المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اية الميثاق والشهادة لعلي بالولاية
2024-11-06
اية الكرسي
2024-11-06
اية الدلالة على الربوبية
2024-11-06
ما هو تفسير : اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ؟
2024-11-06
انما ارسناك بشيرا ونذيرا
2024-11-06
العلاقات الاجتماعية الخاصة / علاقة الوالدين بأولادهم
2024-11-06



كبس دار الإمام علي (عليه السلام) والمعاملة القاسية  
  
3321   11:20 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2 ، 2, ص140-143
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016 3594
التاريخ: 10-4-2016 3406
التاريخ: 12-4-2016 3439
التاريخ: 10-4-2016 3780

اتّخذت حكومة أبي بكر مع أهل البيت إجراءات مؤسفة اتّسمت بالقسوة والشّدة ؛ لمّا أعلن الإمام (عليه السلام) رفضه الكامل لبيعة أبي بكر واحتجّ عليه بأنّه أولى بالخلافة منه لأنّه أخو النبيّ وأبو سبطيه وختنه على بضعته والمجاهد الأوّل في الإسلام وانضمّ إليه كبار الصحابة وكانوا يعقدون الاجتماع في داره فضاق أبو بكر من ذلك ذرعا فاقتضت سياسته أن يكبس دار الإمام ويتّخذ معه جميع وسائل العنف فأصدر أوامره إلى عمر بكبس داره وإخراجه قسرا إلى الجامع ليبايع وراح عمر يشتدّ ومعه شرطته وجنوده وحمل معه قبسا من النار وحمل جنوده الحطب وراحوا مسرعين يعلوهم الغضب ليحرقوا بيت الوحي والتنزيل البيت الذي أذهب الله عن أهله الرجس وطهّرهم تطهيرا وهجم عمر على دار الإمام وهو مغيظ محنق رافعا صوته , والذي نفس عمر بيده ليخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها , فعذلته طائفة وحذّرته من عقوبة الله قائلة : إنّ فيها فاطمة.

 وقد ذكرته بحفاوة رسول الله بها وقوله فيها : إنّ الله يرضى لرضاك ويغضب لغضبك , فلم يحفل ابن الخطّاب بذلك وصاح بهم غير مكترث ولا مبال : وإن وإن ...

معناه وإن كانت فاطمة فيها لأحرقنّها غير حافل ومعتن بها وخرجت بضعة الرسول وريحانته قائلة : لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم تركتم رسول الله (صلى الله عليه واله) جنازة بين أيدينا وقطّعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردّوا لنا حقّا , وتبدّد جبروت القوم وذاب عنفهم وأسرع عمر وهو بطل الموقف نحو أبو بكر طالبا منه حمل الإمام بالقوّة للبيعة قائلا : ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة؟

واستجاب أبو بكر له فأرسل معه قنفذا وكان شريرا معروفا بالغلظة والشدّة ومعه جماعة من الشرطة فاقتحموا دار الإمام وأخرجوه ملببا بحمائل سيفه وانطلقت خلفه زهراء الرسول وهي تهتف بأبيها وتستغيث به قائلة : يا أبت .. يا رسول الله! ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة ؛ وازدحمت الجماهير على باب الإمام وعلاها الذهول وأغرق بعضهم في البكاء إلاّ أنّ ابن الخطّاب وحزبه لم يجد معهم موقف بضعة الرسول وهي ولهى مستغيثة بأبيها فلم تلن قلوبهم وعواطفهم فأخرجوا الإمام وانطلقوا به يهرول نحو أبي بكر فقال له : بايع ... بايع.

فردّ عليه الإمام : وإن لم أفعل؟. فأسرع القوم وقد أضلّهم الهوى وأعماهم حبّ الدنيا قائلين : والله! الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك ؛ وسكت الإمام برهة فنظر إلى القوم فإذا ليس له ركن شديد يفزع إليه فقال بصوت حزين النبرات : إذا تقتلون عبد الله وأخا لرسوله .

فاندفع ابن الخطّاب بشراسته قائلا : أمّا عبد الله فنعم وأمّا أخو رسوله فلا .

ونسي عمر ما أعلنه النبيّ أنّ الإمام أخوه وباب مدينة علمه ومن كان منه بمنزلة هارون من موسى كلّ ذلك تنكّر له ابن الخطّاب والتفت إلى أبي بكر يحثّه على التنكيل به قائلا : ألا تأمر فيه بأمرك؟

وخاف أبو بكر من تطوّر الأحداث وتبلور الرأي العامّ فقال لابن الخطّاب : لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جانبه , وأطلقوا سراح الإمام ومضى يهرول نحو مثوى أخيه رسول الله (صلى الله عليه واله) يشكو إليه ما ألمّ به من المحن والخطوب وهو يبكي أمرّ البكاء قائلا : يا ابن أمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني .

لقد استضعفه القوم وتنكّروا له وأعرضوا عمّا أوصاهم به النبيّ وقفل الإمام راجعا إلى بيته وهو كئيب حزين وقد استبان له ما يحمله القوم من الحقد والكراهية .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.