أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3594
التاريخ: 10-4-2016
3406
التاريخ: 12-4-2016
3439
التاريخ: 10-4-2016
3780
|
اتّخذت حكومة أبي بكر مع أهل البيت إجراءات مؤسفة اتّسمت بالقسوة والشّدة ؛ لمّا أعلن الإمام (عليه السلام) رفضه الكامل لبيعة أبي بكر واحتجّ عليه بأنّه أولى بالخلافة منه لأنّه أخو النبيّ وأبو سبطيه وختنه على بضعته والمجاهد الأوّل في الإسلام وانضمّ إليه كبار الصحابة وكانوا يعقدون الاجتماع في داره فضاق أبو بكر من ذلك ذرعا فاقتضت سياسته أن يكبس دار الإمام ويتّخذ معه جميع وسائل العنف فأصدر أوامره إلى عمر بكبس داره وإخراجه قسرا إلى الجامع ليبايع وراح عمر يشتدّ ومعه شرطته وجنوده وحمل معه قبسا من النار وحمل جنوده الحطب وراحوا مسرعين يعلوهم الغضب ليحرقوا بيت الوحي والتنزيل البيت الذي أذهب الله عن أهله الرجس وطهّرهم تطهيرا وهجم عمر على دار الإمام وهو مغيظ محنق رافعا صوته , والذي نفس عمر بيده ليخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها , فعذلته طائفة وحذّرته من عقوبة الله قائلة : إنّ فيها فاطمة.
وقد ذكرته بحفاوة رسول الله بها وقوله فيها : إنّ الله يرضى لرضاك ويغضب لغضبك , فلم يحفل ابن الخطّاب بذلك وصاح بهم غير مكترث ولا مبال : وإن وإن ...
معناه وإن كانت فاطمة فيها لأحرقنّها غير حافل ومعتن بها وخرجت بضعة الرسول وريحانته قائلة : لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم تركتم رسول الله (صلى الله عليه واله) جنازة بين أيدينا وقطّعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردّوا لنا حقّا , وتبدّد جبروت القوم وذاب عنفهم وأسرع عمر وهو بطل الموقف نحو أبو بكر طالبا منه حمل الإمام بالقوّة للبيعة قائلا : ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة؟
واستجاب أبو بكر له فأرسل معه قنفذا وكان شريرا معروفا بالغلظة والشدّة ومعه جماعة من الشرطة فاقتحموا دار الإمام وأخرجوه ملببا بحمائل سيفه وانطلقت خلفه زهراء الرسول وهي تهتف بأبيها وتستغيث به قائلة : يا أبت .. يا رسول الله! ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة ؛ وازدحمت الجماهير على باب الإمام وعلاها الذهول وأغرق بعضهم في البكاء إلاّ أنّ ابن الخطّاب وحزبه لم يجد معهم موقف بضعة الرسول وهي ولهى مستغيثة بأبيها فلم تلن قلوبهم وعواطفهم فأخرجوا الإمام وانطلقوا به يهرول نحو أبي بكر فقال له : بايع ... بايع.
فردّ عليه الإمام : وإن لم أفعل؟. فأسرع القوم وقد أضلّهم الهوى وأعماهم حبّ الدنيا قائلين : والله! الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك ؛ وسكت الإمام برهة فنظر إلى القوم فإذا ليس له ركن شديد يفزع إليه فقال بصوت حزين النبرات : إذا تقتلون عبد الله وأخا لرسوله .
فاندفع ابن الخطّاب بشراسته قائلا : أمّا عبد الله فنعم وأمّا أخو رسوله فلا .
ونسي عمر ما أعلنه النبيّ أنّ الإمام أخوه وباب مدينة علمه ومن كان منه بمنزلة هارون من موسى كلّ ذلك تنكّر له ابن الخطّاب والتفت إلى أبي بكر يحثّه على التنكيل به قائلا : ألا تأمر فيه بأمرك؟
وخاف أبو بكر من تطوّر الأحداث وتبلور الرأي العامّ فقال لابن الخطّاب : لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جانبه , وأطلقوا سراح الإمام ومضى يهرول نحو مثوى أخيه رسول الله (صلى الله عليه واله) يشكو إليه ما ألمّ به من المحن والخطوب وهو يبكي أمرّ البكاء قائلا : يا ابن أمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني .
لقد استضعفه القوم وتنكّروا له وأعرضوا عمّا أوصاهم به النبيّ وقفل الإمام راجعا إلى بيته وهو كئيب حزين وقد استبان له ما يحمله القوم من الحقد والكراهية .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|