أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016
3439
التاريخ: 12-4-2016
3438
التاريخ: 13-3-2019
2484
التاريخ: 10-4-2016
3440
|
استبان للنبيّ (صلى الله عليه واله) بصورة مكشوفة ما عليه بعض الصحابة من تصميمهم على صرف الخلافة عن وصيّه وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فرأى أن يكتب كتابا خاصّا بالنصّ عليه ويعزّز بيعة يوم الغدير ويسدّ بذلك أبواب المتآمرين عليه فقال : ائتوني بالكتف والدّواة لأكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده أبدا .
يا لها من نعمة كبرى على المسلمين أنّه التزام من سيّد الكائنات بأن لا تضلّ امّته على امتداد التاريخ إن كتب لها الكتاب إنّه الكتاب الذي أراد الرسول به أن يصون امّته من الزيغ والانحراف ولا تصاب بأيّة نكسة في جميع الأحقاب والآباد.
وعلم بعض الصحابة ما يريده النبيّ (صلى الله عليه واله) من نصب الإمام (عليه السلام) خليفة من بعده وقائدا لمسيرة امّته فقال : حسبنا كتاب الله .
والمتأمّل في هذا الكلام يطلّ على الغاية المنشودة لهذا القائل وهو صرف النبيّ (صلى الله عليه واله) من الكتابة في حقّ الإمام (عليه السلام) فلو كان يعتقد أنّ النبيّ (صلى الله عليه واله) يريد أن يوصي بحماية الثغور أو بجهاد الكفّار أو بالمحافظة على الطقوس الدينية لما ردّ على النبيّ (صلى الله عليه واله) وقابله بهذه الجرأة ووقف بصلابة دون تنفيذ رغبته.
وعلى أي حال فقد كثر الجدل بين القوم فطائفة حاولت تنفيذ ما أمر به النبيّ (صلى الله عليه واله) وطائفة أخرى أصرّت على معارضتها والحيلولة بينه وبين ما طلبه من الكتابة ؛ وذلك خوفا على فوات مصالحها وأطماعها وانطلقت بعض السيّدات من وراء الستر فأنكرن على القوم هذا الموقف المتّسم بالجرأة على النبيّ وهو في ساعاته الأخيرة فقلن لهم : ألا تسمعون ما يقول رسول الله؟ ألا تنفّذون ما يريد رسول الله؟ فثار عمر وهو بطل الموقف وزعيم المعارضة فصاح بالنساء قائلا : إنّكنّ صويحبات يوسف إذا مرض عصرتن أعينكن وإذا صحّ ركبتن عنقه , فرمقه الرسول بطرفه وصاح به : دعوهنّ فإنّهنّ خير منكم ؛ وبدا صراع رهيب بين القوم وكادت تفوز الجبهة التي أرادت أن يكتب النبيّ ، فانبرى بعض الحاضرين فسدّد سهما لما رامه النبيّ فقال ويا لهول ما قال!: إنّ النبيّ ليهجر ! ما أعظم هذه الجرأة على النبي! ما أقسى هذا الاعتداء على مركز النبوّة! يا لها من كلمة تحمل جميع ألوان الشرور! ألم يسمع هذا القائل كلام الله تعالى في حقّ نبيّه العظيم : { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } [النجم: 2 - 4] ألم تمرّ عليه هذه الآية في سموّ مكانة رسول الله (صلى الله عليه واله) { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } [الحاقة: 40] بلى والله ! لقد سمع هذا القائل ما أنزل الله من الآيات في كتابه المجيد في شأن رسوله الكريم ولكن الأطماع السياسية دفعته إلى هذا الموقف الذي يحزّ في نفس كلّ مسلم , وكان ابن عباس حبر الامّة إذا ذكر هذا الحادث الرهيب يذوب لوعة ويبكي حتى تسيل دموعه على خدّيه كأنّها نظام اللؤلؤ وهو يقول : يوم الخميس وما يوم الخميس؟ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ائتوني بالكتف والدّواة أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده أبدا ؛ فقالوا : إنّ رسول الله يهجر .
حقّا لأن يجزع ابن عبّاس ويبكي بأمرّ ألوان البكاء فقد دهمت المسلمين كارثة مدمّرة ألقتهم في شرّ عظيم فقد حيل بينهم وبين ما أراده الرسول من تطوير حياتهم وسيادتهم في جميع الأحقاب والآباد , وأكبر الظنّ أنّ النبيّ (صلى الله عليه واله) لو كتب في حقّ عليّ ونصّ على خلافته لما أجدت كتابته شيئا فقد اتّهموه بالهجر وعدم الوعي وفي ذلك طعن صريح في مركز النبوّة وقداسة الرسول فرأى صلوات الله عليه بالأعراض عن الكتابة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|