أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-3-2016
3550
التاريخ: 3-04-2015
3805
التاريخ: 3-04-2015
3230
التاريخ: 3-04-2015
4007
|
وجّه الإمام (عليه السّلام) هذه الكلمة النيّرة إلى الأنصار والمهاجرين ونعى عليهم تسامحهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الّلذَين بني عليهما المجتمع الإسلامي كما عرض إلى المظالم الاجتماعية التي مُنيت بها الاُمّة والتي كانت ناجمة عن تقصيرها في إقامة هذا الواجب الخطير وهذا نصّها : اعتبروا أيّها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول : {لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ} [المائدة: 63] وقال : {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79] وإنّما عاب الله ذلك عليهم ؛ لأنهم كانوا يرون من الظَّلَمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك ؛ رغبة فيما كانوا ينالون منهم ورهبة مما يحذرون والله يقول : {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ } [المائدة: 44] , وقال : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة: 71] ؛ فبدأ الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه ؛ لعلمه بأنّها إذا اُدّيت واُقيمت استقامت الفرائض كلّها هيّنها وصعبها ؛ وذلك أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام مع ردّ المظالم ومخالفة الظالم وقسمة الفيء والغنائم وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها في حقّها ؛ ثم أنتم أيّتها العصابة عصابة بالعلم مشهورة وبالخير مذكورة وبالنصيحة معروفة وبالله في أنفس الناس مهابة ؛ يهابكم الشريف ويكرمكم الضعيف ويؤثركم مَن لا فضل لكم عليه ولا يد لكم عنده تشفعون في الحوائج إذا امتنعت من طلاّبها وتمشون في الطريق بهيبة الملوك وكرامة الأكابر أليس كل ذلك إنّما نلتموه بما يرجى عندكم من القيام بحقّ الله وإن كنتم عن أكثر حقّه تقصّرون فاستخففتم بحقّ الأئمة ؛فأمّا حقّ الضعفاء فضيّعتم ؛ وأمّا حقّكم بزعمكم فطلبتم فلا مالاً بذلتموه ولا نفساً خاطرتم بها للذي خلقها ولا عشيرة عاديتموها في ذات الله ؛ أنتم تتمنون على الله جنته ومجاورة رسله وأماناً من عذابه لقد خشيت عليكم أيها المتمنّون على الله أن تحلّ بكم نقمة من نقماته ؛ لأنكم بلغتم من كرامة الله منزلة فُضّلتم بها ومَن يعرف بالله لا تكرمون وأنتم بالله في عباده تُكرمون! وقد ترون عهود الله منقوضة فلا تفزعون وأنتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون! وذمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) محقورة والعمى والبكم والزمن في المدائن مهملة لا ترحمون! ولا في منزلتكم تعملون ولا من عمل فيها تعينون! وبالإدهان والمصانعة عند الظلمة تأمنون كل ذلك ممّا أمركم الله به من النهي والتناهي وأنتم عنه غافلون! وأنتم أعظم الناس مصيبة لِما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تسعون ذلك ؛ بأن مجاري الاُمور والأحكام على أيدي العلماء بالله الاُمناء على حلاله وحرامه فأنتم المسلوبون تلك المنزلة وما سلبتم ذلك إلاّ بتفرّقكم عن الحقّ واختلافكم في السنّة بعد البيّنة الواضحة ؛ ولو صبرتم على الأذى وتحمّلتم المؤونة في ذات الله كانت اُمور الله عليكم ترد وعنكم تصدر وإليكم ترجع ولكنكم مكّنتم الظلمة من منزلتكم واستسلمتم اُمور الله في أيديهم يعملون بالشبهات ويسيرون في الشهوات سلّطهم على ذلك فراركم من الموت وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم ؛ فأسلمتم الضعفاء في أيديهم فمن بين مستعبد مقهور وبين مستضعف على معيشته مغلوب يتقلّبون في الملك بآرائهم ويستشعرون الخزي بأهوائهم ؛ اقتداءً بالأشرار وجرأةً على الجبار في كلِّ بلد منهم على منبره خطيب يصقع فالأرض لهم شاغرة وأيديهم فيها مبسوطة والناس لهم خول لا يدفعون يد لامس فمن بين جبار عنيد وذي سطوة على الضَعَفة شديد مطاع لا يعرف المبدئ المعيد ؛ فيا عجباً! وما لي لا أعجب والأرض من غاش غشوم ومتصدّق ظلوم وعامل على المؤمنين بهم غير رحيم فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا القاضي بحكمه فيما شجر بيننا .
وحفلت هذه الوثيقة السياسية بذكر الأسباب التي أدّت إلى تردّي الأخلاق وشيوع المنكر في البلاد الناجمة من عدم قيام المهاجرين والأنصار بمسؤولياتهم وواجباتهم الدينية والاجتماعية فقد كانت لهم المكانة المرموقة في المجتمع الإسلامي ؛ لأنهم صحابة النبي (صلّى الله عليه وآله) وحضنة الإسلام ويمكنهم أن يقولوا كلمة الحق ويناهضوا الباطل إلاّ أنهم تقاعسوا عن واجباتهم مما أدّى إلى أن تتحكّم في رقاب المسلمين الطغمة الحاكمة من بني اُميّة الذين اتخذوا عباد الله خولاً ومال الله دولاً.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|