المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

بطلان الشرط المعدل على العقد بطلانا جزئيا
14-1-2019
المولى عبد الرزاق بن علي بن الحسين اللاهيجي
21-12-2017
محمد إسماعيل بن محمد علي البهبهاني.
14-7-2016
Second-Order Eulerian Triangle
10-1-2021
الإستعارة
25-03-2015
حرافة ثمار الفلفل
12-1-2023


التربية النبوية لأمير المؤمنين (عليه السلام)  
  
4240   01:41 صباحاً   التاريخ: 9-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص72-79
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

عنى النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) عناية بالغة بتربية أخيه وابن عمّه الإمام (عليه‌ السلام) فغرس في أعماق ذاته صفاته الكريمة ونزعاته الشريفة حتى يحكي طباعه واتّجاهاته ويقيمه من بعده علما لامّته ورائدا لتبليغ رسالته ؛ لقد حفلت تربية النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) بجميع مقوّمات الارتقاء وسموّ الذات وكان من برامجها هذه الصور الرائعة :

١ ـ نكران الذات :  ربّى النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) أخاه على الواقعية ونبذ الأنانية ونكران الذات وكان من بين ذلك أنّ الإمام(عليه‌ السلام) طرق باب النبيّ فقال الرسول : من هذا؟  .

قال (عليه السلام) : أنا يا رسول الله , وكره النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) كلمة  أنا  من الإمام والتي تخلو من التعظيم لقائلها فجعل يقول له : أنا أنا وفهم الإمام كراهة النبيّ لهذه الكلمة فلم يفه بها بعد ذلك , وتكشف هذه البادرة عن سموّ التربية الإسلامية التي أمدّت الحياة بالاشراق والنهوض وظلّ الإمام متأثّرا بهذه التربية الرفيعة طيلة حياته ففي أيام حكومته وقيادته للامّة نبذ نبذا تامّا جميع مظاهر الحكم والسلطان التي تلازمها الابّهة والاستعلاء على الناس وعامل نفسه كبقيّة أفراد الشعب لا ميزة له عليهم وقد روى المؤرّخون أنّه اجتاز على أهل المدائن فأقاموا له مهرجانا شعبيا وذبحوا له الذبائح فنفر من ذلك وخاطبهم أنّه كأحدهم ومنع جيشه من أكل لحوم الذبائح حتى يعطي أهلها ثمنها وهكذا كان عليّ صورة لا ثاني لها في تاريخ البشرية على الإطلاق سوى الرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) .

٢ ـ التحلّي بالصفات الكريمة : من ألوان التربية الإسلامية المشرقة التي غذّى بها النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) الإمام أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) هذه الكوكبة من الأحاديث التربوية وهي :

أ ـ قال رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) : يا عليّ ثلاث من مكارم الأخلاق : تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمّن ظلمك , إنّ هذه الخصال الكريمة تسمو بالإنسان وترفع مستواه إلى أرقى ما يصل إليه من كمال النفس.

ب ـ قال رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) : يا عليّ سيّد الأعمال ثلاث خصال : إنصافك النّاس من نفسك ومساواة الأخ في الله عزّ وجلّ وذكر الله تبارك وتعالى على كلّ حال , إنّ هذه الصفات الرفيعة هي اسس الفضائل التي ينبغي للمسلم أن يتحلّى بها.

ج ـ قال رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) : يا عليّ ثلاث خصال من حقائق الإيمان : الإنفاق في الإقتار وإنصاف النّاس من نفسك وبذل العلم للمتعلّم .

بهذه الصفات الكريمة ربّى النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) أخاه وابن عمّه وباب مدينة علمه ليكون انموذجاً للإسلام.

د ـ قال رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) : يا عليّ اوصيك بوصيّة فاحفظها فلا تزال بخير ما حفظت وصيّتي ؛ يا عليّ من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه أعقبه الله يوم القيامة أمنا وإيمانا يجد طعمه .

أرأيتم هذه التعاليم التربوية التي تجعل الإنسان في اطار من الفضيلة والسلامة من كثير من الأزمات والمصاعب؟

هـ ـ قال (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) : يا عليّ ثلاث من لقي الله عزّ وجلّ فهو من أفضل النّاس : من أتى الله بما افترض عليه فهو من أعبد النّاس ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع النّاس ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى النّاس , إن من يطبّق على حياته هذه الخصال الكريمة فهو من أفضل الناس ومن أكثرهم طاعة لله تعالى وقربا منه .

و ـ قال (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) : يا عليّ إنّ الله تبارك وتعالى قد أذهب بالإسلام نخوة الجاهليّة وتفاخرهم بآبائهم ألا وإنّ النّاس من آدم وآدم من تراب وأكرمهم عند الله أتقاهم , إنّ هذه الوصية من أرقى تعاليم الإسلام فقد هدمت الحواجز بين الناس وألغت الفوارق والتفاضل بالأنساب وجعلت التفاوت بينهم بالتقوى والعمل الصالح الذي هو أعظم رصيد للإنسان يميّزه عن غيره ويشرّفه عليه.

ز ـ من الوصايا الرفيعة التي عهد به النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) قوله : يا عليّ ثلاثة تحت ظلّ العرش يوم القيامة : رجل أحبّ لأخيه ما أحبّ لنفسه ورجل بلغه أمر فلم يتقدّم فيه ولم يتأخّر حتّى يعلم أنّ ذلك الأمر لله رضى أو سخط ورجل لم يعب أخاه بعيب حتّى يصلح ذلك العيب من نفسه فإنّه كلّما أصلح من نفسه عيبا بدا له منها آخر ؛ وكفى بالمرء في نفسه شغلا ما أروع هذه الصفات! التي يسمو بها الإنسان إلى أرقى مستويات الرشد والكمال وقد تغذّى بها الإمام (عليه‌ السلام) فكانت من برامج حياته , هذه بعض الخصال الكريمة التي أوصى بها النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) أخاه وابن عمّه لتكون له منهجا في سلوكه مع غيره وهي أحد برامج التربية النبوية للإمام وقد ذكرنا الكثير منها في مسند الإمام .

٣ ـ الاجتناب عن الصفات المذمومة : حذّر النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) الإمام من بعض الصفات والخصال التي تهبط بالإنسان إلى مستوى سحيق وهذه بعضها :

أ ـ قال (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) : يا عليّ أنهاك عن ثلاث خصال : الحسد والحرص والكبر , إنّ هذه الخصال من مآثم الحياة ولا يتّصف بها الشريف .

ب ـ قال (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) : يا عليّ من تعلّم علما ليماري به السّفهاء أو يجادل به العلماء أو ليدعو النّاس إلى نفسه فهو من أهل النّار , إنّ طلب العلم ينبغي أن يكون خالصا لوجه الله تعالى غير مشوب بالأغراض الدنيئة أمّا إذا كان مشفوعا بأغراض لا تمّت إلى الواقع بصلة فإنّه يكون نقمة عليه عند الله تعالى وقد ألمح إليها الحديث وهي :

ـ طلب العلم لمماراة السفهاء والتغلّب عليهم وإبراز قابليات الشخص فإنّ ذلك ينمّ عن مرض النفس وبعدها عن الله تعالى.

ـ طلب العلم لمجادلة العلماء وإظهار الشخص أمام المجتمع بأنّه من مصاف العلماء أمّا دوافع هذه الجهة فهو حبّ الدنيا ومن المؤكّد أنّها ممّا تبعده عن الله تعالى.

ـ طلب العلم لدعوة الناس إليه والالتفاف حوله أعاذنا الله بلطفه وفضله من ذلك.

ج ـ من بنود التربية النبوية للإمام قوله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) : يا عليّ ألا أنبّئك بشرّ النّاس؟ قال عليّ : بلى يا رسول الله قال : من لا يغفر الذّنب ولا يقيل العثرة. ألا أنبّئك بشرّ من ذلك؟ قال عليّ : بلى قال : من لا يؤمن شرّه ولا يرجى خيره , إنّ هذه الخصال الذميمة لا يتّصف بها إلاّ أشرار الناس وسفله المجتمع.

د ـ من الوصايا التربوية التي غذّى بها النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) أخاه وولي عهده الإمام (عليه‌ السلام) قوله : يا عليّ إنّه لا فقر أشدّ من الجهل ولا مال أعود من العقل ولا وحدة أوحش من العجب ولا عمل كالتّدبير ولا ورع كالكفّ أي عن محارم الله ولا حسب كحسن الخلق ؛ إنّ الكذب آفة الحديث وآفة العلم النّسيان وآفة السّماحة المنّ , على ضوء هذه الحكم المشرقة التي تمثّل معالي الآداب ومحاسن الأخلاق ربّى النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وصيّه وباب مدينة علمه ليكون مثالا له في حياته وبعد وفاته .

هـ ـ من معالي التربية النبوية للإمام (عليه‌ السلام) قوله : يا عليّ إيّاك والكذب فإنّ الكذب يسوّد الوجه ثمّ يكتب عند الله كذّابا وإنّ الصّدق يبيّض الوجه ويكتب عند الله صادقا ؛ واعلم أنّ الصّدق مبارك والكذب مشئوم , إنّ الكذب مفتاح الشرّ وبه فساد الدنيا وهلاك العباد ويباينه الصدق فإنّه مصدر لكلّ فضيلة وسبب للنجاة من كلّ شرّ.

و ـ من روائع التربية الإسلامية التي غذّى بها النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) الإمام (عليه‌ السلام) قوله : يا عليّ احذر الغيبة والنّميمة .

إنّ النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) حذّر من الغيبة لأنّها توجب نشر الأحقاد والضغائن بين الناس بالإضافة إلى الحطّ من شخصيّة المغتاب في المجتمع والإسلام يحرص كلّ الحرص على كرامة المسلم وأن لا ينال بسوء وقد ذكر الفقهاء تعريف الغيبة وتحريمها المشدّد في الإسلام واستثنوا من ذلك ما إذا كان المغتاب متجاهرا بالفسق والفجور فتجوز غيبته بالجهة المتجاهر بها ولا يجوز قذفه بغيرها من المعاصي ؛ ونهى النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) عن النميمة وهي من موجبات نشر الكراهية بين المجتمع وقد تظافرت الأخبار عن الأئمّة (عليهم‌ السلام): أنّ النمّام من شرار خلق الله تعالى .

ز ـ من الوصايا التربوية للنبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) قوله : يا عليّ لا تغضب فإذا غضبت فاقعد وتفكّر في قدرة الرّبّ على العباد وحلمه عنهم وإذا قيل لك : اتّق الله فانبذ غضبك وراجع حلمك.

الغضب مفتاح كلّ شرّ وسبب لكلّ جريمة وقد حذّر منه النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) لأنّه يؤدّي إلى دمار الشخص وهلاكه وقد ذكر النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) كيفيّة علاجه والوقاية من شرّه وهو أن يتفكّر الإنسان في حالة غضبه بقدرة الله تعالى عليه وما يعقبه الغضب من الأضرار والمفاسد .

ح ـ من غرر الوصايا التربوية التي عهد بها النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) للإمام قوله : يا عليّ أنهاك أن تخفر عهدا أي تنقض عهدا وتعين عليه وأنهاك عن المكر فإنّه لا يحيق المكر السّيّئ إلاّ بأهله وأنهاك عن البغي فإنّه من بغي عليه لينصرنّه الله  .

إنّ هذه الخصال التي نهى النبيّ عنها من موجبات سقوط الإنسان وهلاكه .

ط ـ من معالم التربية للإمام (عليه‌ السلام) هذه الوصية : يا عليّ إنّ من اليقين أن لا ترضي أحدا بسخط الله ولا تحمد أحدا بما آتاك الله ولا تذمّ أحدا على ما لم يؤتك الله ؛ فإنّ الرّزق لا يجرّه حرص حريص ولا يصرفه كراهة كاره إنّ الله بحكمه وفضله جعل الرّوح والفرج في اليقين والرّضا وجعل الهمّ والحزن في الشّكّ .

وبهذه الوصية الثمينة من النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) لوصيّه وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) نطوي الحديث عن بعض معالم التربية النبوية للإمام والتي استهدفت أن يكون ممثّلا للنبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) لأهدافه وقيمه التي تنشد صالح الإنسان وتطوّر حياته .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.