أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-3-2016
3420
التاريخ: 14-10-2015
5370
التاريخ: 9-4-2016
3429
التاريخ: 10-4-2016
3217
|
عقدت القوّات المسلّحة مؤتمرا خاصّا بها بعد امتناع الإمام من إجابتها وقد بحثت ما تواجهه الأمّة من الأخطار إن بقيت بلا إمام وقد قرّرت إحضار المدنيّين وذوي النفوذ والوجوه فلمّا حضروا قالوا لهم : أنتم أهل الشورى وأنتم تعقدون الإمامة وحكمكم جائز على الأمّة ، فانظروا رجلا تنصبونه ونحن لكم تبع وقد أجّلناكم يومكم فو الله! لئن لم تفرغوا لنقتلنّ عليّا وطلحة والزبير وتذهب من اضحية ذلك أمّة من الناس وهرع المدنيّون نحو الإمام وقد علاهم الرعب وهم يهتفون : البيعة , البيعة ؛ أما ترى ما نزل بالإسلام وما ابتلينا به من أبناء القرى؟ أصرّ الإمام على الرفض قائلا : دعوني والتمسوا غيري , وأعرب لهم الإمام عن الموانع من قبول خلافتهم قائلا : فإنّا مستقبلون أمرا له وجوه والوان ؛ لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول .
وحكى حديث الإمام الأحداث الجسام التي سيواجهها إن قبل خلافتهم وفعلا فقد تحقّقت فلم يمض وقت قليل حتى أعلن الطامعون تمرّدهم على حكومة الإمام وقاموا بعصيان مسلّح لإسقاطها .
وعلى أي حال فقد ازدحمت الجماهير على الإمام وهي تهتف باسمه قائلة له : أمير المؤمنين , أمير المؤمنين ؛ وصارحهم الإمام بالمنهج الذي يسير عليه في دور حكومته قائلا : إنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب وإن تركتموني فأنا كأحدكم ؛ ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمن ولّيتموه أمركم وأنا لكم وزيرا خير لكم منّي أميرا! .
لقد وضع أمامهم المنهج الذي يسير عليه وهو الحقّ بجميع رحابه والعدل بجميع ألوانه , ورضوا بما قاله وهتفوا : ما نحن بمفارقيك حتى نبايعك ؛ وانثال عليه الناس من كلّ جانب وهم يطالبونه بقبول خلافتهم ووصف الإمام في خطبته الشقشقيّة إصرار الجماهير وازدحامهم عليه بقوله : فما راعني إلاّ والنّاس كعرف الضّبع إليّ ينثالون عليّ من كلّ جانب حتّى لقد وطئ الحسنان وشقّ عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم ؛ وأجّلهم الإمام إلى صباح اليوم الثاني لينظر في الأمر فافترقوا على ذلك .
وفكّر الإمام في قبول الخلافة فرأى أنّ المصلحة تقتضي قبولها وذلك خوفا من أن ينزو عليها علج من فسّاق بني أميّة قال (عليه السلام) : والله! ما تقدّمت عليها أي على الخلافة إلاّ خوفا من أن ينزو على الأمّة تيس من بني أميّة فيلعب بكتاب الله عزّ وجلّ .
إنّ الإمام لم تكن له أية رغبة في الخلافة فإنّه لم يكن من عشّاق الملك والسلطان ولا ممّن يبغي الحكم لينعم في خيرات البلاد ؛ إنّه ربيب الوحي الذي برهن في جميع أدوار حياته على الزهد في الدنيا والعزوف عن جميع رغباتها .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|