المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

مرض البياض الزغبي واللطعة الأرجوانية
29-3-2016
الطفل الأعسر (تياسر الأطفال)
31-12-2022
الظلم
24/9/2022
Alexander Doniphan Wallace
12-10-2017
مساوئ الرياء
3-10-2016
صفات المربي: الحكمة
11-1-2016


[صور الحرية في دولة أمير المؤمنين]  
  
4299   09:44 صباحاً   التاريخ: 25-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص412-414.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

الحرية عند الإمام فهي من الحقوق الذاتية لكل إنسان ويجب أن تتوفّر للجميع شريطة أن لا تستغل في الاعتداء والإضرار بالناس. وكان من أبرز معالمها الحريّة السياسة ونعني بها أن تتاح للناس الحرية التامّة في اعتناق أيّ مذهب سياسي دون أن تفرض عليهم السلطة رأياً معاكساً لما يذهبون إليه وقد منح الإمام هذه الحرية بأرحب مفاهيمها للناس وقد منحها لأعدائه وخصومه الذين تخلّفوا عن بيعته كسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وحسان بن ثابت وكعب بن مالك ومسلمة بن مخلد وأبي سعيد الخدري وأمثالهم من أنصار الحكم المباد الذين كان يغدق عليهم عثمان بصلاته وهباته فلم يجبرهم الإمام (عليه السّلام) ولم يتخذ معهم أيّ إجراء حاسم كما اتخذه أبو بكر ضدّه حينما تخلّف عن بيعته.

كان الإمام يرى أنّ الناس أحرار ويجب على الدولة أن توفّر لهم حرّيتهم ما دام لم يخلّوا بالأمن ولم يعلنوا التمرّد والخروج على الحكم القائم وقد منح (عليه السّلام) الحرية للخوارج ولم يحرمهم عطاءهم مع العلم أنهم كانوا يشكّلون أقوى حزب معارض لحكومته فلمّا سعوا في الأرض فساداً وأذاعوا الذعر والخوف بين الناس انبرى إلى قتالهم ؛ حفظاً على النظام العام وحفظاً على سلامة المواطنين ويتفرّع على هذه السياسة ما يلي :

1 ـ حرية القول : من مظاهر الحرية الواسعة التي منحها الإمام للناس حرية القول وإن كان في غير صالح الدولة ما لم يتعقّبه فساد فالعقاب يكون عليه ؛ فقد روى المؤرّخون : إنّ أبا خليفة الطائي لمّا رجع من النهروان التقى مع جماعة من إخوانه وكان فيهم أبو العيزار الطائي وكان من الخوارج فقال لعدي بن حاتم : يا أبا طريف أغانم سالم أم ظالم آثم؟

ـ بل غانم سالم.

ـ الحكم ذاك إليك.

وأوجس منه خيفة الأسود بن زيد والأسود بن قيس فألقيا القبض عليه وجاءا به مخفوراً إلى الإمام (عليه السّلام) ونقلا له حديثه المنطوي على الشرّ والتمرّد فقال (عليه السّلام) لهما :

ما أصنع؟.

ـ تقتله.

ـ أقتل مَن لا يخرج عليّ؟!.

ـ تجسّسه.

ـ ليست له جناية خلّيا سبيل الرجل .

ولم تمنح مثل هذه الحرية للمواطنين في جميع المذاهب الاجتماعية فلم يحاسب الإمام الناس على ما يقولون وإنما تركهم وشأنهم لهم حرية القول والفكر ولم يفرض عليهم رقابة تحول بينهم وبين حرّياتهم.

2 ـ حرية النقد : كان من مظاهر الحرية السياسية التي منحها الإمام للناس هي حرية النقد للحكم وعدم التعرّض للناقدين بسوء أو مكروه يقول المؤرّخون : إنه كان يقرأ في صلاته وخلفه جماعة من أصحابه فقرأ أحدهم معارضاً لقراءته : {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [الأنعام: 57] فردّ عليه الإمام معارضاً : {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60] , ولم يتخذ معه أيّ إجراء وإنما عفا عنه وخلى عن سبيله لقد كان يرى للناس الحق في الحرية الواسعة فلم يفرض على أحد أمراً ولم يستكره أحداً على الطاعة ولم يرغم الناس على ما لا يحبّون , هذه بعض مظاهر الحرية التي أعطاها الإمام للناس في أيّام حكمه وقد حققت العدل الاجتماعي والعدل السياسي بين الناس.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.