أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-5-2019
2737
التاريخ: 17-3-2016
3560
التاريخ: 7-11-2017
3540
التاريخ: 19-6-2019
3443
|
الحرية عند الإمام فهي من الحقوق الذاتية لكل إنسان ويجب أن تتوفّر للجميع شريطة أن لا تستغل في الاعتداء والإضرار بالناس. وكان من أبرز معالمها الحريّة السياسة ونعني بها أن تتاح للناس الحرية التامّة في اعتناق أيّ مذهب سياسي دون أن تفرض عليهم السلطة رأياً معاكساً لما يذهبون إليه وقد منح الإمام هذه الحرية بأرحب مفاهيمها للناس وقد منحها لأعدائه وخصومه الذين تخلّفوا عن بيعته كسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وحسان بن ثابت وكعب بن مالك ومسلمة بن مخلد وأبي سعيد الخدري وأمثالهم من أنصار الحكم المباد الذين كان يغدق عليهم عثمان بصلاته وهباته فلم يجبرهم الإمام (عليه السّلام) ولم يتخذ معهم أيّ إجراء حاسم كما اتخذه أبو بكر ضدّه حينما تخلّف عن بيعته.
كان الإمام يرى أنّ الناس أحرار ويجب على الدولة أن توفّر لهم حرّيتهم ما دام لم يخلّوا بالأمن ولم يعلنوا التمرّد والخروج على الحكم القائم وقد منح (عليه السّلام) الحرية للخوارج ولم يحرمهم عطاءهم مع العلم أنهم كانوا يشكّلون أقوى حزب معارض لحكومته فلمّا سعوا في الأرض فساداً وأذاعوا الذعر والخوف بين الناس انبرى إلى قتالهم ؛ حفظاً على النظام العام وحفظاً على سلامة المواطنين ويتفرّع على هذه السياسة ما يلي :
1 ـ حرية القول : من مظاهر الحرية الواسعة التي منحها الإمام للناس حرية القول وإن كان في غير صالح الدولة ما لم يتعقّبه فساد فالعقاب يكون عليه ؛ فقد روى المؤرّخون : إنّ أبا خليفة الطائي لمّا رجع من النهروان التقى مع جماعة من إخوانه وكان فيهم أبو العيزار الطائي وكان من الخوارج فقال لعدي بن حاتم : يا أبا طريف أغانم سالم أم ظالم آثم؟
ـ بل غانم سالم.
ـ الحكم ذاك إليك.
وأوجس منه خيفة الأسود بن زيد والأسود بن قيس فألقيا القبض عليه وجاءا به مخفوراً إلى الإمام (عليه السّلام) ونقلا له حديثه المنطوي على الشرّ والتمرّد فقال (عليه السّلام) لهما :
ما أصنع؟.
ـ تقتله.
ـ أقتل مَن لا يخرج عليّ؟!.
ـ تجسّسه.
ـ ليست له جناية خلّيا سبيل الرجل .
ولم تمنح مثل هذه الحرية للمواطنين في جميع المذاهب الاجتماعية فلم يحاسب الإمام الناس على ما يقولون وإنما تركهم وشأنهم لهم حرية القول والفكر ولم يفرض عليهم رقابة تحول بينهم وبين حرّياتهم.
2 ـ حرية النقد : كان من مظاهر الحرية السياسية التي منحها الإمام للناس هي حرية النقد للحكم وعدم التعرّض للناقدين بسوء أو مكروه يقول المؤرّخون : إنه كان يقرأ في صلاته وخلفه جماعة من أصحابه فقرأ أحدهم معارضاً لقراءته : {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [الأنعام: 57] فردّ عليه الإمام معارضاً : {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60] , ولم يتخذ معه أيّ إجراء وإنما عفا عنه وخلى عن سبيله لقد كان يرى للناس الحق في الحرية الواسعة فلم يفرض على أحد أمراً ولم يستكره أحداً على الطاعة ولم يرغم الناس على ما لا يحبّون , هذه بعض مظاهر الحرية التي أعطاها الإمام للناس في أيّام حكمه وقد حققت العدل الاجتماعي والعدل السياسي بين الناس.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|