المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

Double Factorial Prime
15-5-2019
لمبرانتس أحوى Lampranthus glaucus
23-8-2019
القرآن وسياسة الحرب
14-11-2014
زراعة وانتاج الرجلة (بربرة أو خليلقة) في الحديقة المنزلية (Purslane)
7-1-2018
التمني
26-03-2015
Carl Wilhelm Borchardt
20-10-2016


دعاؤه في الالتجاء إلى اللّه و المغفرة و التوبة  
  
3179   10:51 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص138-140.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2016 3324
التاريخ: 31-3-2016 7904
التاريخ: 13/10/2022 3302
التاريخ: 2-4-2016 3471

من أدعيته الشريفة هذا الدعاء و قد رواه عنه زيد بن اسلم و هذا نصه: اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها و لا تكلني إلى المخلوقين فيضيعوني .

لقد طلب الإمام (عليه السلام) من اللّه تعالى أن لا يكله إلى نفسه لأن النفس إمارة بالسوء و لا إلى المخلوقين فإنه مدعاة إلى تضييعه و تحقيره أما الايكال إلى اللّه فإنه سبب الفلاح و النجاح في الدارين.

دعاؤه و كان (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء طالبا منه المغفرة و التوبة: يا من ذكره شرف للذاكرين و يا من شكره فوز للشاكرين و يا من طاعته نجاة للمطيعين اشغل قلوبنا بذكرك عن كل ذكر و ألسنتنا بشكرك عن كل شكر و جوارحنا بطاعتك عن كل طاعة فإن قدرت لنا فراغا عن شغل فاجعله فراغ سلامة لا تدركنا فيه تبعة و لا تلحقنا فيه سيئة حتى ينصرف إليك كتاب السيئات عنا بصحف خالية من ذكر سيئاتنا و يتولى كتاب الحسنات عنا مسرورين بما كتبوا من حسناتنا فإذا انقضت أيام حياتنا و تصرمت مدد اعمارنا و استحضرتنا دعوتك التي لا بد من إجابتها فاجعل ختام ما تحصي علينا الكتبة توبة مقبولة لا نوقف بعدها على ذنب اجترحناه و لا معصية اقترفناها و لا تكشف عنا سترا سترته على رءوس الاشهاد و يوم أخبار العباد إنك رحيم بمن دعاك مستجيب لمن ناداك .

و تضرع الإمام (عليه السلام) إلى اللّه تعالى سائلا منه أن يسخر قلبه و لسانه و جميع جوارحه في ذكره و عبادته و أن يجعل نهاية المطاف من حياته التوبة الخالصة المقبولة.

و من أدعيته الشريفة هذا الدعاء و كان يدعو به في الصلاة على جده الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) و هذا نصه: يا دائم يا ديوم يا حي يا قيوم يا كاشف الغم يا فارج الهم يا باعث الرسل و يا صادق الوعد صل على محمد و آل محمد و افعل بي ما أنت أهله  .

كان الإمام (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء عند استجابة دعائه: اللهم قد أكدى الطلب‏  و اعيت الحيلة إلا عندك و ضاقت المذاهب و امتنعت المطالب و عسرت الرغائب و انقطعت الطرق إلا إليك و تصرمت الآمال و انقطع الرجاء إلا منك و خابت الثقة و اخلف الظن إلا بك , اللّهم إني أجد سبل المطالب إليك منهجه و مناهل الرجاء إليك مفتحة و اعلم أنك لمن دعاك بموضع إجابة و للصارخ إليك بمرصد إغاثة و أن القاصد إليك لقريب المسافة منك و مناجاة العبد إياك غير محجوبة عن استماعك و أن في التهلف إلى جودك و الرضا لعدتك و الاستراحة إلى ضمانك عوضا عن منع الباخلين و مندوحة عما في أيدي المستأثرين و دركا من ختل‏  المواربين‏  فلا إله إلا أنت فاغفر ما مضى من ذنوبي و اعصمني في ما بقي من عمري و افتح لي أبواب رحمتك وجودك التي لا تغلقها عن احبائك و اصفيائك يا أرحم الراحمين  .

قد تمسك الإمام (عليه السلام) باللّه و اعتصم به و انقطع إليه و تعلقت به جميع رغائبه و آماله و أمانيه فقد أيقن (عليه السلام) أن الالتجاء إلى غير اللّه إنما هو من الوهن و الضعف لأنه أخذ بالوهم و سعي وراء السراب.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.