أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-18
238
التاريخ: 27-7-2021
2918
التاريخ: 2023-06-08
1623
التاريخ: 26-10-2014
3109
|
قال الزمخشري : «اعلم أنّ الألفاظ التي يتهجّى بها أسماء ، مسمّياتها الحروف المبسوطة التي منها ركّبت الكلم. فقولك : ضاد ، اسم سمّي به «ضَهْ» من ضَرَبَ ، إذا تهجّيته ، وكذلك : راء ، باء ، اسمان لقولك : «رَهْ» ، «بَهْ»...» (1).
قال : «وقد روعيت في هذه التسمية لطيفة ، وهي : أنّ المسمّيات لمّا كانت ألفاظاً كأساميها وهي حروف وحدان ، فالأسامي عدد حروفها مرتق إلى الثلاثة ، اتّجه لهم طريقٌ إلى أن يدلّوا في التسمية على المسمّى ، فلم يغفلوها ، وجعلوا المسمّى صدر كلّ اسم منها ، كما ترى (2) ، إلاّ الألف ، فإنّهم استعاروا الهمزة مكان مسمّاها ، لأنّه لا يكون إلاّ ساكناً» (3).
قال : «وممّا يضاهيها في إيداع اللفظ دلالة على المعنى : التهليل ، و الحوقلة ، و الحيعلة ، والبسملة. وحكمها ـ ما لم تلها العوامل ـ أن تكون ساكنة الأعجاز ، موقوفة ، كأسماء الأعداد ، فيقال : أَلِفْ ، لامْ ، مِيْمْ. كما يقال : واحِدْ ، اثنانْ ، ثلاثَةْ. فإذا وليتها العوامل أدركها الإعراب ، تقول : هذه ألفٌ ، وكتبتُ ألفاً ، ونظرت إلى ألف ، وهكذا كلّ اسم عمدت إلى تأدية ذاته فحسب ، قبل أن يحدث فيه ـ بدخول العوامل ـ شيءٌ من تأثيراتها ، فحقّك أن تلفظ به موقوفاً.
ألا ترى أنّك إذا أردت أن تلقي على الحاسب أجناساً مختلفة ، ليرفع حسبانها ، كيف تصنع؟ وكيف تلقيها أغفالاً من سمة الإعراب؟ فتقول : دارْ. غلامْ. جاريَةْ.
ثوبْ. بساطْ. ولو أعربتَ ركبتَ شَطَطاً».
قال : «ثمّ إنّي عثرت من جانب الخليل على نصٍّ في ذلك. قال سيبويه : قال الخليل يوماً ـ وسأل أصحابه ـ : كيف تقولون ، إذا أردتم أن تلفظوا بالكاف ، التي في «لك». والباء التي في «ضرب»؟ فقيل : نقول : باء. كاف. فقال : إنّما جئتم بالاسم ، ولم تلفظوا بالحرف ، وقال : أقول : كَهْ ، بَهْ».
قال : «فإن قلت : من أيّ قبيل هي من الأسماء ، أمعربة أم مبنيّة؟ قلت : بل هي أسماء معربة ، وإنّما سكنت سكون «زَيْدْ» و«عَمْروْ» وغيرهما من الأسماء حيث لا يمسّها إعراب ، لفقد مقتضيه وموجبه» (4).
واستدلّ الإمام الرازي «بأنّ هذا الحكم (أي العراء من حركات الإعراب) جار في كلّ اسم عمدت إلى تأدية مسمّاه فحسب ، لأنّ جوهر اللفظ موضوع لجوهر المعنى ، وحركات اللفظ (الإعرابيّة) دالّة على أحوال المعنى ، فإذا أريد إفادة جوهر المعنى فحسب ، وجب إخلاء اللفظ عن الحركات» (5).
_____________________
1. وذلك لأنّ «ضاد» اسم مركب من ثلاثة أحرف. أمّا المسمّى فهو «ض» من قولك : «ضرب» ، وهو حرف واحد لا يمكن النطق به إلاّ مع إلحاق هاء السكت به ، هكذا «ضَهْ» كما يأتي التصريح به في كلام الخليل الآتي.
2. فالحرف الذي هو المسمّى جُعل صدراً للفظة التي هي اسمها ، مثل «ض» في الضاد ، و«ر» في الراء ، و«ب» في الباء.
3 . فصدر اللفظة التي هي اسم الألف ، همزة ، حيث الألف ساكن أبداً ، ولا يمكن النطق بالساكن.
4 . الكشاف 1 : 19 ـ 20.
5. التفسير الكبير 2 : 3 ـ 8.5
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|