أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2016
3040
التاريخ: 31-3-2016
3083
التاريخ: 12-4-2016
5643
التاريخ: 24/10/2022
1165
|
وجه الإمام (عليه السلام) نظره صوب الارحام فأدلى بحقوقهم ومنها حق الأم:
فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا و أطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا و أنها وقتك بسمعها و بصرها و يدها و رجلها و شعرها و بشرها و جميع جوارحها مستبشرة بذلك فرحة موبلة محتملة لما فيه مكروهها و ألمها و ثقلها و غمها حتى دفعتها عنك يد القدرة و أخرجتك إلى الأرض فرضيت أن تشبع و تجوع هي و تكسوك و تعرى و ترويك و تظمأ و تظلك و تضحى و تنعمك ببؤسها و تلذذك بالنوم بأرقها و كان بطنها لك وعاء و حجرها لك حواء و ثديها لك سقاء و نفسها لك وقاء تباشر حر الدنيا و بردها لك و دونك فتشكرها على قدر ذلك و لا تقدر عليه إلا بعون اللّه و توفيقه .
ما أعظم حقوق الأم و ما أكثر ألطافها و أياديها على ولدها فهي صانعة حياته و لو لا عواطفها و حنانها لما عاش و لما استمرت له الحياة فقد تعاهدته بروحها منذ تكوينه و تحملت اعباء الحمل و اخطار الولادة و بعد ولادته تذوب في سبيله و تبذل جميع طاقاتها للحفاظ عليه و السهر من أجله و تبقى تخدمه باخلاص و ترعاه بعطف و حنان إلى أن يكبر و يأخذ طريقه في الحياة فذا فارقها أو نأى عنها فكأن الحياة قد فارقتها و نظم محمد بن الوليد الفقيه عواطفها و عواطف الأب في هذه الأبيات :
لو كان يدري الابن أية غصة يتجرع الأبوان عند فراقه
أم تهيج بوجده حيرانة و أب يسح الدمع من آماقه
يتجرعان لبينه غصص الردى و يبوح ما كتماه من اشواقه
لرثى لأم سل من أحشائها و بكى لشيخ هام في آفاقه
و لبدل الخلق الأبي بعطفه و جزاهما بالعذب من أخلاقه
ما أعجز الانسان عن أداء حقوق أمه و لو قدم لها جميع الخدمات و المبرات لما أدى أبسط شيء من حقوقها.
و أما حق أبيك فتعلم أنه أصلك و أنك فرعه و أنك لولاه لم تكن فمهما رأيت في نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه و احمد اللّه و اشكره على قدر ذلك و لا قوة إلا باللّه أما حق الأب على ولده فعظيم جدا فهو أصله و لولاه لم يكن و يجب عليه رعاية حقوقه و القيام بشؤونه و ما يحتاج إليه لا سيما عند كبره و عجزه فإنه يتأكد عليه تقديم جميع المساعدات و الخدمات ليؤدي بذلك بعض حقوقه.
و أما حق ولدك فتعلم أنه منك و مضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره و شره و إنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب و الدلالة على ربه و المعونة على طاعته فيك و في نفسه فمثاب على ذلك و معاقب فاعمل في أمره عمل المتزين بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا المعذر إلى ربه في ما بينه و بينه بحسن القيام عليه و الأخذ له منه و لا قوة إلا باللّه .
إن الولد إنما هو امتداد لحياة أبيه و استمرار لوجوده فهو بعضه بل هو كله يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لولده الإمام الزكي الحسن (عليه السلام): و وجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئا لو اصابك أصابني و كأن الموت لو أتاك أتاني فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي .
و تلقي التربية الإسلامية العبء الكبير على الأب في تربية ابنه و عليه أن يغرس في أعماقه النزعات الكريمة و الصفات الشريفة و يعوده على العادات الحسنة و يجنبه الرذائل و يقيم له الأدلة على الخالق العظيم الذي بيده ملكوت كل شيء فإن قام بذلك فقد أدى واجبه نحو ابنه و نحو المجتمع بأسره لأن الانسان الصالح لبنة في بناء المجتمع و إن لم يقم بذلك فهو مسؤول أمام اللّه تعالى و معاقب على ذلك.
و أما حق أخيك فتعلم أنه يدك التي تبسطها و ظهرك الذي تلتجىء إليه و عزك الذي تعتمد عليه و قوتك التي تصول بها فلا تتخذه سلاحا على معصيته و لا عدة للظلم بحق اللّه و لا تدع نصرته على نفسه و معونته على عدوه و الحول بينه و بين شياطينه و تأدية النصيحة إليه و الاقبال عليه في اللّه فان انقاد لربه و احسن الاجابة له و إلا فليكن اللّه آثر عندك و أكرم عليك منه .
أما الأخ فهو يد لأخيه و عز و منعة و قوة له و هو سنده في الملمات و الشدائد و قد ذكر الإمام (عليه السلام) له من الحقوق ما يلي :
1- أن لا يتخذه سلاحا على معاصي اللّه.
2- أن لا يستعين به على ظلم الناس و الاعتداء عليهم بغير حق.
3- أن لا يدع نصرته على نفسه و ذلك بأن يرشده إلى سبل الخير و يهديه إلى طرق الرشاد.
4- أن يعينه على عدوه إبليس فيحذره منه و يخوفه من عقاب اللّه لئلا يغويه و يصده عن الطريق القويم.
5- أن يمنحه النصيحة في أمور آخرته و دنياه فإن انقاد للحق فذاك و إلا فليعرض عنه و لا يتصل به مع اعلان للعصيان و حربه للّه.
و أما حق المنعم عليك بالولاء فتعلم أنه أنفق فيك ماله و أخرجك من ذل الرق و وحشته إلى عز الحرية و أنسها و أطلقك من أسر الملكة و فك عنك حلق العبودية و أوجدك رائحة العز و أخرجك من سجن القهر و دفع عنك العسر و بسط لك لسان الانصاف و أباحك الدنيا فملكك نفسك و حل أسرك و فرغك لعبادة ربك و احتمل بذلك التقصير في ماله فتعلم أنه أولى الخلق بك بعد أولي رحمك في حياتك و موتك و احق الخلق بنصرك و معونتك و مكافأتك في ذات اللّه فلا تؤثر عليه نفسك ما احتاج إليك إن للمولى المنعم على عبده بالعتق حقا كبيرا فقد فك عنه الاغلال و انقذه من ذل العبودية و أطعمه عز الحرية فله عليه الأيادي البيضاء و الواجب عليه أن يقابله بالشكر الجزيل فينصره و يعينه و يكافئه في ذات اللّه وفاء لجميله و معروفه.
و أما حق مولاك الجارية عليه نعمتك فأن تعلم أن اللّه جعلك حامية عليه و واقية و ناصرا و معقلا و جعله لك وسيلة و سببا بينك و بينه فبالحري أن يحجبك عن النار فيكون في ذلك ثواب منه في الآجل و يحكم لك بميراثه في العاجل إذا لم يكن له رحم مكافأة لما أنفقته من مالك عليه
و قمت به من حقه بعد انفاق مالك فإن لم تخفه خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه و لا قوة إلا باللّه .
دعا الإمام (عليه السلام) المولى إلى مراعاة حقوق أرقائه فإن اللّه قد جعله عليهم وكيلا و حامية عليهم فاللازم عليه مراعاة حقوقهم و معاملتهم معاملة كريمة و الاحسان إليهم بكل ما يتمكن فإن فعل ذلك و قام به فإن اللّه يجازيه على ذلك و يجعل احسانه إليهم وقاية له من النار .
و أما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره و تذكر معروفه و تنشر له المقالة الحسنة و تخلص له الدعاء فيما بينك و بين اللّه سبحانه فانك إذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا و علانية ثم إن أمكن مكافأته بالفعل كافأته و إلا كنت مرصدا له موطنا نفسك عليها .
تبنى الإسلام بصورة إيجابية الدعوة إلى الإحسان و شكر المحسن و تشجيعه على هذه الصفة الرفيعة الهادفة إلى إيجاد التضامن بين المسلمين و خلق مجتمع أفضل تتوفر فيه جميع عناصر القوة.
لقد حث الإمام (عليه السلام) على شكر المحسن و اذاعة فضله و إحسانه تكريما للفضيلة بين الناس كما حث على الاخلاص له في الدعاء و مكافأته بالأفعال.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|