أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2015
3666
التاريخ: 16-3-2016
3234
التاريخ: 16-3-2016
4466
التاريخ: 3-04-2015
3790
|
اضطرب يزيد كأشدّ ما يكون الاضطراب حينما وافته الأنباء بامتناع الحُسين عن بيعته وهجرته إلى مكّة واتّخاذها مركزاً لدعوته وإرسال العراق الوفود والرسائل إلى الدعوة لبيعته فكتب إلى عبد الله بن عباس رسالة وهذا نصها : أمّا بعد فإنّ ابن عمّك حُسيناً وعدو الله ابن الزّبير التويا ببيعتي ولحقا بمكة مرصدين للفتنة معرّضين أنفسهما للهلكة ؛ فأمّا ابن الزّبير فإنّه صريع الفنا وقتيل السيف غداً وأمّا الحُسين فقد أحببت الأعذار إليكم أهل البيت ممّا كان منه وقد بلغني أنّ رجالاً مِنْ شيعته مِن أهل العراق يكاتبونه ويكاتبهم ويمنّونه الخلافة ويمنّيهم الإمرة وقد تعلمون ما بيني وبينكم مِن الوصلة وعظيم الحرمة ونتائج الأرحام وقد قطع ذلك الحُسين وبتّه وأنت زعيم أهل بيتك وسيد بلادك فالقه فاردده عن السعي في الفتنة فإنْ قبل منك وأناب فله عندى الأمان والكرامة الواسعة وأجري عليه ما كان أبي يجريه على أخيه وإنْ طلب الزيادة فاضمن له ما أدّيك وأنفّذ ضمانك وأقوم له بذلك وله عليّ الأيمان المغلظّة والمواثيق المؤكدة بما تطمئن به نفسه ويعتمد في كلّ الأمور عليها , عجّل بجواب كتابي وبكلّ حاجة لك قبلي والسلام , وختم كتابه بهذه الأبيات :
يا أيّها الراكبُ العادي مطيّتَهُ على غُذافرةٍ في سيرِها قحمُ
أبلغ قريشاً على نأي المزارِ بها بيني وبين حُسينِ اللهُ والرَّحِمُ
وموقفٌ بفناء البيتِ أنشدُهُ عهدَ الإله وما توفي به الذممُ
عنيتمُ قومَكم فخراً بأُمّكمُ أُمٌّ لَعمري حَصانٌ عفةٌ كرمُ
هي التي لا يداني فضلَها أحدٌ بنتُ الرسول وخيرُ الناس قد علموا
ودلّت هذه الرسالة على غباوة يزيد ؛ فقد حسب أنّ الإمام يطلب المال والثراء في خروجه عليه ولمْ يعلم أنّه إنّما ناهضه لا يبغي بذلك إلاّ الله والتماس الأجر في الدار الآخرة.
أجابه ابن عباس : أمّا بعد فقد ورد كتابك تذكر فيه لحاق الحُسين وابن الزّبير بمكة ؛ فأمّا ابن الزّبير فرجل منقطع عنّا برأيه وهواه ؛ يكاتمنا مع ذلك أضغاناً يسرّها في صدره يوري علينا وري الزناد لا فكّ الله أسيرها فارى في أمره ما أنت راء ؛ وأمّا الحُسين فإنّه لمّا نزل مكة وترك حرم جدّه ومنازل آبائه سألته عن مقدمه فأخبرني أنّ عمّالك بالمدينة أساؤا إليه وعجّلوا عليه بالكلام الفاحش فأقبل إلى حرم الله مستجيراً به وسألقاه فيما أشرت إليه ولنْ أدع النصيحة فيما يجمع الله به الكلمة ويطفئ بها النائرة ويخمد بها الفتنة ويحقن بها دماء الأُمّة , فاتّقِ الله في السرّ والعلانية ولا تبيتنَ ليلة وأنت تريد لمسلم غائلة ولا ترصده بمظلمة ولا تحقّر له مهراة فكم مِنْ حافر لغيره حفراً وقع فيه وكم مِنْ مؤمّل أملاً لمْ يؤت أمله وخذْ بحظّك مِنْ تلاوة القرآن ونشر السنّة وعليك بالصيام والقيام لا تشغلك عنهما ملاهي الدنيا وأباطيلها ؛ فإنّ كلّ ما اشتغلت به عن الله يضرّ ويفنى وكلّ ما اشتغلت به مِنْ أسباب الآخرة ينفع ويبقى ؛ والسلام .
وحفلت هذه الرسالة بما يلي :
1 ـ أنّه لا علاقة لبني هاشم بابن الزّبير ولا هم مسؤولون عن تصرفاته ؛ فقد كان عدواً لهم يتربص بهم الدوائر ويبغي لهم الغوائل.
2 ـ أنّ الإمام الحُسين إنّما نزح مِنْ يثرب إلى مكّة لا لإثارة الفتنة ؛ وإنّما لإساءة عمّال يزيد له وقد قدم إلى مكّة ليستجير ببيتها الحرام.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|