أقرأ أيضاً
التاريخ: 5/9/2022
9435
التاريخ: 2024-07-16
803
التاريخ: 4-3-2022
2433
التاريخ: 6-4-2016
3427
|
آن الوقت لتلك الروح العظيمة التي لم يخلق الله نظيراً لها فيما مضى من سالف الزمن وما هو آت أن تفارق هذه الحياة لتنعم بجوار الله ولطفه وجاء ملك الموت فاستأذن بالدخول على الرسول (صلّى الله عليه وآله) فأخبرته الزهراء بأن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مشغول بنفسه عنه فانصرف وعاد بعد قليل يطلب الإذن فأفاق الرسول (صلّى الله عليه وآله) من إغمائه وقال لابنته : أتعرفيه؟.
قالت : لا يا رسول الله.
فقال : إنّه معمّر القبور ومخرّب الدور ومفرّق الجماعات .
وقُدَّ قلب الزهراء (عليها السّلام) وأحاط بها الذهول وأخرسها الخطب واندفعت تقول : وا ويلتاه لموت خاتم الأنبياء! وا مصيبتاه لممات خير الأتقياء ولانقطاع سيّد الأصفياء! وا حسرتاه لانقطاع الوحي من السماء! فقد حُرمت اليوم كلامك ؛ وتصدّع قلب النبي (صلّى الله عليه وآله) وأشفق على بضعته فقال لها : لا تبكي فإنك أوّل أهلي لحوقاً بي .
وأذن النبي (صلّى الله عليه وآله) بالدخول لملك الموت فلمّا مثل أمامه قال له : يا رسول الله إنّ الله أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك في كل ما تأمرني ؛ إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها وإن أمرتني أن أتركها تركتها ؛ فبهر النبي (صلّى الله عليه وآله) وقال له : أتفعل يا ملك الموت ذلك؟.
ـ بذلك اُمرت أن أطيعك في كل ما أمرتني ؛ وهبط جبرئيل على النبي (صلّى الله عليه وآله) فقال له : يا أحمد إنّ الله قد اشتاق إليك .
واختار النبي (صلّى الله عليه وآله) جوار ربّه فأذن لملك الموت بقبض روحه العظيمة ولمّا علم أهل البيت (عليهم السّلام) أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) سيفارقهم في هذه اللحظات خفّوا إلى توديعه وجاء السبطان فألقيا بأنفسهما عليه وهما يذرفان الدموع والنبي (صلّى الله عليه وآله) يوسعهما تقبيلاً فأراد أمير المؤمنين (عليه السّلام) أن ينحّيهما عنه فأبى النبي (صلّى الله عليه وآله) وقال له : دعهما يتمتّعان منّي وأتمتّع منهما فستصيبهما بعدي إثرة ؛ ثمّ التفت إلى عوّاده فقال لهم : قد خلّفت فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي فالمضيّع لكتاب الله كالمضيّع لسنّتي والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض .
وقال لوصيّه وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) : ضع رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله فإذا فاضت نفسي فتناولها وامسح بها وجهك ثمّ وجّهني إلى القبلة وتولّى أمري وصلِّ عليّ أوّل الناس ولا تفارقني حتّى تواريني في رمسي واستعن بالله عزّ وجلّ ؛ وأخذ أمير المؤمنين (عليه السّلام) رأس النبي (صلّى الله عليه وآله) فوضعه في حجره ومدّ يده اليمنى تحت حنكه وقد شرع ملك الموت بقبض روحه الطاهرة والرسول (صلّى الله عليه وآله) يعاني آلام الموت وشدّة الفزع حتّى فاضت روحه الزكية فمسح بها الإمام (عليه السّلام) وجهه ؛ ومادت الأرض وخبا نور العدل والحق ومضى مَن كانت حياته رحمةً ونوراً للناس جميعاً فما اُصيبت الإنسانية بكارثة أقسى من هذه الكارثة لقد مات القائد والمنقذ والمعلم واحتجب ذلك النور الذي أضاء الطريق للإنسان وهداه إلى سواء السبيل ؛ ووجم المسلمون وطاشت أحلامهم وعلاهم الفزع والجزع والذعر وهرعت نساء المسلمين وقد وضعن أزواج النبي (صلّى الله عليه وآله) الجلالبيب عن رؤوسهن يلتدمن صدورهن ونساء الأنصار قد ذبلت نفوسهن من الحزن وهن يضربن الوجوه حتّى ذبحت حلوقهن من الصياح ؛ وكان أكثر أهل بيته لوعة وأشدّهم حزناً بضعته الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السّلام) ؛ فقد وقعت على جثمانه وهي تبكي أمرّ البكاء وأقساه وهي تقول : وا أبتاه! وا رسول الله! وا نبي الرحمتاه! الآن لا يأتي الوحي الآن ينقطع عنّا جبرئيل. اللّهمّ الحق روحي بروحه واشفعني بالنظر إلى وجهه ولا تحرمني أجره وشفاعته يوم القيامة ؛ وأخذت تجول حول الجثمان العظيم وهي تقول : وا أبتاه! إلى جبرئيل أنعاه! وا أبتاه! جنة الفردوس مأواه!! وا أبتاه أجاب ربّاً دعاه! .
وهرع المسلمون وهم ما بين واجم ونائح قد مادت بهم الأرض وذهلوا حتّى عن نفوسهم قد عرّتهم الحيرة والذهول.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|