المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

الجزيئات الخطية
22-2-2022
سبب نزول الآية [122] من سورة التوبة
9-10-2014
الأتمتة الثابتـة والأتـمتة المرنـة
27-1-2021
ثورة في الشمس وتغير مناخ الأرض
1-1-2016
William Spottiswoode
13-11-2016
بعض المصطلحات التي تتردد في الفكر الاقتصادي 1
30-8-2019


[مواعظه القيمة لاصحابه و شيعته]  
  
3506   03:11 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص53-56.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-04-2015 4003
التاريخ: 13-4-2016 3724
التاريخ: 31-3-2016 2833
التاريخ: 15-04-2015 3066

من مواعظه القيمة التي وجهها لاصحابه و شيعته و هي من أجل ما أثر عنه من المواعظ قال (عليه السلام): أيها الناس اتقوا اللّه و اعلموا أنكم إليه راجعون فتجد كل نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تود لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28]  .

ويحك ابن آدم الغافل و ليس مغفولا عنه إن أجلك أسرع شي‏ء إليك قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك و يوشك أن يدركك فكأن قد أوفيت أجلك و قد قبض الملك روحك و صيرت إلى قبرك وحيدا فرد إليك روحك و اقتحم عليك ملكان منكر و نكير لمسألتك و شديد امتحانك أ لا و إن أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده و عن نبيك الذي أرسل إليك و عن دينك الذي كنت تدين به و عن كتابك الذي كنت تتلوه و عن أمامك الذي كنت تتولّاه و عن عمرك فيما أفنيته و عن مالك من أين اكتسبته و فيما أنفقته فخذ حذرك و انظر لنفسك واعد الجواب قبل الامتحان و المساءلة و الاختبار فإن تكن مؤمنا عارفا بدينك متبعا للصادقين مواليا لأولياء اللّه لقنك اللّه حجتك و أنطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب و بشرت بالجنة و الرضوان من اللّه و استقبلتك الملائكة بالروح و الريحان و إن لم تكن كذلك تلجلج لسانك و دحضت حجتك و عييت عن الجواب و بشرت بالنار و استقبلت ملائكة العذاب بنزل من حميم و تصلية جحيم , و اعلم يا ابن آدم أن ما وراء هذا أعظم و افظع و أوجع للقلوب يوم القيامة ذلك يوم مجموع له الناس و ذلك يوم‏ مشهود يجمع اللّه فيه الأولين و الآخرين يوم ينفخ في الصور و يبعثر فيه القبور ذلك يوم الآزفة  إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ذلك يوم لا تقال فيه عثرة و لا تؤخذ من أحد فدية و لا تقبل من أحد معذرة و لا لأحد فيه مستقيل توبة ليس إلا الجزاء بالحسنات و الجزاء بالسيئات فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده و من كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده , فاحذروا أيها الناس من الذنوب و المعاصي ما قد نهاكم عنها و حذركموها في الكتاب الصادق و البيان الناطق و لا تأمنوا مكر اللّه و تدميره عند ما يدعوكم الشيطان اللعين إليه من عاجل الشهوات و اللذات في هذه الدنيا فإن اللّه يقول: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: 201] ‏, وأشعروا قلوبكم خوف اللّه و تذكروا ما قد وعدكم في مرجعكم إليه من حسن ثوابه كما قد خوفكم من شديد عقابه فإنه من خاف شيئا حذره و من حذر شيئا تركه و لا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الحياة الدنيا الذين مكروا السيئات و قد قال اللّه تعالى {فَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} [النحل: 45 - 47] فاحذروا ما حذركم اللّه بما فعل بالظلمة في كتابه و لا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما توعد به القوم الظالمين في كتابه لقد وعظكم اللّه بغيركم و إن السعيد من وعظ بغيره و لقد اسمعكم اللّه في كتابه ما فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال: {وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ} [الأنبياء: 11] و قال: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ} [الأنبياء: 12] يعني يهربون ؛ قال: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} [الأنبياء: 12 - 14] فإن قلتم أيها الناس: إن اللّه إنما عنى بهذا أهل الشرك فكيف ذاك؟ و هو يقول: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47].

اعلموا عباد اللّه أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين و لا تنشر لهم الدواوين و إنما يحشرون إلى جهنم زمرا و إنما تنصب الموازين و تنشر الدواوين لأهل الإسلام فاتقوا اللّه عباد اللّه و اعلموا أن اللّه تعالى لم يحبب زهرة الدنيا لأحد من أوليائه و لم يرغبهم فيها و في عاجل زهرتها و ظاهر بهجتها فإنما خلق الدنيا و خلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملا لآخرته و أيم اللّه لقد ضربت لكم فيه‏  الأمثال و ضربت الآيات لقوم يعقلون فكونوا أيها المؤمنون من القوم الذين يعقلون و لا قوة إلا باللّه و ازهدوا فيها زهدكم اللّه فيه من عاجل الحياة الدنيا فإن اللّه يقول: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس: 24] و لا تركنوا إلى الدنيا فإن اللّه قال لمحمد (صلى الله عليه واله): {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [هود: 113] و لا تركنوا إلى هذه الدنيا و ما فيها ركون من اتخذها قرارا و منزل استيطان , فإنها دار قلعة و منزل بلغة و دار عمل فتزودوا الأعمال الصالحة قبل تفرق أيامها و قبل الأذن من اللّه في خرابها فكان قد أخربها الذي عمرها أول مرة و ابتدأها و هو ولي ميراثها و اسأل اللّه لنا و لكم العون على تزود التقوى و الزهد في الدنيا جعلنا اللّه و إياكم من الزاهدين في عاجل هذه الحياة الدنيا الراغبين في أجل ثواب الآخرة فإنما نحن له و به و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته .

لقد حفلت هذه الموعظة بتصوير مذهل و مروع عن مشاهد يوم القيامة الذي لا تقال فيه عثرة و لا تؤخذ فيه من أحد فدية و إنما يجازي الناس بأعمالهم أن خيرا فخيرا و إن شرا فشرا فلا نجاة فيه للانسان من عذاب اللّه إلا بالعمل الصالح فهو الذي ينقذه من أهوال يوم القيامة و مشاهده المروعة.

و حذر الإمام (عليه السلام) من اقتراف المعاصي و الذنوب و اتباع الشهوات التي تلقي الناس في شر عظيم كما حذر (عليه السلام) من سلوك طريق الظالمين لأن اللّه تعالى أنزل بهم عقابه الصارم فأهلكهم و دمر ديارهم و أذاقهم وبال ما كانوا يظلمون.

و شي‏ء آخر بالغ الأهمية في هذه الموعظة هو أن موازين القسط و العدل التي تنصب يوم القيامة إنما هي للمسلمين و أما الذين كفروا فلا تنشر لهم الدواوين و لا تنصب لهم الموازين و أنما يساقون إلى جهنم زمرا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.