المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05

منافع السياحة المستدامة
25-4-2022
بونسيتيا (بنت القنصل)
2024-07-09
واقع انتاج الوقود الكحولي
9-10-2016
Edward Burr Van Vleck
17-3-2017
ذوبان الحدود
26-11-2018
Rosenbrock Function
19-12-2021


سخاء الامام السجاد  
  
3321   04:22 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص84-86.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

السخاء كان عنصرا من عناصره و مقوما من مقوماته و قد أجمع المؤرخون على أنه كان من أسخى الناس و أنداهم كفا و أبرهم بالفقراء و الضعفاء و قد نقلوا نوادر كثيرة من فيض جوده و كرمه فقد روي ان محمد بن أسامة مرض فعاده الإمام و لما استقر به المجلس أجهش محمد بالبكاء فقال له الإمام: ما يبكيك؟

 - علي دين .

- كم هو؟ .

- خمسة عشر ألف دينار .

- هي علي .

و لم يقم الإمام (عليه السلام)  من مجلسه حتى دفعها له‏ و قد أزاح عنه كابوس الدين و همه.

و من كرمه و سخائه أنه كان يطعم الناس إطعاما عاما في كل يوم في يثرب و ذلك في وقت الظهر في داره‏ .

و من فيض جوده أنه كان يعول بمائة بيت بالمدينة في السر و كان في كل بيت جماعة من الناس‏ .

إن السخاء يدل على طهارة النفس من الشح و على الشعور برحمة الناس و على شكر الله على عطائه.

و من ذاتياته و عناصره العطف و الحنان على الفقراء و المحرومين و البؤساء .

كان (عليه السلام) يحتفي بالفقراء و يرعى عواطفهم و مشاعرهم فكان‏ إذا أعطى سائلا قبله لئلا يرى عليه أثر الذل و الحاجة و كان إذا قصده سائل رحب به و قال له: مرحبا بمن يحمل زادي إلى دار الآخرة .

إن تكريم الفقير بمثل هذا النحو من المودة و العطف مما يوجب تماسك المجتمع و شيوع المحبة بين أبنائه.

و كان (عليه السلام) كثير العطف و الحنان على الفقراء و المساكين و كان يعجبه أن يحضر على مائدة طعامه اليتامى و الأضراء و الزمنى و المساكين الذين لا حيلة لهم و كان يناولهم بيده‏ كما كان يحمل لهم الطعام أو الحطب على ظهره حتى يأتي بابا من أبوابهم فيناولهم إياه‏ و بلغ من مراعاته لجانب الفقراء و العطف عليهم أنه كره اجتذاذ النخل في الليل و ذلك لعدم حضور الفقراء في هذا الوقت فيحرمون من العطاء فقد قال (عليه السلام) لقهرمانه و قد جذ نخلا له من آخر الليل : لا تفعل أ لا تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) نهى عن الحصاد و الجذاذ بالليل و كان يقول : الضغث تعطيه من يسأل فذلك حقه يوم حصاده‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.