المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

خف ثمار النخيل
12-12-2015
الأبعاد التنافسية للتوسع في السوق الأجنبي
15-9-2016
حركة الشحنات في المجالات المغناطيسية
11-1-2022
الربا اخبث من الزنى بمراتب
4-6-2019
عناصر محورية axial elements
10-12-2017
معدل السرعة (ῡ) ( The Average Velocity)
14-2-2016


ولاية معاوية بن أبي سفيان على الشام  
  
4200   11:12 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1, ص246-247
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /

كان معاوية بن أبي سفيان اكثر ولاة عثمان حظا وأعظمهم نفوذا واسبقهم امرة كما ان شعبه من اكثر الشعوب طاعة واخلاصا له قد أحبه وأحبهم وقد منحه عمر بالامارة وحباه بالولاية وأيده بجميع ألوان التأييد فرفع شأنه وأعلا قدره فكان في كل سنة يحاسب عماله ويشاطرهم أموالهم وان اكتسبوها بالتجارة او ربحوها بسائر الوجوه المشروعة سوى معاوية فانه لم يحاسبه ولم يشاطره ولم يتفقد اموره وانما كان يضفى عليه المديح والثناء ويبالغ في تسديده والاعتذار عنه فكانوا يقولون له : إنه يلبس الديباج والحرير وهو لباس محرم في الاسلام وانه يسرف ويبذخ وهو مجاف للنظم الادارية التي جاء بها الاسلام فانها تلزم الولاة بالاقتصاد وعدم البسط في العيش من أموال المسلمين , و كانوا يقولون لعمر ذلك : فيعتذر عنه ويقول : ذاك كسرى العرب ولو فرضنا انه كان كذلك فهل يباح له أن يلبس المحرم ويسرف في أموال المسلمين؟ ولم يكتف بهذا المد والتأييد فقد نفخ فيه روح الطموح وفتح له باب الامل بالخلافة فقد قال لأعضاء الشورى : ان تحاسدتم وتقاعدتم وتدابرتم وتباغضتم غلبكم على هذا معاوية بن ابي سفيان وكان إذ ذاك أميرا على الشام وقد دفعه ذلك الى الاتجاه للخلافة واتخاذ جميع الوسائل للظفر بالحكم واعلانه للتمرد على حكومة الامام أمير المؤمنين ومناجزته له وعلى اي حال فقد ظل معاوية واليا على الشام والاردن طيلة خلافة عمر يتصرف حيثما شاء قد استأثر بالأموال فشرى بها الضمائر واحاط نفسه بالاتباع لا رقيب عليه ولم توجه له اي مسئولية وانما يرى التسديد والمديح والرضا بما يعمل وبعد وفاة عمر أقره عثمان على عمله وزاد في سلطانه فضم إليه فلسطين بعد موت عاملها عبد الرحمن ابن علقمة الكناني كما ضم إليه حمص بعد ان استعفاه عاملها عمير بن سعد الانصاري وبذلك خلصت له ارض الشام كلها واصبح من اعظم الولاة قوة ومن اكثرهم نفوذا واصبح قطره من اهم الاقطار الاسلامية وامنعها واكثرها هدوءا واستقرارا ؛ ومما لا شبهة فيه ان عثمان قد زاد في نفوذه ووسع رقعة سلطانه ومهد له نقل الخلافة الاسلامية الى آل ابي سفيان وقد صرح بذلك الدكتور طه حسين قال ما نصه : وليس من شك في ان عثمان هو الذي مهد لمعاوية ما اتيح له من نقل الخلافة ذات يوم الى آل أبي سفيان وتثبيتها في بنى أميّة فعثمان هو الذي وسع على معاوية في الولاية فضم إليه فلسطين وحمص وأنشأ له وحدة شامية بعيدة الارجاء وجمع له قيادة الاجناد الاربعة فكانت جيوشه أقوى جيوش المسلمين ثم مد له في الولاية أثناء خلافته كلها كما فعل عمر واطلق يده فى امور الشام اكثر مما اطلقها عمر فلما كانت الفتنة نظر معاوية فاذا هو أبعد الامراء بالولاية عهدا وأقواهم جندا وأملكهم لقلب رعيته.

إن عثمان قد عبّد له الطريق وأتاح له الفرصة لمنازعة أمير المؤمنين ومحاربته وارتكابه  فظائع المنكرات والموبقات وقتله صلحاء المسلمين وثقاتهم كحجر بن عدي واخوانه المؤمنين وغير ذلك من المآثم والجرائم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.