أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-3-2016
4460
التاريخ: 21-2-2018
3842
التاريخ: 23-3-2016
2895
التاريخ: 25-06-2015
1983
|
«الحلة السّيرا (2)في مدح خير الورى» و في النفح طائفة كبيرة من نبوياته، منها مقصورة في نحو ثلاثمائة بيت نقتطف منها قوله:
إنّ رسول اللّه مصباح هدى يهدى به من في دجى الليل مشى
إن تحسب الرّسل سماء قد بدت فإنّه في أفقها نجم هدى
و إن يكونوا أنجما في فلك فإنّه من بينهم بدر بدا
أحسن أخلاقا من الرّوض إذا ما اختال في برد الصّبا أو ارتدى
تفديه نفسى من شفيع للورى و قلّت النفس له منّى فدا
و قد بدأ ابن جابر المقصورة بالغزل و ضمنها في تضاعيف المديح النبوي كثيرا من الخواطر و الحكم، و فصّل القول في شمائل الرسول و معراجه و معجزاته، و تحدث عن الدهر و سطواته بأولى البأس و الدول، كما تحدث عن حجه إلى البيت الحرام و زيارته بعده للرسول و اكتحال عينيه بنور قبره، و يقول إنه ملاذه و عدّته و ذخره لربه. و أنشد له المقري مدحة من غرر مدائحه للرسول ورّى فيها بسور القرآن الكريم، و يقول المقري:
لو لم يكن له في مديحه سواها لكفى، و هي تمضي على هذا النحو:
في كلّ فاتحة للقول معتبره حقّ الثّناء على المبعوث بالبقره
في آل عمران قدما شاع مبعثه رجالهم و النساء استوضحوا خبره
من مدّ للناس من نعماه مائدة عمّت فليست على الأنعام مقتصره
أعراف نعماه ما حلّ الرّجاء بها إلا و أنفال ذاك الجود مبتدره
و الطريف أنه يحكم وضع اسم السورة في مديح البيت و يلتحم بمعناه التحاما رائعا على نحو ما نرى من ذكره في هذه الأبيات لسور الفاتحة و البقرة و آل عمران و النساء و المائدة و الأنعام و الأعراف و الأنفال. و آل عمران آل السيدة مريم كما جاء في السورة، و الأنعام اسم السورة و هي الإبل، و الأعراف كذلك اسم السورة، و هي في البيت جمع عرف بمعنى المعروف، و الأنفال اسم السورة و هي العطايا. و اطردت هذه الدقة في استظهار أسماء السور الكريمة في جميع أبيات القصيدة. و يهدى في نهايتها أزكى صلواته للرسول و عترته و صحابته، و خصوصا عشرة منهم، و يسميهم، كما يهدى أزكى تحيتين للسيدتين الكريمتين خديجة و عائشة زوجتي الرسول صلى اللّه عليه و سلم و لابنته فاطمة الزهراء و ابنيها الحسن و الحسين، و يقول انه سيظل يهدى كل من سماهم مدائحه. و له قصيدة مطولة في فضائل الصحابة العشرة و آل البيت، و لكل علم منهم في أبياتها حظ مقسوم. و نشعر دائما عنده أنه يستمد من نبع فياض لا يتوقف و لا يتقطع، بل يتدفق تدفقا غزيرا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) ماردين: قرية بتركيا الآن.
2) السّيرا: المخطّطة خطوطا بديعة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|