المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

نظام البلمرة المتجانس Homogeneous
22-11-2017
التين الشوكي
2023-04-03
قانون أوم
2024-05-08
عرض الخيارات فيما تطلبه من طفلك
2023-02-05
هل الله يضرب المثل ؟!
11-10-2014
المجاميع الانتقالية لوحدات التصنيف للاحياء المجهرية
14-1-2016


مجلس الامام الحسين العلمي  
  
3774   01:43 صباحاً   التاريخ: 25-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص136-137.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-5-2019 2089
التاريخ: 23-7-2022 1612
التاريخ: 23-5-2019 1948
التاريخ: 22-3-2016 3829

[قال باقر شريف القرشي : ] كان مجلسه مجلس علم ووقار قد ازدان بأهل العلم من الصحابة وهم يأخذون عنه ما يلقيه عليهم من الأدب والحكمة ويسجّلون ما يروون عنه من أحاديث جدّه (صلّى الله عليه وآله) ويقول المؤرّخون : إنّ الناس كانوا يجتمعون إليه ويحتفون به وكأنّ على رؤوسهم الطير يسمعون منه العلم الواسع والحديث الصادق , وكان مجلسه في جامع جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وله حلقة خاصّة به وسأل رجل من قريش معاوية أين يجد الحسين فقال له : إذا دخلت مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فرأيت حلقة فيها قوم كأنّ على رؤوسهم الطير فتلك حلقة أبي عبد الله .

ويقول العلائلي : كان مجلسه مهوى الأفئدة ومتراوح الأملاك يشعر الجالس بين يديه أنه ليس في حضرة إنسان من عمل الدنيا وصنيعة الدنيا تمتدّ أسبابها برهبته وجلاله وروعته بل في حضرة طفاح بالسكينة كأنّ الملائكة تروح فيها وتغدو .

لقد جذبت شخصية الإمام وسموّ مكانته الروحية قلوب المسلمين ومشاعرهم فراحوا يتهافتون على مجلسه ويستمعون لأحاديثه وهم في منتهى الإجلال والخضوع .

كان الإمام (عليه السّلام) من أعلام النهضة الفكرية والعلمية في عصره وقد ساهم مساهمة إيجابية في نشر العلوم الإسلامية وإشاعة المعارف والآداب بين الناس وقد انتهل من نمير علومه حشد كبير من الصحابة وأبنائهم وهم : ولده الإمام زين العابدين وبنته فاطمة وسكينة وحفيده الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السّلام) والشعبي وعكرمة وكرز التميمي وسنان ابن أبي سنان الدؤلي وعبد الله بن عمر وابن عثمان والفرزدق وابن أخيه زيد بن الحسن وطلحة العقيلي وعبيد بن حنين وأبو هريرة وعبيد الله بن أبي يزيد والمطلب بن عبيد الله بن حنطب وأبو حازم الأشجعي وشعيب بن خالد ويوسف الصباغ وأبو هشام وغيرهم ؛ وقد ألّف أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني كتاباً في أسماء مَن روى عن الحسن والحسين ؛ لقد اتّخذ الإمام الجامع النبوي مدرسة له فكان به يلقي محاضراته في علم الفقه والتفسير ورواية الحديث وقواعد الأخلاق وآداب السلوك وكان المسلمون يفدون عليه من كل فجّ للانتهال من نمير علومه المستمدّة من علوم النبي (صلّى الله عليه وآله) ومعارفه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.