المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



تأييد الصحابة لبيعة الامام بالخلافة  
  
3095   01:24 صباحاً   التاريخ: 9-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج11 ، ص17-20
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /

انبرى كبار الصحابة الذين ناصروا الرسول (صلى الله عليه واله) وساهموا في بناء الإسلام فأعلنوا تأييدهم الكامل للإمام وهم :

1 - ثابت بن قيس : وقف ثابت بن قيس خطيب الأنصار أمام الإمام وخاطبه قائلا : والله! يا أمير المؤمنين لئن كانوا قد تقدّموك في الولاية فما تقدّموك في الدين ولئن كانوا سبقوك أمس لقد لحقتهم اليوم ولقد كانوا وكنت لا يخفى موضعك ولا يجهل مكانك يحتاجون إليك فيما لا يعلمون وما احتجت إلى أحد مع علمك.

وحكى هذا الخطاب سموّ مكانة الإمام وعظيم منزلته فانّ الخلفاء الذين سبقوه إنّما سبقوه في الخلافة لا في الدين فإنّه أوّل من آمن بالله وبرسوله وهو المجاهد الأوّل في دنيا الإسلام والخلفاء وغيرهم محتاجون لعلمه وهو غير محتاج لأحد منهم.

2 - خزيمة بن ثابت : وهو الصحابي الفذّ الذي نال ثقة الرسول (صلى الله عليه واله) فجعل شهادته تساوي شهادة اثنين وقد أقبل نحو الإمام وقال له : يا أمير المؤمنين ما أصبنا لأمرنا هذا أي الخلافة غيرك ولا كان المنقلب إلاّ إليك ولئن صدقنا أنفسنا فيك لأنت أقدم الناس إيمانا واعلم الناس بالله وأولى المؤمنين برسول الله (صلى الله عليه واله) لك ما لهم وليس لهم ما لك ؛ ثمّ خاطب الجماهير بهذه الأبيات :

إذا نحن بايعنا عليا فحسبنا          أبو حسن ممّا نخاف من الفتن

وجدناه أولى الناس بالناس إنّه       أطبّ قريش بالكتاب وبالسّنن

وأشادت هذه الكلمات نثرا ونظما بمكانة الإمام وأنّه أوّل الناس إسلاما وأقدمهم إيمانا وأنّه أعلم الناس بالله وأولاهم برسوله (صلى الله عليه واله) وأنّه شارك الخلفاء في مؤهّلاتهم ولم يشاركوه في مؤهّلاته وصفاته.

3 - صعصعة بن صوحان : انبرى المجاهد الكبير صعصعة بن صوحان فخاطب الإمام قائلا : والله! يا أمير المؤمنين لقد زيّنت الخلافة وما زانتك ورفعتها وما رفعتك ولهي أحوج منك إليها. وحكت هذه الكلمات الصدق بجميع رحابه ومفاهيمه فالإمام بتسلّمه للحكم قد زان الخلافة وازدهرت به ولم تكسبه أي شيء من معطياتها.

4 - مالك الأشتر : انبرى الزعيم الكبير مالك الأشتر وهو من ألصق الناس بالإمام ومن أكثرهم فهما له فخاطب المسلمين قائلا : أيّها الناس هذا وصيّ الأوصياء ووارث علم الأنبياء العظيم البلاء الحسن العناء الذي شهد له كتاب الله بالإيمان ورسوله بجنّة الرضوان من كملت فيه الفضائل ولم يشكّ في سابقته وعلمه وفضله الأواخر ولا الأوائل .

أمّا الزعيم مالك فهو من أكثر أصحاب الإمام وعيا وفهما لحقيقته وقد حكت هذه الكلمات مدى فهمه للإمام (عليه السلام) فهو وصيّ الأوصياء ووارث علم الأنبياء وهذه هي عقيدة الشيعة في الإمام منذ فجر تأريخهم حتى يوم الناس هذا.

5 - عبد الرحمن الجمحي : انبرى عبد الرحمن بن حنبل الجمحي فأبدى سروره البالغ ببيعة الإمام وأنشأ هذه الأبيات :

لعمري لقد بايعتموا ذا حفيظة           على الدّين معروف العفاف موفّقا

عفيفا عن الفحشاء أبيض ماجدا         صدوقا مع الجبّار قدما مصدّقا

أبا حسن فارضوا به وتمسّكوا       فليس لمن فيه يرى العيب مطلقا

ومعنى هذه الأبيات أنّ المسلمين قد بايعوا المحافظ على دينهم العفيف في سلوكه المنزّه عن كلّ عيب ونقص وفيها دعوة المسلمين إلى التمسّك ببيعته فهو وصي المصطفى وابن عمّه وأوّل من صلّى وآمن بالله.

6 - عقبة بن عمرو : وقام عقبة بن عمرو فأشاد بفضل الإمام (عليه السلام) قائلا : من له يوم كيوم العقبة وبيعة كبيعة الرضوان والإمام الأهدى الذي لا يخاف جوره والعالم الذي لا يخاف جهله .؟

وتتابعت كلمات أعلام الصحابة وهي تشيد بفضل أبي الحسن وتذكر مناقبه وفضائله وتدعو المسلمين إلى دعم حكومته .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.