المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



الاب والدروس السيئة  
  
2350   09:46 صباحاً   التاريخ: 19-6-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص324ـ328
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

ـ ما هي الدروس السيئة :

نشاهد – مع الأسف- ان بعض الاباء يلجأون عن قصد او بدون قصد إلى تقديم دروس سيئة لأولادهم ، ولا تقف هذه الدروس عند حدود معينة، لكننا سنشير إلى بعض منها وهي عبارة عن :

1ـ في الدين والاخلاق : يجب ان يكون الاب ملتزما بدينه وبأوامره ونواهيه، ويُظهِر ذلك لولده ويطلبه به ايضا.

ماذا يتوقع ذلك الاب من ولده وهو ذاته غير ملتزم بتعاليم دينه كالصلاة مثلاً؟

كما ان الاب الذي يتعامل مع اسرته بأخلاق سيئة ويكلمهم بمنطق بذيء فانه يرسخ في اذهانهم تلك الدروس السيئة التي تكون سببا لشعور الطفل بالتشاؤم دوما وعدم الاهتمام بالمعايير الخلقية.

وتؤدي وساوس الاب وعناده بوجه الحق وتذرعه الكثير في حياته وحياة افراد اسرته، إلى أن يكون الطفل مستبدا ومعاندا للحق مما يولد ذلك اخطاراً عديدة في حياته الحالية والمستقبلية وكذلك المجتمع الذي يعيشه.

2ـ في السلوك : عندنا آباء مذنبون لانهم يمارسون سلوكا منحرفا بل ويحاولون نقل الانحراف إلى اولادهم. ونرى ان بعضهم يصحب معه ولده إلى مجالس الانحراف والاثم، ولا يهمهم عاقبة حياته وما سيؤول اليه مصيره.

فسلوكهم هذا يكون مثالا للولد، لانهم يمارسون اعمالهم القبيحة تلك على مرأى ومسمع منه، غافلين عن انه سيكتسب منهم تلك الممارسات، ويلجأ إلى تطبيقها في المستقبل خاصة وان الطفل يمتاز بغريزة حب المحاكاة.

يجب على الاب ان يعلم بان سلوكه القبيح والمنحرف لا يخدم بناء ولده وتكلمه ابدا بل يكون سببا لانحرافه في كل المجالات.

3ـ في القول والكلام : ومن الدروس السيئة التي يقدمها الاب لولده هي استخدامه لكلمات بذيئة، فنراه مثلا، يذكر عبارات نابية تستقر في ذهن الطفل ونفسيته وتؤثر عليه.

ويتسم بعض الاباء بالغضب فلا يقدر ان يتمالك نفسه فيستخدم كلمات مشينة وقبيحة يكتسبها الطفل.

كما يتصف بعض الاباء بالسخرية وتقصي عيوب الآخرين فنراه يسخر من ولده وينال من معنوياته، فيدفعه بعمله هذا إلى سلوك طريق الانحراف.

وينطبق هذا الكلام ايضاً على ذلك الاب الذي يتحدث بكلمات متضادة، ويلجأ إلى الكذب، فيدرك حتى الطفل الاختلاف الحاصل في كلامه. وتكون النتيجة ان لا تؤثر كلمات الاب في ولده ولا تنفذ اليه فتفشل العملية التربوية.

4ـ في العهد والوعد : من الدروس السيئة التي يقدمها الاب لولده هي عدم وفائه بعهده ووعده فيلمس الطفل ذلك رغم انه لا يتوقعه. فمثلا يعدُ الاب ولده باصطحابه معه في سفره او تجوله في اليوم الفلاني او ان يشتري له حاجة معينة ولكنه لا يفي بوعده.

وقد يتعهد له بشيء ما لكنه ينسى عهده، فيتألم الطفل كثيرا خاصة فيما لو ارتبط ذلك العهد بمصلحته الخاصة.

وسوف تتضاءل مكانة هؤلاء الاباء في اعين اولادهم اضافة إلى انهم سيقدمون لهم دروسا سيئة لها نتائج

خطيرة في حياتهم المستقبلية.

5ـ في النظم والانضباط : لا يوجد شك في ان من وظائف الاباء المهمة هو تعليم اولادهم على النظم والانضباط والالتزام بالمبادئ  والأصول.

وهذا الأمر ضروري لان يشمل جميع مرافق الحياة بل وحتى تناول الطفل لطعامه ونظافته وعمله ونومه واستراحته وغير ذلك.

فالأب الفوضوي الذي لا يلتزم بأي ضوابط في ذهابه وإيابه وراحته وعمله انما يقدم دروسا سيئة لأولاده تكون لها نتائج وخيمة في حياتهم القادمة. ثم ماذا يتوقع مثل هذا الاب من اولاده؟ وهل ستؤثر فيهم اوامره ونواهيه ومطالبه لهم برعاية النظم والانضباط؟

6ـ في التعامل : لا بد ان يتم التعامل في الحياة الاجتماعية والاخلاقية للناس وفق معايير انسانية ومبادئ منبثقة من الاخلاق السامية وتعاليم الدين الحنيف. اما لو كان التعامل خاطئا لتأثر به الطفل واكتسب منه تلك الدروس السيئة.

فالأب المحتال والمنافق والشرير والشقي والمتكبر والعنيف والمرائي انما يقدم دروسا سيئة لأطفاله، فيعرض حياتهم المستقبلية للخطر.

وان اللجوء إلى ممارسة الاقتدار والعنف يدفع الاطفال إلى التفكير بالانتقام دائما، واستخدام العنف مع كل من يقف امامهم.

وكذا بالنسبة للاب الذي يلجأ إلى الجدل كثيرا والسخرية بالآخرين ولمزهم، اذ تقضي هذه الممارسات على معنويات الطفل بشكل لا إرادي فيضطر إلى اتخاذ اساليب مشابهة.

7ـ في العلاقة الزوجية : من الدروس السيئة التي يكتسبها الطفل هي ان تكون العلاقة بين الزوج وزوجته على مرأى منه حتى ولو كان صغيراً، فالذي يضاجع زوجته على مشهد من طفله انما يرتكب خطا كبيرا لأنه يمهد الاجواء لانحراف الطفل ولا يمكنه ان يفلح ابدا.

فقد ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) قوله : (لا يجامع الرجل امراته ولا جاريته وفي البيت صبي، فان ذلك يورث الزنا). وجاء عن الامام الباقر (عليه السلام) قوله (اياك والجماع حيث يراك صبي يحسن ان يصف حالك). وثمة اطفال قد انحرفوا بسبب هذا الأمر.

8ـ في المعاشرة : ينبغي ان يقدم الاب دروسا في الادب والاخلاق لأولاده من خلال اسلوب معاشرته لهم، ويجب ان تشمل هذه المعاشرة جميع افراد الاسرة بما في ذلك الزوجة. وان نزاع الكبار يقف بوجه نشوء الاطفال بل ويدفعهم إلى الشعور بالأذى.

كما ليس صحيحاً ان ينعدم التوافق بين الوالدين في حياتهم فيعتبرا الطفل هو السبب الوحيد الذي تستمر من اجله حياتهما. فنراهما مثلا يتجادلان كثيرا ويتنازعان باستمرار ويشتكيان إلى الطفل ضد بعضهما ويلجآن إلى تحطيم شخصية كل منهما.

فلو كان الاب مهتما بتربية ولده فما عليه الا ان يقضي على الاختلاف الدائر بينه وبين زوجته ويمتنع عن النفاق والسلوك السيء.

ولو حصل هذا ـ لا سامح الله - فما على الاب الا ان يحفظ طفله من التأثيرات السيئة لذلك بل يزيلها من قلبه لكي لا تكبر وتستفحل.

9ـ في المساعدة والتعاون : حري بالأب ان يساعد الآخرين من افراد اسرته بمرأى من الطفل وبشكل يفهمه ويدركه لكي يخلق الاجواء الملائمة لنموه اجتماعياً.

فثمة اشخاص في المجتمع ليسوا سوى عالة عليه، وما على الاخرين الا ان يتحملوا اعباءهم ويتبنوا شؤونهم.

ولو قرر كل انسان ان يفكر بنفسه ويتحرك في اطار مصلحته الخاصة لتعذرت الحياة الاجتماعية واضطربت الامور وظهرت المشاكل والصعوبات العديدة.

لذا ، لا بد من قيام التعاون في المجتمع وحتى التكافل الاجتماعي، ويجب ان يقدم الاب الدروس المفيدة

في هذا المجال لأولاده طيلة فترة حياتهم. وانه لذنب كبير ان يقف الاب موقف المتفرج ازاء مشاكل مجتمعه وآلامه.

10ـ في التفكير : واخيرا، يجب على الاباء ان يؤمنوا بفلسفة واضحة ومنهج صريح في الحياة.

عليهم ان يبعدوا سوء الظن والحقد من حياتهم. فالذي ينظر إلى الامور من زاوية ضيقة ويتعامل مع الاحداث نظرة سلبية انما يقدم درسا سيئا لأولاده ويعرض حياتهم المستقبلية إلى الخطر.

وينبغي ان يجتهد الاباء في زرع الامل في قلوب اولادهم وتنمية اعتقادهم بالعمل والجزاء لكي يتمكنوا من المضي في طريق خيرهم وصلاح انفسهم ومجتمعهم.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.