المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05



[التعزي بعزاء الله تعالى]  
  
3409   03:24 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص50-52.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

روى الزهري قال: سمعت عليا بن الحسين يقول: من لم يتعز بعزاء اللّه تقطعت نفسه على الدنيا حسرات و اللّه ما الدنيا و الآخرة إلا ككفتي ميزان فأيهما رجح ذهب بالآخر ثم تلا قوله تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} [الواقعة: 1] يعني القيامة {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ} [الواقعة: 2، 3] خفضت و اللّه باعداء اللّه إلى النار{رَافِعَةٌ} [الواقعة: 3] رفعت و اللّه أولياء اللّه إلى الجنة , ثم خاطب رجلا من جلسائه و الذي يظهر من فحوى كلام الإمام (عليه السلام) أنه كان متهالكا في طلب الدنيا فقال (عليه السلام) يعظه: اتق اللّه و اجمل في الطلب و لا تطلب ما لم يخلق فإن من طلب ما لم يخلق تقطعت نفسه و لم ينل ما طلب و كيف ينال ما لم يخلق ؛ و اسرع الرجل قائلا: كيف يطلب ما لم يخلق؟ .

فأجابه الإمام (عليه السلام) قائلا: من طلب الغنى و الأموال و السعة في الدنيا فإنما يطلب ذلك للراحة في الدنيا و الراحة لم تخلق في الدنيا و لا لأهل الدنيا إنما خلقت الراحة في الجنة و التعب و النصب خلقا في الدنيا و لأهل الدنيا و ما أعطي أحد منها حفنة إلا أعطي من الحرص مثلها و من أصاب من الدنيا أكثر كان فيها أشد فقرا لأنه يفتقر إلى الناس لحفظ أمواله و يفتقر إلى كل آلة من آلات الدنيا فليس في غنى الدنيا راحة و لكن الشيطان يوسوس إلى ابن آدم أن له في جمع ذلك المال راحة و إنما يسوقه إلى التعب في الدنيا و الحساب عليه في الآخرة.

و أضاف الإمام قائلا: كلا ما تعب أولياء اللّه في الدنيا للدنيا بل تعبوا في الدنيا للآخرة .

أ لا و من اهتم لرزقه كتب عليه حفظه كذلك قال المسيح عيسى (عليه السلام) للحواريين: إنما الدنيا قنطرة فاعبروها و لا تعمروها .

و في هذه الموعظة دعوة إلى الزهد في الدنيا و الاجمال في طلبها فإن السعي وراء المادة سببه الحصول على الراحة و لكن لا راحة في الدنيا و ذلك لكثرة همومها و آلامها و قد خلقت الراحة في الجنة التي أعدها اللّه للمتقين من عباده فالطلب ينبغي أن يكون لها لا للدنيا.

سأل شخص الإمام زين العابدين (عليه السلام) فقال له: كيف أصبحت يا ابن رسول اللّه (صلى الله عليه واله)؟ فقال (عليه السلام): أصبحت مطلوبا بثمان: اللّه يطالبني بالفرائض و النبي يطالبني بالسنة و العيال بالقوت و النفس بالشهوة و الشيطان باتباعه و الحافظان بصدق في العمل و ملك الموت‏ بالروح و القبر بالجسد فأنا بين هذه الخصال مطلوب .

لقد نظر الإمام إلى أبعاد الحياة الدنيا فرآها محاطة بهذه الأمور الثمانية فصمم على الزهد فيها و عدم الاحتفاء بأي شي‏ء من زينتها و مباهجها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.