المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05



تبريرُ معاوية  
  
3072   02:09 صباحاً   التاريخ: 7-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص192-196.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-6-2022 1277
التاريخ: 7-4-2016 3044
التاريخ: 7-4-2016 2831
التاريخ: 4-03-2015 3388

دافع جماعة مِن المؤلّفين والكتاب عن معاوية وبرّروا بيعته ليزيد التي كانت مِنْ أفجع النكبات التي مُنِيَ بها العالم الإسلامي وفيما يلي بعضهم :

1 ـ أحمد دحلان :  مِنْ أصلب المدافعين عن معاوية أحمد دحلان قال : فلمّا نظر معاوية إلى قوّة شوكتهم ـ يعني الاُمويِّين ـ واستحكام عصبيتهم حتّى إنّهم لو خرجت الخلافة عنهم بعده يُحدِثون فتنةً ويقع افتراق للأُمّة فأراد اجتماع الكلمة بجعل الأمر فيهم. ثمّ إنّه نظر فيمَنْ كان منهم أقوى شوكة فرآه ابنه يزيد ؛ لأنّه كان كبيراً وباشر إمارة الجيوش في حياة أبيه وصارت له هيبةٌ عند الأُمراء وله تمكّن ونفاذ كلمةٍ فلو جعل الأمر لغيره منهم كان ذلك سبباً لمنازعته لا سيما وله تمكّن واقتدار على الاستيلاء على ما في بيت المال مِن الأموال فيقع الافتراق والاختلاف. فرأى أنّ جعل الأمر له بهذا الاجتهاد يكون سبباً للأُلفة وعدم الافتراق وهذا هو السبب في جعله وليّ عهده ولمْ يعلم ما يبديه الله بعد ذلك .

حفنة من التراب على أمثال هؤلاء الذين دفعتهم العصبية الآثمة إلى تبرير المنكر وتوجيه الباطل فهل إنّ أمر الخلافة التي هي ظلّ الله في الأرض يعود إلى الاُمويِّين حتّى يرعى معاوية عواطفهم ورغباتهم ؛ وهم الذين ناهضوا نبي الإسلام وناجزوه الحرب وعذّبوا كلّ مَنْ دخل في دين الإسلام فكيف يكون أمر الخلافة بأيديهم؟! ولو كان هناك منطق ووعي ديني لكانوا في ذيل القافلة ولا يُحسب لهم أي حساب.

2 ـ الدكتور عبد المنعم : ومن المبررين لمعاوية في بيعته ليزيد الدكتور عبد المنعم ماجد قال : ويبدو أنّ معاوية قصد مِنْ وراء توريث يزيد الخلافة القضاء على افتراق كلمة الأُمّة الإسلامية ووقوع الفتنة مثلما حدث بعد عثمان ؛ ولعلّه أيضاً أراد أنْ يوجد حلاً للمسألة التي تركها النّبي (صلّى الله عليه وآله) دون حلّ ؛ وهي إيجاد سلطة دائمة للإسلام ومِن المحقّق أنّ معاوية لمْ يكن له مندوحة مِنْ أنْ يفعل ذلك ؛ خوفاً مِنْ غضب بني أُميّة الذين لمْ يكونوا يرضون بتسليم الأمر إلى سواهم , وهذا الرأي لا يحمل أي طابعٍ مِن التوازن ؛ فإنّ معاوية في بيعته ليزيد لمْ يجمع كلمة المسلمين وإنّما فرّقها وأخلد لهم الشرّ والخطوب ؛ فقد عانت الأُمّة في عهد يزيد مِن ضروب البلاء والمحن ما لا يوصف ؛ لفضاعته ومرارته فقد جهد حفيد أبي سفيان على تدمير الإسلام وسحق جميع مقدّساته وقيمه ؛ فأباد العترة الطاهرة التي هي عديلة القرآن الكريم حسب النصوص النّبوية المتواترة وأنزل بأهل المدينة في واقعة الحرّة مِن الجرائم ما يندى له جبين الإنسانية فهل جمع بذلك معاوية كلمة المسلمين ووحّد صفوفهم؟! وممّا يدعو إلى السّخرية ما ذهب إليه مِن أنّ النّبي (صلّى الله عليه وآله) ترك مسألة الخلافة بغير حلّ فجاء معاوية فحلّ هذه العقدة ببيعته ليزيد!! إنّ النّبي (صلّى الله عليه وآله) لمْ يترك أي شأنٍ مِن شؤون أُمّته بغير حلّ وإنّما وضع لها الحلول الحاسمة وكان أهم ما عنى به شأن الخلافة فقد عَهِدَ بها إلى أفضل أُمّته وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وقد بايعه كبار الصحابة وعموم مَنْ كان معه في يوم الغدير ولكنّ القوم كرهوا اجتماع النّبوة والخلافة في ببت واحد فزووا الخلافة عن أهل بيت نبيهم (صلّى الله عليه وآله) فأدّى ذلك إلى أنْ يلي أمر المسلمين يزيد وأمثاله مِن المنحرفين الذين أثبتوا في تصرفاتهم أنّهم لا علاقة لهم بالإسلام ولا عَهْدَ لهم بالدين.

3 ـ حسين محمّد يوسف : ومِن المدافعين بحرارة عن معاوية في ولايته ليزيد حسين محمّد يوسف وقد أطال الكلام بغير حجّة في ذلك قال في آخر حديثه : وخلاصة القول في موقف معاوية أنّه كان مجتهداً في رأيه وأنّه حين دعا الأُمّة إلى بيعة يزيد كان حسن الظن به ؛ لأنّه لمْ يثبت عنده أي نقص فيه بل كان يزيد يدسّ على أبيه مَنْ يحسّن له حاله حتّى اعتقد أنّه أولى مِنْ أبناء بقية الصحابة كلّهم ؛ فإنْ كان معاوية قد أصاب في اختياره فله أجران وإنْ كان قد أخطأ فله أجر واحد وليس لأحدٍ بعد ذلك أنْ يخوض فيما وراء ذلك ؛ فإنّما الأعمال بالنّيات ولكلِّ امرئ ما نوى .

إنّ مِن المؤسف حقّاً أنْ ينبري هؤلاء لتبرير معاوية في اقترافه لهذه الجريمة النكراء التي أغرقت العالم الإسلامي بالفتن والخطوب! ومتّى اجتهد معاوية في فرض ابنه خليفة على المسلمين؟! فقد سلك في سبيل ذلك جميع المنعطفات والطريق الملتوية فأرغم عليها المسلمين وفرضها عليهم تحت غطاءٍ مكثّفٍ من قوة الحديد. إنّ معاوية لمْ يجتهد في ذلك وإنّما استجاب لعواطفه المترعة بالحنان والولاء لولده مِن دون أنْ يرعى أي مصلحةٍ للأُمّة في ذلك , هؤلاء بعض المؤيدين لمعاوية في عقده البيعة ليزيد وهم مدفوعون بدافعٍ غريبٍ على الإسلام وبعيد كلّ البعد عن منطق الحقّ.

وشجب الحسن البصري بيعة يزيد وجعلها مِنْ جملة موبقات معاوية قال : أربع خصال كُنَّ في معاوية لو لمْ يكن فيه منهنَّ إلاّ واحدة لكانت موبقة : ابتزاؤه على هذه الأُمّة بالسّفهاء حتّى ابتزّها أمرها بغير مشورة منهم وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة واستخلاف ابنه بعده سكّيراً خمّيراً يلبس الحرير ويضرب بالطنابير وادّعاؤه زياد وقد قال رسول (صلّى الله عليه وآله) : الولد للفراش وللعاهر الحَجَر. وقتله حِجْراً وأصحابه ويلٌ له مِنْ حِجْر وأصحابه !

ويرى الفيلسوف الكبير ابن رشد أنّ بيعة معاوية ليزيد قد غيّرت مجرى الحياة الإسلامية وهدمت الحكم الصالح في الإسلام قال : إنّ أحوال العرب في عهد الخلفاء الراشدين كانت على غاية مِن الصلاح فكأنّما وصف أفلاطون حكومتهم في جمهوريته الحكومة الجمهورية الصحيحة التي يجب أنْ تكون مِثالاً لجميع الحكومات ولكنّ معاوية هدم ذلك البناء الجليل القديم وأقام مكانه دولة بني أُميّة وسلطانها الشديد ؛ ففتح بذلك باباً للفتن التي لا تزال إلى الآن قائمة حتّى في بلادنا هذه  ـ يعني الأندلس ـ.

لقد نَقِمَ على معاوية في بيعة يزيد جميعُ أعلام الفكر وقادة الرأي في الأُمّة الإسلامية منذ عهد معاوية حتّى يوم الناس هذا ووصفوها بأنّها اعتداء صارخ على الأُمّة وخروج على إرادتها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.