المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

منهج الشيخ المفيد في تفسير القرأن
16/10/2022
المكاتبة بين الحسن وابن عباس ومعاوية
19-10-2015
المستثنى
20-10-2014
مخاطر حيوية Biological Hazards
13-8-2017
اسْتِصْغَارِ الذَّنْبِ – بحث روائي‏
28-9-2016
إبليس أعلم من إمامك !
18-12-2019


[من درر كلام الامام السجاد]  
  
3485   03:14 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص88-89.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2016 3316
التاريخ: 31-3-2016 4704
التاريخ: 26/10/2022 1372
التاريخ: 20-10-2015 3817

سأل رجل الامام (عليه السلام) عن السكوت و الكلام أيهما أفضل؟ فقال (عليه السلام): لكل واحد منهما آفات فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل و انبرى إليه شخص فقال له: كيف ذاك يا ابن رسول اللّه؟.

فأجابه (عليه السلام): إن اللّه سبحانه لم يبعث الأنبياء و الأوصياء بالسكوت إنما بعثهم بالكلام و لا استحقت الجنة بالسكوت إنما ذلك كله بالكلام و ما كنت لأعدل القمر بالشمس .

و تحدث الإمام (عليه السلام) عما يوجب سعادة الانسان في هذه الدنيا فقال: و من سعادة المرء أن يكون متجره في بلاده و يكون خلطاؤه صالحين و يكون له ولد يستعين بهم .

حقا أن من ظفر بهذه الأمور فقد ظفر بخير الدنيا و كان من السعداء فيها .

سأل رجل الإمام (عليه السلام) عن الإطار الجامع بين الأديان السماوية فقال: قول الحق و الحكم بالعدل و الوفاء بالعهد ؛ و تشترك الأديان السماوية في هذه البنود الثلاثة التي هي قوام الحياة الاجتماعية و التي رفع شعارها جميع الأنبياء و المرسلين.

و تحدث الإمام (عليه السلام) عن بعض الصفات الرفيعة التي ينبغي أن يتصف بها المسلم و التي يكمل بها اسلامه قال (عليه السلام): اربع من كن فيه كمل اسلامه و محصت عنه ذنوبه و لقي ربه عز و جل و هو عنه راض: من وفى للّه عز و جل بما يجعل على نفسه للناس و صدق لسانه مع الناس و استحيا من كل قبيح عند اللّه و عند الناس و حسن خلقه مع أهله , إن من يتصف بهذه الصفات الرفيعة فهو المؤمن حقا المستكمل إيمانه الذي يلقى اللّه و هو عنه راض.

قال الإمام (عليه السلام): علامات المؤمن خمس: فقال له طاوس اليماني: و ما هي يا ابن رسول اللّه؟ قال: الورع في الخلوة و الصدقة في القلة و الصبر عند المصيبة و الحلم عند الغضب و الصدق عند الخوف ,  إن هذه الصفات الخمس تدل على إيمان من يتصف بها و إنه من عباد اللّه الصالحين الذين أترعت نفوسهم بالتقوى.

حث الإمام (عليه السلام) أصحابه على الكلام الحسن مع الناس و ذكر ما يترتب عليه من المنافع قال: القول الحسن يثري المال و ينمي الرزق و ينسأ في الأجل و يحبب إلى الأهل و يدخل الجنة.

و الم حديث الإمام (عليه السلام) بمعطيات القول الحسن و الكلم الطيب و التي منها:

(أ) إنه موجب لتنمية المال وسعة الرزق , و يظهر أثر ذلك - بوضوح- عند ذوي الصناعات و أهل الحرف و التجار فإن الناس تتعامل بالشراء و التجارة مع من يقابلهم بالكلام الطيب من هؤلاء الأصناف و من الطبيعي أن ذلك مما يوجب زيادة دخل الفرد منهم كما أن الطباع تنفر عن بذي‏ء الكلام و سيئ الخلق الأمر الذي يوجب كساد سلعته و ضيق رزقه.

(ب) و من ثمرات الكلام الطيب أنه ينسأ في الأجل و ذلك فيما إذا دفع ظلامة عن مؤمن أو اسدى له نفعا فإن اللّه تعالى يجازي صاحبه بزيادة العمر في الدنيا و جزيل الأجر في الآخرة.

(ج) و من فوائد الكلام الطيب أنه موجب لأن يكون صاحبه عزيزا و محبوبا عند أهله و عار فيه فإن النفوس تهفو إلى صاحب الكلام الحسن و الخلق الكامل.

(ز) و من منافعه أنه موجب للفوز بالجنة و ذلك فيما إذا كان صلاح ذات البين و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.