أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2015
3821
التاريخ: 16-4-2022
1226
التاريخ: 5-03-2015
3591
التاريخ: 5-03-2015
3332
|
أخذ المسلمون يتحدثون في أنديتهم عن مظالم عثمان وعن احداثه واستبداده بشؤونهم وتبديده لثرواتهم وتنكيله بأخيار الصحابة وأعلام الدين وتلاعب مروان وبني أميّة بشؤون الدولة وغير ذلك من الاحداث الجسام وقد انتشر التذمر وعم السخط والاستياء جميع انحاء البلاد فاجتمع أهل الحل والعقد وذوو السابقة في الاسلام فكاتبوا الامصار يستنجدون بهم ويطلبون منهم العون وارسال القوات المسلحة للقيام بقلب الحكم القائم وهذا نص مذكرتهم لأهل مصر : من المهاجرين الاولين وبقية الشورى الى من بمصر من الصحابة والتابعين أما بعد : ان تعالوا إلينا وتداركوا خلافة رسول الله قبل أن يسلبها أهلها فان كتاب الله قد بدل وسنة رسوله قد غيرت واحكام الخليفتين قد بدلت فننشد الله من قرأ كتابنا من بقية اصحاب رسول الله والتابعين باحسان إلا أقبل إلينا وأخذ الحق لنا وأعطاناه فأقبلوا إلينا ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وأقيموا الحق على المنهاج الواضح الذي فارقتم عليه نبيكم وفارقكم عليه الخلفاء غلبنا على حقنا واستولى على فيئنا وحيل بيننا وبين أمرنا وكانت الخلافة بعد نبينا خلافة نبوة ورحمة وهي اليوم ملك عضوض من غلب على شيء أكله ؛ وحفلت هذه الرسالة بذكر الاحداث الخطيرة التي ابتلي بها العالم الاسلامي من جراء الحكم القائم وهي :
1 ـ تبديل كتاب الله والغاء أحكامه العادلة .
2 ـ تغيير سنة النبي (صلى الله عليه واله) واهمال ما اثر عنه في عالم الحكم والسياسة .
3 ـ الاعراض عن سيرة الشيخين .
4 ـ استئثار السلطة بالفيء وصرفه على مصالحها الخاصة .
5 ـ صرف الخلافة الاسلامية عن مفاهيمها البناءة وطاقاتها الثرة الى ملك عضوض لا يعتني بأهداف الامة ولا يرع مصالحها ؛ وقد اوجبت هذه الاحداث زعزعة الكيان الاسلامي وتهديد الحياة الاسلامية بالدمار وقد واصل الناقمون على عثمان جهادهم فبعثوا برسالة أخرى الى المرابطين في الثغور من اصحاب النبي يطلبون منهم القدوم الى يثرب لإقامة الخلافة وهذا نص رسالتهم : انكم انما خرجتم ان تجاهدوا في سبيل الله عز وجل تطلبون دين محمد (صلى الله عليه واله) فان دين محمد قد أفسده خليفتكم فأقيموه , واستجابت الامصار الاسلامية لهذا النداء فأرسلت وفودها الى يثرب للاطلاع على الاوضاع الراهنة ودراسة الموقف وما يحتاجه من علاج والوفود التي أقبلت هي :
أ ـ الوفد المصري : أرسلت مصر وفدا عدده اربع مائة شخص وقيل اكثر من ذلك بقيادة محمد بن أبي بكر وعبد الرحمن بن عديس البلوي .
ب ـ الوفد الكوفي : أرسلت الكوفة وفدها بقيادة الزعيم مالك الاشتر وزيد بن صوحان العبدي وزياد بن النضر الحارثي وعبد الله بن الاصم العامري وعلى الجميع عمرو بن الأهثم .
ج ـ الوفد البصري : نزح من البصرة حكيم بن جبلة في مائة رجل ولحقه بعد ذلك خمسون وفيهم ذريح بن عباد العبدي وبشر بن شريح القيسي وابن المحرش وغيرهم من الاعيان والوجوه .
ورحبت الصحابة بالوفود واستقبلتها بمزيد من الابتهاج والشكر وأخذت تذكر لها احداث عثمان التي لا تتفق بظاهرها وواقعها مع الدين وحرضوها على الايقاع به والاجهاز عليه لتستريح الامة من حكمه ؛ ورأى الوفد المصري قبل كل شيء أن يرفع مذكرة الى عثمان يدعوه فيها الى التوبة والاستقامة في سياسته فكتبوا ذلك وهذا نصه : أما بعد فاعلم ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فالله الله ثم الله الله فانك على دنيا فاستتم معها آخرة ولا تنسى نصيبك من الآخرة فلا تسوغ لك الدنيا واعلم انا لله ولله نغضب وفي الله نرضى وإنا لن نضع سيوفنا عن عواتقنا حتى تأتينا منك توبة مصرحة أو ضلالة مجلحة مبلجة فهذه مقالتنا لك وقضيتنا إليك والله عذيرنا منك والسلام ؛ واضطرب عثمان من الامر وقرأ الرسالة بإمعان وأحاط الثوار به فبادر إليه المغيرة وطلب منه الاذن بالكلام معهم فاذن له وانطلق إليهم فلما رأوه صاحوا به : يا أعور وراءك! يا فاجر وراءك! يا فاسق وراءك! فرجع خائبا ودعا عثمان عمرو بن العاص وطلب منه ان يكلم القوم فمضى إليهم وسلم فما ردوا (عليه السلام) وقالوا له : ارجع يا عدو الله! ارجع يا ابن النابغة! فلست عندنا بأمين ولا مأمون , وعلم عثمان ان لا ملجأ له إلا الامام أمير المؤمنين فاستغاث به وطلب منه ان يدعو القوم الى كتاب الله وسنة نبيه فأجابه الامام الى ذلك ولكن شرط عليه ان يعطيه عهد الله وميثاقه على الوفاء بما قال فأعطاه ذلك ومضى الامام الى القوم فلما رأوه قالوا له : وراءك!
قال : لا , بل امامي تعطون كتاب الله وتعتبون من كل ما سخطتم وعرض عليهم ما بذله عثمان لهم , فقالوا : أتضمن ذلك عنه؟
فقال (عليه السلام) : نعم .
قالوا : رضينا ؛ وأقبل وجوههم وأشرافهم مع أمير المؤمنين حتى دخلوا على عثمان فعاتبوه على اعماله فاعتتبهم من كل شيء وطلبوا منه أن يكتب لهم كتابا يلتزم فيه على نفسه بالعمل على كتاب الله وسنة نبيه وتوفير الفيء للمسلمين فأجابهم الى ذلك وكتب لهم ما نصه : هذا كتاب من عبد الله عثمان أمير المؤمنين لمن نقم عليه من المؤمنين والمسلمين أن لكم أن اعمل فيكم بكتاب الله وسنة نبيه يعطى المحروم ويؤمن الخائف ويرد المنفي ولا تجمر فى البعوث ويوفر الفيء وعلي ابن أبي طالب ضمين للمؤمنين والمسلمين على عثمان الوفاء بما في هذا الكتاب , وشهد فيه كل من الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد ابن مالك أبي وقاص وعبد الله بن عمر وزيد بن ثابت وسهل بن حنيف وأبو ايوب خالد بن زيد وكتب ذلك في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين من الهجرة وأخذ القوم الكتاب وانصرفوا وطلب منه الامام أمير المؤمنين ان يخرج الى الناس ويعلن لهم أنه قد استجاب لهم ونفذ طلباتهم ففعل عثمان ذلك واعطى الناس عهدا ان يسير فيهم على كتاب الله وسنة نبيه وأن يوفر لهم الفيء ولا يؤثر به أحدا من أرحامه وذوي قرباه ورجع المصريون الى بلادهم ودخل مروان على عثمان فقال له : تكلم واعلم الناس ان اهل مصر قد رجعوا وان ما بلغهم عن امامهم كان باطلا فان خطبتك تسير في البلاد قبل ان يتحلب الناس عليك من امصارهم فيأتيك من لا تستطيع دفعه , لقد دعاه ان يعلن الكذب ويقول غير الحق فامتنع من اجابته اولا ولكنه انصاع أخيرا لقوله فخرج واعتلى أعواد المنبر وقال : أما بعد : إن هؤلاء القوم من أهل مصر كان بلغهم عن امامهم أمر فلما تيقنوا أنه باطل ما بلغهم رجعوا الى بلادهم , واندفع المسلمون الى الانكار عليه فناداه عمرو بن العاص : اتّق الله يا عثمان فانك قد ركبت نهابير وركبناها معك فتب الى الله نتب معك ؛ فزجره عثمان وصاح به : وإنك هناك يا ابن النابغة؟ قملت والله جبتك منذ تركتك من العمل؟
وارتفعت من جميع جنبات المسجد أصوات الانكار وهي ذات لهجة واحدة : اتق الله يا عثمان اتق الله ؛ فانهارت قواه ولم يجد بدا من أن يعلن التوبة على هذا الإفك ونزل عن المنبر ومضى الى منزله , وهذه البادرة تدل على ضعفه وهزال ارادته وتلاعب مروان فى شؤونه وسيطرته على جميع اموره وأنه لا قدرة له على مخالفته والتغلب عليه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|