المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06

Fricatives and affricates TH
2024-05-31
ذهنية المراهق والتحولات العقيدية
8-6-2022
اجتماع الجرح والتعديل
17-8-2016
حشرات الذرة (دودة الذرة البيضاء)
5-4-2016
استدلال ابراهيم المنطقي
25-09-2014
وصف النحاة والقراء للإدغام
23-04-2015


الوضع في قضايا النبوّة  
  
1148   07:06 مساءاً   التاريخ: 20-3-2016
المؤلف : د. احسان الامين.
الكتاب أو المصدر : التفسير بالمأثور وتطويره عند الشيعة
الجزء والصفحة : ص187-194 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / أصول / النبوة /

كما امتدّت يد الوضع إلى تشويه صورة التوحيد ، امتدّت كذلك إلى التشكيك‏ برسالة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) ، وكان من ذلك اسطورة «الغرانيق» ، الّتي دسّها أعداء الإسلام ، وبقيت قرونا حتّى يومنا الحاضر ، قصّة يتعلّق بها الأعداء للطّعن في الاسلام ورسوله العظيم ، وكان منهم بعض المستشرقين‏ «1» وتلامذتهم أمثال رشدي الملعون في آياته الشيطانيّة .

- اسطورة «الغرانيق» ورواياتها :

وخلاصة القصّة المفتراة : أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) لمّا رأى من قومه ما شقّ عليه من مباعدة ما جاءهم به من اللّه ، تمنّى في نفسه أن يأتيه من اللّه ما يقارب بينه وبين قومه ، وكان يسرّه مع حبّه قومه وحرصه عليهم أن يلين له بعض ما قد غلظ عليه من أمرهم ، حتّى حدّثت بذلك نفسه وتمنّاه وأحبّه ، فأنزل اللّه عليه : {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم : 1 - 3] ‏ فلمّا انتهى إلى قوله‏ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى } [النجم : 19 ، 20]‏ ألقى الشيطان على لسانه ما كان يحدّث به نفسه ويتمنّى أن يأتي به قومه :

(تلك الغرانيق العلى ، وأنّ شفاعتهنّ ترتضى ، أو ترتجى) .

فلمّا سمعت ذلك قريش فرحوا وسرّهم وأعجبهم ما ذكر به آلهتهم ، فأصاخوا له . . .

فلمّا انتهى إلى السجدة فيها وختم السورة سجد فيها ، فسجد المسلمون بسجود نبيّهم تصديقا لما جاء به واتباعا لأمره ، وسجد من في المسجد من المشركين من قريش وغيرهم لما سمعوا من ذكر آلهتهم ، فلم يبق في المسجد من مؤمن ولا كافر إلّا سجد . . .

ثمّ تفرّق الناس وخرجت قريش وقد سرّهم ما سمعوا من ذكر آلهتهم . . . «2» .

أمّا الروايات ، فقد أوردها الطبري في تفسيره بطرق مختلفة عن محمّد بن كعب‏ القرظي ومحمّد بن قيس ، وأبي العالية ، وسعيد بن جبير ، وابن عباس ، والضحّاك ، وأبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث ، وأوردها الواقدي والزمخشري والبيضاوي والسيوطي وغيرهم في تفاسيرهم ، ونحن نذكر هنا رواية واحدة كنص أساس فيها :

روى الطبري بسنده عن محمّد بن كعب القرظي ومحمّد بن قيس قالا : جلس رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) في ناد من أندية قريش كثير أهله ، فتمنّى يومئذ أن لا يأتيه من اللّه شي‏ء فينفروا عنه ، فأنزل اللّه عليه : {والنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وما غَوى}‏ فقرأها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) حتّى إذا بلغ‏ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ والْعُزَّى * ومَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى}‏ ألقى الشيطان عليه كلمتين : تلك الغرانقة العلى وأن شفاعتهنّ لترجى . فتكلّم بها ثمّ مضى فقرأ السورة كلّها ، فسجد في آخر السورة وسجد القوم جميعا معه ورفع الوليد ابن المغيرة ترابا إلى جبهته فسجد عليه ، وكان شيخا كبيرا لا يقدر على السجود ، فرضوا بما تكلّم به وقالوا : قد عرفنا أنّ اللّه يحيي ويميت ، وهو الّذي يخلق ويرزق ، ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده ، إذ جعلت لها نصيبا ، فنحن معك .

قالا : فلمّا أمسى أتاه جبرئيل (عليه السلام) فعرض عليه السورة ، فلمّا بلغ الكلمتين اللّتين ألقى الشيطان عليه ، قال : ما جئتك بهاتين . فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) : افتريت على اللّه وقلت على اللّه ما لم يقل . فأوحى اللّه إليه : { وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ } [الإسراء : 73] إلى قوله : {ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا } [الإسراء : 75] . فما زال مغموما مهموما حتّى نزلت عليه : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [الحج : 52] قال : فسمع من كان من المهاجرين بأرض الحبشة أن أهل مكّة قد أسلموا كلّهم ، فرجعوا إلى عشائرهم وقالوا : هم أحب إلينا ، فوجدوا القوم قد ارتكسوا حين نسخ اللّه ما ألقى الشيطان‏ «3» .

دراسة الروايات :

ناقش العلّامة العسكري روايات هذه الاسطورة وأثبت زيفها ووضعها من قبل الزنادقة من خلال البحث العلمي في سندها ومتنها ، وذلك أنّ جميع رواتها لم يدركوا النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلّا ابن عباس الذي لم يكن قد ولد في العصر الّذي تتحدّث عنه الاسطورة ، كما إنّ الجملات الموضوعة في الاسطورة تناقض تسلسل الآيات في سورة النجم والّتي تهاجم المشركين وعقائدهم ، إضافة إلى عدم الدلالة اللّغوية للتمني على القراءة والتلاوة ، وإنّما على الرغبة واشتهاء النفس ، ثمّ بيّن تعارض تلك الروايات مع الآيات القرآنية (النّحل/ 98 ، الإسراء/ 65 ، . . .) الّتي تثبت صيانة الوحي والتنزيل وحجب سلطة الشيطان عن عباده الصالحين .

وأخيرا أشار إلى نص ابن الكلبي في كتابه الأصنام ، على أنّ قريشا كانت تطوف بالكعبة وتقول : واللّات والعزّى ، ومناة الثالثة الاخرى ، فإنّهنّ الغرانيق العلى وان شفاعتهنّ لترتجى . وكانوا يقولون : بنات اللّه وهنّ يشفعن إليه .

فلمّا بعث اللّه رسوله (صلى الله عليه وآله) أنزل عليه : {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} [النجم : 19 - 23] .

ثمّ ذكر ما روي عن محمّد بن إسحاق بن خزيمة من أنّه ألّف كتابا في هذا الصدد وبرهن فيه أن روايات الغرانيق وضعتها الزنادقة «4» .

- رأي المفسّرين الشيعة في أسطورة الغرانيق :

ناقش المفسّرون الشيعة هذه الروايات في تفسير قوله تعالى : {وما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ ولا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ واللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ‏} ، وذلك من خلال النظر في معنى‏  (التمنّي) لغويّا ، والبحث في معنى الروايات وتوضيحها ، والمناقشة في سندها ، وأخيرا محاكمة الروايات على أساس العقيدة الثابتة بآيات وروايات أخرى تثبت حفظ الوحي وعصمة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وفي ما يلي آراءهم :

الطوسي : ذكر الشيخ الطوسي رواية «الغرانيق» كأوّل الآراء الواردة في تفسير الآية ، ولكنّه بادر بعدها إلى درج بقيّة الآراء الّتي تنفي ذكر النبيّ (صلى الله عليه وآله) لآلهة المشركين بالخير ، وأنّ الرواية الّتي قالت ذلك «لا أصل لها» ، فقال :

قال مجاهد : كان النبيّ (صلى الله عليه وآله) إذا تأخّر عنه الوحي تمنّى أن ينزل عليه فيلقي الشيطان في أمنيته ، فينسخ اللّه ما يلقي الشيطان ويحكم آياته . وقال أبو علي الجبائي :

انّما كان يغلط في القراءة سهوا فيها ، وذلك جائز على النبي ، لأنّه سهو لا يعرى منه بشر ، ولا يلبث أن ينبهه اللّه تعالى عليه .

وقال غيره : إنّما قال ذلك في تلاوته بعض المنافقين عن إغواء الشياطين ، وأوهم أنّه من القرآن .

وقال الحسن : انّما قال : هي عند اللّه كالغرانيق العلى ، يعني الملائكة في قولكم ، وإن شفاعتهن لترتجى في اعتقادكم . والتمني في الآية معناه التلاوة ، قال الشاعر كعب بن مالك :

تمنّى كتاب اللّه أوّل ليلة           و آخره لاقى حمام المقادر

و قال الجبائي : إنّما سها النبيّ (صلى الله عليه وآله) في القراءة نفسها .

فأمّا الرواية بأنّه قرأ تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهنّ لترتجى ، فلا أصل لها ، لأنّ مثله لا يغلط على طريق السهو ، وانّما يغلط في المتشابه» «5» .

الطبرسي : أمّا الطبرسي فقد تبنى رأي السيّد المرتضى في ردّ تلك الروايات بقوّة ،  إضافة إلى إيراده بعض آراء المفسّرين في تأويل الروايات بما ينفي عن الرسول (صلى الله عليه وآله) ما ادعته من ذكره آلهة قريش بخير ، وتنزيه ساحته عن ذلك ، فقال أوّلا في باب النزول بعد ما ذكر ما روي عن ابن عباس وغيره :

«فهذا الخبر إن صحّ محمول على أنّه كان يتلو القرآن فلمّا بلغ إلى هذا الموضع وذكر أسماء آلهتهم وقد علموا من عادته أنّه كان يعيبها ، قال بعض الحاضرين من الكافرين :

تلك الغرانيق العلى ، وألقى ذلك في تلاوته توهّم أن ذلك من القرآن ، فأضافه اللّه سبحانه إلى الشيطان لأنّه إنّما حصل بإغوائه ووسوسته ، وهذا ما أورده المرتضى قدس اللّه روحه في كتاب التنزيه ، وهو قول الناصر للحق من أئمّة الزيدية ، وهو وجه حسن في تأويله» «6» .

ثمّ عاد في باب المعنى للتأكيد على نفي ما نسب إلى ساحة الرسول (صلى الله عليه وآله) ، معرضا بصحّة سند الأحاديث ، مستندا إلى رأي المرتضى أيضا ، فقال :

«قال- المرتضى- : وأمّا الأحاديث في هذا الباب فهي مطعونة ومضعفة عند أصحاب الحديث ، وقد تضمنت ما ينزه الرسل (عليه السلام) عنه ، وكيف يجوز ذلك على النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وقد قال سبحانه : {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} [الفرقان : 32] ، وقال : {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى} [الأعلى : 6] ، وإن حمل ذلك على السهو فالساهي لا يجوز أن يقع منه مثل هذه الألفاظ المطابقة لوزن السورة ونظمها ثمّ لمعنى ما تقدّمها من الكلام . . .» «7» .

الطباطبائي : أمّا العلّامة الطباطبائي ، فلم يناقش في سند الروايات ، وقد نسب إلى بعضهم تصحيحهم لها ، ولكن جزم بتكذيبها من باب المناقشة في متنها ، وتعارضه مع أدلّة عصمة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وبالتالي فتح هذه الروايات الباب للتشكيك في سائر القرآن‏ - والعياذ باللّه- ، فقال بعد ذكر ما أخرجه السيوطي في الدرّ المنثور : «أقول : الرواية مرويّة بطرق عديدة عن ابن عباس وجمع من التابعين وقد صحّحها جماعة منهم الحافظ ابن حجر .

لكن الأدلّة القطعية على عصمته (صلى الله عليه وآله) تكذّب متنها ، وإن فرضت صحّة سندها فمن الواجب تنزيه ساحته المقدّسة عن مثل هذه الخطيئة ، مضافا إلى أنّ الرواية تنسب إليه (صلى الله عليه وآله) أشنع الجهل وأقبحه ، فقد تلا (تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهنّ لترتجى) ، وجهل أنّه ليس من كلام اللّه ولا نزل به جبريل ، وجهل أنّه كفر صريح يوجب الارتداد ودام على جهله حتّى سجد وسجدوا في آخر السورة ولم يتنبّه ، ثمّ دام على جهله حتّى نزل عليه جبريل وأمره أن يعرض عليه السورة فقرأها عليه وأعاد الجملتين وهو مصرّ على جهله حتّى أنكره عليه جبريل ، ثمّ أنزل عليه آية تثبت نظير هذا الجهل الشنيع والخطيئة الفضيحة لجميع الأنبياء والمرسلين وهي قوله : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ } [الحج : 52] .

وبذلك يظهر بطلان ما ربّما يعتذر دفاعا عن الحديث بأن ذلك كان سبقا من لسان دفعة بتصرف من الشيطان سهوا منه (صلى الله عليه وآله) وغلطا من غير تفطّن . فلا متن الحديث على ما فيه من تفصيل الواقعة ينطبق على هذه المعذرة ، ولا دليل العصمة يجوّز مثل هذا السهو والغلط .

على أنّه لو جاز مثل هذا التصرّف من الشيطان في لسانه (صلى الله عليه وآله) بإلقاء آية أو آيتين في القرآن الكريم لارتفع الأمن عن الكلام الإلهي . . . وبذلك يرتفع الاعتماد والوثوق بكتاب اللّه من كلّ جهة وتلغو الرسالة والدعوة النبويّة بالكلية جلّت ساحة الحق من ذلك» «8» .

الخلاصة : ومن خلال النماذج الّتي مرّت ، يتّضح لنا موقف المفسّرين الشيعة من موارد الوضع ، الّتي تمسّ أسس العقيدة ، سواء على مستوى التوحيد ، أو عصمة الأنبياء (عليه السلام) ، وأخيرا رسالة خاتم الأنبياء محمّد (صلى الله عليه وآله) وعصمته وتنزيهه عن أي خطأ أو زلة ، مع أن كثيرا من هذه المرويات ورد ذكرها في كتب التفسير الشهيرة كتفسير الطبري والسيوطي ، وغيرها دون أي ردّ أو تعقيب ، بل أحيانا بالتزام لبعض هذه الآراء كما مرّ .

________________________

(1)- راجع للمزيد : أحاديث امّ المؤمنين عائشة للعلّامة العسكري/ ج 2/ ص 379/ في أقوال المستشرقين واستفادتهم من روايات «الغرانيق» .

(2)- م . ن/ ص 307 .

(3)- تفسير الطبري/ ج 10/ ص 187 .

(4)- أحاديث  عائشة/ ج 2/ ص 307- 327 .

(5)- التبيان في تفسير القرآن/ ج 1/ ص 319 .

(6)- مجمع البيان/ ج 7/ ص 129 .

(7)- م . ن/ ص 130 .

(8)- الميزان/ ج 14/ ص 399 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .