الدعاء الجليل على تضرع الإمام (عليه السلام) و توسله إلى اللّه تعالى راجيا منه أن يمن عليه بالرحمة و الغفران و أن يتلطف عليه بعفوه الذي شمل كل شي‏ء كما احتوى على الفزع و الخوف من عذاب اللّه فإن هذه النفس لا تستطيع مقاومة حرارة الشمس فكيف تستطيع أن تقاوم و تصبر على نار جهنم و اهوالها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.