المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



النبي (صلى الله عليه واله) إلى جنّة المأوى  
  
3877   10:02 صباحاً   التاريخ: 20-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص218-222.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

آن الوقت لتلك الروح العظيمة التي لم يخلق الله نظيراً لها فيما مضى من سالف الزمن وما هو آت أن تفارق هذه الحياة لتنعم بجوار الله ولطفه وجاء ملك الموت فاستأذن بالدخول على الرسول (صلّى الله عليه وآله) فأخبرته الزهراء بأن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مشغول بنفسه عنه فانصرف وعاد بعد قليل يطلب الإذن فأفاق الرسول (صلّى الله عليه وآله) من إغمائه وقال لابنته : أتعرفيه؟.

قالت : لا يا رسول الله.

فقال : إنّه معمّر القبور ومخرّب الدور ومفرّق الجماعات .

وقُدَّ قلب الزهراء (عليها السّلام) وأحاط بها الذهول وأخرسها الخطب واندفعت تقول : وا ويلتاه لموت خاتم الأنبياء! وا مصيبتاه لممات خير الأتقياء ولانقطاع سيّد الأصفياء! وا حسرتاه لانقطاع الوحي من السماء! فقد حُرمت اليوم كلامك ؛ وتصدّع قلب النبي (صلّى الله عليه وآله) وأشفق على بضعته فقال لها : لا تبكي فإنك أوّل أهلي لحوقاً بي .

وأذن النبي (صلّى الله عليه وآله) بالدخول لملك الموت فلمّا مثل أمامه قال له : يا رسول الله إنّ الله أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك في كل ما تأمرني ؛ إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها وإن أمرتني أن أتركها تركتها ؛ فبهر النبي (صلّى الله عليه وآله) وقال له : أتفعل يا ملك الموت ذلك؟.

ـ بذلك اُمرت أن أطيعك في كل ما أمرتني ؛ وهبط جبرئيل على النبي (صلّى الله عليه وآله) فقال له : يا أحمد إنّ الله قد اشتاق إليك .

واختار النبي (صلّى الله عليه وآله) جوار ربّه فأذن لملك الموت بقبض روحه العظيمة ولمّا علم أهل البيت (عليهم السّلام) أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) سيفارقهم في هذه اللحظات خفّوا إلى توديعه وجاء السبطان فألقيا بأنفسهما عليه وهما يذرفان الدموع والنبي (صلّى الله عليه وآله) يوسعهما تقبيلاً فأراد أمير المؤمنين (عليه السّلام) أن ينحّيهما عنه فأبى النبي (صلّى الله عليه وآله) وقال له : دعهما يتمتّعان منّي وأتمتّع منهما فستصيبهما بعدي إثرة ؛ ثمّ التفت إلى عوّاده فقال لهم : قد خلّفت فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي فالمضيّع لكتاب الله كالمضيّع لسنّتي والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض .

وقال لوصيّه وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) : ضع رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله فإذا فاضت نفسي فتناولها وامسح بها وجهك ثمّ وجّهني إلى القبلة وتولّى أمري وصلِّ عليّ أوّل الناس ولا تفارقني حتّى تواريني في رمسي واستعن بالله عزّ وجلّ ؛ وأخذ أمير المؤمنين (عليه السّلام) رأس النبي (صلّى الله عليه وآله) فوضعه في حجره ومدّ يده اليمنى تحت حنكه وقد شرع ملك الموت بقبض روحه الطاهرة والرسول (صلّى الله عليه وآله) يعاني آلام الموت وشدّة الفزع حتّى فاضت روحه الزكية فمسح بها الإمام (عليه السّلام) وجهه ؛ ومادت الأرض وخبا نور العدل والحق ومضى مَن كانت حياته رحمةً ونوراً للناس جميعاً فما اُصيبت الإنسانية بكارثة أقسى من هذه الكارثة لقد مات القائد والمنقذ والمعلم واحتجب ذلك النور الذي أضاء الطريق للإنسان وهداه إلى سواء السبيل ؛ ووجم المسلمون وطاشت أحلامهم وعلاهم الفزع والجزع والذعر وهرعت نساء المسلمين وقد وضعن أزواج النبي (صلّى الله عليه وآله) الجلالبيب عن رؤوسهن يلتدمن صدورهن ونساء الأنصار قد ذبلت نفوسهن من الحزن وهن يضربن الوجوه حتّى ذبحت حلوقهن من الصياح ؛ وكان أكثر أهل بيته لوعة وأشدّهم حزناً بضعته الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السّلام) ؛ فقد وقعت على جثمانه وهي تبكي أمرّ البكاء وأقساه وهي تقول : وا أبتاه! وا رسول الله! وا نبي الرحمتاه! الآن لا يأتي الوحي الآن ينقطع عنّا جبرئيل. اللّهمّ الحق روحي بروحه واشفعني بالنظر إلى وجهه ولا تحرمني أجره وشفاعته يوم القيامة ؛ وأخذت تجول حول الجثمان العظيم وهي تقول : وا أبتاه! إلى جبرئيل أنعاه! وا أبتاه! جنة الفردوس مأواه!! وا أبتاه أجاب ربّاً دعاه! .

وهرع المسلمون وهم ما بين واجم ونائح قد مادت بهم الأرض وذهلوا حتّى عن نفوسهم قد عرّتهم الحيرة والذهول.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.