أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-14
356
التاريخ: 2023-03-26
1427
التاريخ: 2023-04-08
2220
التاريخ: 25-11-2014
1927
|
أحسّت العرب بهذه الاستقامة في أساليب القرآن ، واستيقنت بذلك بلغاؤهم. وإنّ كلمة الوليد بن المغيرة في صفة القرآن تفسّر لنا ذلك ، حيث قال ، حين سأله أبو جهل أن يقول في القرآن قولاً :
(فما أقول فيه ؟ فو الله ما منكم رجل أعلم في الأشعار منّي ولا أعلم برجزه منّي ، ولا بقصيده ، ولا بأشعار الجنّ. والله ما يشبه الّذي يقول شيئاً من هذا ، ووالله إنّ لقوله لحلاوة ، وإنّه ليحطّم ما تحته ، وإنّه ليعلو ولا يُعلى.
قال أبو جهل : والله لا يرضى قومك حتّى تقول فيه.
قال الوليد : فدعني حتّى أفكّر فيه ، فلما فكّر. قال :
هذا سحر يأثره عن غيره ) (1) ..
وفي بعض الروايات قال الوليد :
(والله لقد سمعت منه كلاماً ما هو من كلام الإنس ومن كلام الجنّ ، وإنّ له لحلاوة ، وإنّ عليه لطلاوة وإنّ أعلاه لمثمر ، وإنّ أسفله لمغدق ، وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه ، وما يقول هذا بشر ) (2) .
وإذا أردت أن تحسّ ذلك من نفسك فانظر إلى الكتب المنسوبة إلى الوحي ، فإنّك تجدها متناقضة المعاني ، مضطربة الأسلوب ، لا تنهض ولا تتماسك. وإذا نظرت إلى كتب العهدين ، وما فيها من تضارب وتناقض ، تجلّت لك حقيقة الأمر ، وبان لك الحقّ من الباطل. وهنا نذكر أمثلة ممّا وقع في الأناجيل من هذا الاختلاف :
- في الإصحاح الثاني عشر من إنجيل متّى ، والحادي عشر من لوقا : أنّ المسيح قال : (من ليس معي فهو عَليّ ، ومن لا يجمع معي فهو يفرّق ). وقال في التاسع من مرقس ، والتاسع من لوقا : (من ليس علينا فهو معنا ).
2 - وفي التاسع عشر من متّى ، والعاشر من مرقس ، والثامن عشر من لوقا : أنّ بعض الناس قال للمسيح : (أيّها المعلّم الصالح. فقال : لماذا تدعوني صالحاً؟ ليس أحد صالحاً إلّا واحد وهو الله ). وفي العاشر من يوحنّا أنّه قال : (أنا هو الراعي الصالح... أمّا أنا فإنّي الراعي الصالح ).
3 - وفي السابع والعشرين من متّى قال : (كان اللّصّان الّلذان صُلبا معه - المسيح - يعيّرانه ( ، وفي الثالث والعشرين من لوقا : (وكان واحد من المذنبين المعلّقين يجدّف عليه قائلاً : إن كنت أنت المسيح فخلّص نفسك وإيّانا ، فأجاب الآخر وانتهره قائلاً : أوَ لا تخاف الله ؟ إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه ).
4 - وفي الإصحاح الخامس من إنجيل يوحنّا : (إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقّاً ). وفي الثامن من هذا الانجيل نفسه أنّه قال : (وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حقّ ).
هذه نبذة ممّا في الأناجيل - على ما هي عليه من صغر الحجم - من التضارب والتناقض. وفيها كفاية لمن طلب الحقّ ، وجانَبَ التعصّبَ والعناد (3)
____________________
1- تفسير الطبري ، ج 29 ، ص 98.
2-تفسير القرطبي ، ج 19 ، ص 72.
3- البيان في تفسير القرآن ، دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع ، ص 56 - 58.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|