أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-27
197
التاريخ: 4-3-2019
7065
التاريخ: 2024-09-30
192
التاريخ: 17-4-2016
1614
|
الاقليم المناسب لزراعة القطن
لإمكان زراعة القطن اقتصاديا في منطقة ما يجب أن تتم الشروط التالية:
1- أن يزرع في سهول لا يزيد ارتفاعها عن سطح البحر أكثر من 800 متر ، لأن هذه يحصل فيها من الحرارة ما يكفي لنجاح القطن الذي هو من نباتات الأقاليم الحارة ونصف الحارة كما هو الحال في سوريا في السهول الساحلية حول اللاذقية وجبلة وبانياس وطرطوس وعكار وصور، وفي السهول الداخلية كالعمق والروج والغاب والمطخ وحول إدلب وحلب والباب وحماة وسلمية وحمص والبقيعة، وغوطة دمشق ، وأودية الأردن والعاصي ، والفرات والخابور والجغجغ والبليخ وأمثالها .
أما في السهول المرتفعة أكثر من اللازم أي حوالي 800 - 1000 متر كقلمون الأسفل وحوران والجولان وعجلون والبلقاء والكرك وأمثالهما فالقطن ينتج دون ريب ، لكن محصوله لا يكون بقدر السهول الأولى لأنه قد لا يجد من الحرارة ما يكفي لحسن نموه ونضجه إلا إذا صدف عامئذ صيف حار ثابت الحرارة .
أما في الأماكن والهضاب المرتفعة أكثر من 1000 متر كالتي في أقضية عكار والكرمل وبعلبك وقلمون الأعلى وحرمون والزبداني وأمثالها، فيكون من العبث التفكير في زراعة القطن لأن نصف لوزاته لا تتفتح هناك لقلة الحرارة بدليل إخفاق مشروعات القطن التي أحدثت فيها عام 1951 بسائق الطمع .
2- أن يزرع في جو دافئ حرارته ثابتة لا يقل متوسطها اليومي عن 20درجة مئوية خلال مدة نموه و 26 درجة خلال نضج لوزاته ، لأن القطن يخشى البرد خاصة في الربيع في أول عمره كما يخشى موجات الحر الشديد المصحوب بالرطوبة خاصة في الخريف في آخر عمره فهو يتأثر جدا من الصقيع في أشهره الأولى إبان نموه الخضري لأن بذوره يتأخر إنتاشها وان انتشت يتأخر نشاط بادراتها، ثم إن القطن أكثر المحاصيل الصيفية خوفاً من تقلبات الجو، فهو يزيد في أشهر حياته الأولى أن ترتفع درجات الحرارة تدريجياً حتى ينتهي نموه الخضري، كما يزيد في الأشهر الأخيرة أي، حين شروع لوزاته بالتفتح أن تكون هذه الدرجات معتدلة تتراوح بين 25-27 لأنها إذا ارتفعت فوق ذلك تسرع لوزاته بالنضج ويتفتح كثير منها قبل أوانه ، أو يجف اللوز الصغير ولا يتفتح. ويحدث ذلك عادة في الزراعة المتأخرة.
أما بعد نضج اللوز وفي أيام الجني إذا قرس البرد ليلا فلا بأس على القطن شريطة أن يظل النهار حارا . وقد يكون للبرد المذكور نفع ملحوظ لأن شجيرات القطن وقت الجني تكون قد بلغت نموها الطبيعي وتكونت لوزاتها ولم يعد لها حاجة بالحرارة . فإذا سقطت أوراقها وتعرضت لوزاتها إلى شمس النهار وتعرت تتشق حينئذ وتتفتح.
أما إذا ظل البرد قارسا في الخريف ليلا ونهارا على وتيرة واحدة فإن شجيرات القطن تتضرر ولا تستطيع اللوزات أن تتفتح ، بل تتجعد قبل تفتحها ويضيع قسم غير يسير من المحصول ويهدر وتكون النتيجة ضعف شعر القطن وانحطاط درجته وقلة غلته ، ويحدث ذلك عادة في الزراعة المتأخرة واذا اشتد البرد أكثر وحدث صقيع مبكر وهبطت الحرارة إلى خمسة مئوية لمدة 24 ساعة فإن نبات القطن يتلف كله كما حدث في بلاد الشام في 13 تشرين الأول عام 1948 حينما هبطت الحرارة هبوطا فجائياً شديدا فتلف قسم كبير من المحاصيل الصيفية ومنها القطن .
3- أن تهطل أمطار كافية منتظمة طوال الشتاء لا يقل مجموعها السنوي عن 400 ميليمتر ، وكلما زاد هذا الرقم وبلغ 500 - 600 جادت زراعة القطن في الأرض البعل وقلت عدادين الماء ونفقاته في الأرض السقي .
وتوزيع الأمطار أمر مهم في زراعة القطن ، والأمطار المنقطعة الرذاذ في الربيع هي خير من الغزيرة المستمرة ، على أن لا تهطل عقب الزرع مباشرة لأنها تحث قشرة أي طبقة متماسكة من التربة تؤخر إنتاش البذور وخصوصاً إذا كانت البذور قليلة ومفردة .
وإذا انتشت البذور وظهرت بادراتها فإن الأمطار الغزيرة تضعف البادرات فيصفر لونها وقد يموت كثير منها . وأمطار الخريف المبكرة أيضاً ضارة بالقطن لأن الرطوبة الناتجة منها تساعد على انتشار آفات القطن ، ولا سيما ديدان اللوز التي تصيب القطعان المتأخرة عادة .
4- أن لا تأتي موجات حر شديد ولا تهب رياح حارة جافة كالرياح الشرقية المعروفة في بلاد الشام باسم ((الشلوق)) لأن من عادة نباتات القطن أن تعرق وتدفع كثيراً من الماء ، الصادر منها بحالة بخار .
فإذا هبت الرياح المذكورة يزداد العرق فيها ويشتد جفافها وتخسر التربة كما كبيرا من رطوبتها . حدث ذلك خلال ازهرار القطن وتكوين لوزاته يسقط مقدار كبير منها ، وتنقص الغلة من جراء هذه الأسباب ومن عدم شبع اللوزات الباقية وعدم تغذيتها .
5- أن لا تحتجب الشمس وتتلبد السماء بالغيوم مدة مديدة ، لأن الشمس تفيد بزيادة غلة القطن من جراء التأثيرات العديدة لها . فالحرمان منها يكثر الرطوبة في الجو ويؤخر نمو القطن ويساعد على توالد بيوض الحشرات وجراثيم الأمراض . أما إذا حصل في ليالي الصيف من حين الى آخر ضباب أو ندى فإنهما يخدمان القطن ويصونان النباتات ولا سيما المزروعة بعلا من الجفاف .
فإذا وجدت هذه الشروط الخمسة أمكن زراعة القطن بعلا - كما هو الحال في أقضية حلب الغربية وولاية أضنة التركية وغيرها ناهيك عن الولايات المتحدة الأميركية وأمثالها- وان لم توجد هذه الشروط كلها ووجد الشرط الأول والثاني فقط تجري زراعة القطن سقيا بالضرورة كما هو الحال في مصر والعراق ومشارق حلب وحماة وأودية الفرات والخابور والعاصي وأمثالها في بلاد الشام التي إقليمها حار جاف.
ولابد من القول بأن زراعة القطن في البلاد الساحلية والسهول الداخلية التي لا يزيد ارتفاعها عن 800 متر يجب أن تدل في الدورة الزراعية الدائمة، ولو انخفضت أسعاره إلى مستواها العادي.
أما في السهول المرتفعة عن 800 متر فزراعة القطن متوقفة على أسعاره، فإن كانت رابعة مغرية تؤتى ولو كانت غلتها ضئيلة.
وإذا تهمل ويلتفت إلى غيرها من المحاصيل الصيفية مما هو أنسب لإقليم هذه السهول .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|