أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-11-2017
3001
التاريخ: 5-4-2016
3660
التاريخ: 5-4-2016
3273
التاريخ: 4-03-2015
3184
|
سودة بنت عمارة بن الأشتر الهمداني من سيدات نساء العراق ومن ربات الفصاحة والبيان ورثت حب أمير المؤمنين من آبائها الكرام الذين عرفوا بالحب والأخلاص له وفدت على معاوية تشتكي عنده جور عامله فلما دخلت عليه عرفها فقال لها :
ألست القائلة يوم صفين؟ :
شمر كفعل أبيك يا ابن عمارة يوم الطعان وملتقى الأقران
وانصر عليا والحسين ورهطه واقصد لهند وابنها بهوان
إن الإمام أخا النبي محمد علم الهدى ومنارة الإيمان
قالت : أي والله ما مثلي من رغب عن الحق أو اعتذر بالكذب .
فقال : فما حملك على ذلك؟!
قالت : حب علي وإتباع الحق.
فقال : فو الله ما أرى عليك من أثر علي شيئا؟!
قالت : يا أمير المؤمنين مات الرأس وبتر الذنب فدع عنك تذكار ما قد نسي واعادة ما مضى.
قال : هيهات ما مثل مقام أخيك ينسى وما لقيت من أحد ما لقيت من قومك وأخيك.
فقالت : صدق فوك لم يكن أخي ذميم المقام ولا خفي المكان كان والله كقول الخنساء :
وإن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علم فى رأسه نار
قال : صدقت كان كذلك.
فقالت : مات الرأس وبتر الذنب وبالله أسأل أمير المؤمنين اعفائي مما استعفيت منه.
فقال : قد فعلت فما حاجتك؟
قال : إنك أصبحت للناس سيدا ولأمرهم متقلدا والله سائلك من أمرنا وما افترض من حقنا ولا يزال يقدم علينا من ينوء بعزك ويبطش بسلطانك فيحصدنا حصد السنبل ويدوسنا دوس البقر ويسومنا الخسيسة ويسلبنا الجليلة هذا بسر بن أرطاة قدم علينا من قبلك فقتل رجالي وأخذ مالي ولو لا الطاعة لكان فينا عز ومنعة فأما عزلته عنا فشكرناك وإما لا فعرفناك.
فتأثر معاوية من كلامها وقال لها : أتهدديني بقومك؟ لقد هممت أن أحملك على قتب أشرس فأردك إليه ينفذ فيك حكمه .
فأطرقت الى الأرض وهي باكية العين حزينة القلب ثم أنشأت تقول :
صلى الإله على جسم تضمنه قبر فأصبح فيه العدل مدفونا
قد حالف الحق لا يبغي به بدلا فصار بالحق والإيمان مقرونا
فقال : ومن ذلك؟
قال : علي بن أبي طالب.
قال : وما صنع بك حتى صار عندك كذلك؟
قالت : قدمت عليه في رجل ولاه صدقتنا فكان بيني وبينه ما بين الغث والسمين فأتيت عليا (عليه السلام) لأشكو إليه ما صنع فوجدته قائما يصلي فلما نظر إلي انفتل من صلاته ثم قال لي برأفة وتعطف : ألك حاجة؟ فأخبرته الخبر فبكى ثم قال : اللهم إنك أنت الشاهد عليّ وعليهم أني لم آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقك ثم أخرج من جيبه قطعة جلد كهيئة طرف الجراب فكتب فيها : بسم الله الرحمن الرحيم قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ إذا قرأت كتابي فاحتفظ بما في يديك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك والسلام فأخذته منه والله ما ختمه بطين ولا حزمه بحزام.
فتبهر معاوية وتعجب من هذا العدل والإنصاف وقال : أكتبوا لها بالإنصاف والعدل لها .
فانبرت إليه قائلة : ألي خاصة أم لقومي عامة؟
فقال : وما أنت وغيرك؟
قال : هي والله إذن الفحشاء واللؤم إن لم يكن عدلا شاملا وإلا فأنا كسائر قومى.
قالت : هيهات لمظكم ابن أبي طالب الجرأة وغركم قوله :
فلو كنت بوابا على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
ثم قال : اكتبوا لها ولقومها بحاجتها .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|