المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
استكمال فتح اليمن بعد حنين
2024-11-06
غزوة حنين والطائف
2024-11-06
اية الميثاق والشهادة لعلي بالولاية
2024-11-06
اية الكرسي
2024-11-06
اية الدلالة على الربوبية
2024-11-06
ما هو تفسير : اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ؟
2024-11-06

 وأما ما تأويله مع تنزيله
2023-12-17
نبات المندليه واستخدامه كمبيد حشري
27/9/2022
ماهي مستويات الشكر في الفكر الاسلامي ؟
10-05-2015
الامراض التي تصيب النخيل
15-11-2016
معنى كلمة جحد
9-12-2015
إسحاق بن منصور العرزمي
27-9-2020


ابن جابر الأندلسي  
  
4922   04:10 مساءاً   التاريخ: 24-3-2016
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : عصر الدول و الإمارات ،الأندلس
الجزء والصفحة : ص376-377
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-3-2016 4460
التاريخ: 21-2-2018 3842
التاريخ: 23-3-2016 2895
التاريخ: 25-06-2015 1983

هو أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن جابر الهوارى، من أهل المرية ولد بها سنة 6٩٨ و حفظ القرآن و اختلف إلى الشيوخ من مثل ابن أبي العيش في العربية و محمد بن سعيد الرندى في الفقه و أبي عبد اللّه الزواوي في الحديث. و كان كفيف البصر، و رأى أن يستتم ثقافته بالرحلة إلى الديار المصرية و الشامية، و صحبه صديقه أبو جعفر أحمد بن يوسف الغرناطي، فكان ابن جابر ينظم و أبو جعفر يكتب. و حجّا و عادا إلى الشام، و سمع ابن جابر بدمشق على شيوخ عصره، و اتجه مع صاحبه في سنة 64٣ إلى حلب و تغلغلا شماليها حتى ماردين (1)، إذ يذكر ابن بطوطة في رحلته عن سلطان ماردين ابن الملك الصالح أنه كان بحرا فياضا في الكرم، يقصده الشعراء و الفقراء من الصوفية فيجزل عطاياهم، و يقول إنه قصده أبو عبد اللّه محمد بن جابر الأندلسي الهواري الكفيف مادحا، فأعطاه عشرين ألف درهم. و عاش طويلا في حلب و توفى بإلبيرة سنة ٧٨٠. و قد أكثر من النظم في المديح النبوي، و له فيه ديوان سماه «العقدين في مدح سيد الكونين» و بالمكتبة التيمورية مخطوطة منه. و له بجانب ذلك مشاركة خصبة في الشعر التعليمي إذ نظم فيه فصيح ثعلب و كفاية المتحفظ و غير ذلك، و له بديعية اشتهرت بين البديعيات، و هي قصائد في المديح النبوي، عارض بها أصحابها-منذ صفي الدين الحلّي-بردة البوصيري الميمية، و أودعوا كل بيت فيها لونا-و أحيانا لونين-من ألوان البديع، و شرحها رفيقة في رحلته أبو جعفر الغرناطي، و اشتهرت باسم بديعية العميان و قد سمّاها:

«الحلة السّيرا (2)في مدح خير الورى» و في النفح طائفة كبيرة من نبوياته، منها مقصورة في نحو ثلاثمائة بيت نقتطف منها قوله:

إنّ رسول اللّه مصباح هدى       يهدى به من في دجى الليل مشى
إن تحسب الرّسل سماء قد بدت      فإنّه في أفقها نجم هدى
و إن يكونوا أنجما في فلك     فإنّه من بينهم بدر بدا
أحسن أخلاقا من الرّوض إذا     ما اختال في برد الصّبا أو ارتدى
تفديه نفسى من شفيع للورى       و قلّت النفس له منّى فدا

    و قد بدأ ابن جابر المقصورة بالغزل و ضمنها في تضاعيف المديح النبوي كثيرا من الخواطر و الحكم، و فصّل القول في شمائل الرسول و معراجه و معجزاته، و تحدث عن الدهر و سطواته بأولى البأس و الدول، كما تحدث عن حجه إلى البيت الحرام و زيارته بعده للرسول و اكتحال عينيه بنور قبره، و يقول إنه ملاذه و عدّته و ذخره لربه. و أنشد له المقري مدحة من غرر مدائحه للرسول ورّى فيها بسور القرآن الكريم، و يقول المقري:

لو لم يكن له في مديحه سواها لكفى، و هي تمضي على هذا النحو:

في كلّ فاتحة للقول معتبره       حقّ الثّناء على المبعوث بالبقره
في آل عمران قدما شاع مبعثه       رجالهم و النساء استوضحوا خبره
من مدّ للناس من نعماه مائدة        عمّت فليست على الأنعام مقتصره
أعراف نعماه ما حلّ الرّجاء بها            إلا و أنفال ذاك الجود مبتدره

   و الطريف أنه يحكم وضع اسم السورة في مديح البيت و يلتحم بمعناه التحاما رائعا على نحو ما نرى من ذكره في هذه الأبيات لسور الفاتحة و البقرة و آل عمران و النساء و المائدة و الأنعام و الأعراف و الأنفال. و آل عمران آل السيدة مريم كما جاء في السورة، و الأنعام اسم السورة و هي الإبل، و الأعراف كذلك اسم السورة، و هي في البيت جمع عرف بمعنى المعروف، و الأنفال اسم السورة و هي العطايا. و اطردت هذه الدقة في استظهار أسماء السور الكريمة في جميع أبيات القصيدة. و يهدى في نهايتها أزكى صلواته للرسول و عترته و صحابته، و خصوصا عشرة منهم، و يسميهم، كما يهدى أزكى تحيتين للسيدتين الكريمتين خديجة و عائشة زوجتي الرسول صلى اللّه عليه و سلم و لابنته فاطمة الزهراء و ابنيها الحسن و الحسين، و يقول انه سيظل يهدى كل من سماهم مدائحه. و له قصيدة مطولة في فضائل الصحابة العشرة و آل البيت، و لكل علم منهم في أبياتها حظ مقسوم. و نشعر دائما عنده أنه يستمد من نبع فياض لا يتوقف و لا يتقطع، بل يتدفق تدفقا غزيرا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) ماردين: قرية بتركيا الآن.

2) السّيرا: المخطّطة خطوطا بديعة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.