أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016
3211
التاريخ: 28-3-2016
18308
التاريخ: 29-3-2016
3712
التاريخ: 8-04-2015
3423
|
مكث الامام طويلا من النهار وقد أجهدته الجروح واعياه نزيف الدماء فصاح بالقتلة المجرمين : أعلى قتلي تجتمعون؟ اما واللّه لا تقتلون بعدي عبدا من عباد اللّه وأيم اللّه إني لأرجو ان يكرمني اللّه بهوانكم ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون .
وكان الشقي الأثيم سنان بن أنس قد شهر سيفه فلم يدع أحدا يدنو من الامام مخافة أن يغلبه على أخذ رأسه فيخسر الجائزة من سيده ابن مرجانة والتفت الخبيث عمر بن سعد إلى شبث بن ربعي فقال له : انزل فجئني برأسه ؛ فانكر عليه شبث وقال له : انا بايعته ثم غدرت به ثم انزل فاحتز رأسه لا واللّه لا أفعل ذلك ؛ والتاع ابن سعد فراح يهدده : اذا اكتب الى ابن زياد .
- اكتب له ؛ وصاح شمر بالأوغاد المجرمين من أصحابه : ويحكم ما ذا تنتظرون بالرجل؟ اقتلوه ثكلتكم امهاتكم فاندفع خولى بن يزيد الى الاجهاز عليه الا انه ضعف وأرعد فقد اخذته هيبة الامام فأنكر عليه الرجس سنان بن أنس وصاح به : فتّ اللّه في عضدك وأبان يدك واشتد كالكلب على الامام فاحتز رأسه الشريف فيما يقول بعض المؤرخين .
واحتز رأس الامام (عليه السلام) وكانت على شفتيه ابتسامة الرضا والاطمئنان والنصر الذي احرزه الى الأبد.
لقد قدم الامام روحه ثمنا للقرآن الكريم وثمنا لكل ما تسمو به الانسانية من شرف وعز واباء , قد كان الثمن الذي بذله غاليا وعظيما فقد قتل مظلوما مهضوما غريبا بعد أن رزئ بأبنائه وأهل بيته وأصحابه وذبح هو عطشانا أمام عائلته فأي ثمن اغلى من هذا الثمن الذي قدمه الامام قربانا خالصا لوجه اللّه؟
لقد تاجر الامام مع اللّه بما قدمه من عظيم التضحية والفداء فكانت تجارته هي التجارة الرابحة قال اللّه تعالى : {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111].
والشيء المحقق ان الامام قد ربح بتجارته وفاز بالفخر الذي لم يفز به أحد غيره فليس في اسرة شهداء الحق من نال الشرف والمجد والخلود مثل ما ناله الامام فها هي الدنيا تعج بذكراه وها هو حرمه المقدس اصبح اعز حرم وامنعه في الأرض.
لقد رفع الامام العظيم راية الاسلام عالية خفاقة وهي ملطخة بدمه ودماء الشهداء من أهل بيته وأصحابه : وهي تضيء في رحاب هذا الكون وتفتح الآفاق الكريمة لشعوب العالم وأمم الأرض لحربتهم وكرامتهم.
لقد استشهد الامام من اجل أن يقيم في ربوع هذا الكون دولة الحق وينقذ المجتمع من حكم الأمويين الذين كفروا بحقوق الانسان وحولوا البلاد الى مزرعة لهم يصيبون منها حيث ما شاءوا.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|