أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-31
![]()
التاريخ: 2025-03-17
![]()
التاريخ: 2024-07-07
![]()
التاريخ: 1-4-2020
![]() |
رأينا في الفقرة المتقدمة أن المسألة الفكرية والاجتماعية من زاوية مفهوم " التذكر والنسيان " هي أن يكون الإنسان متذكرا أو ناسيا ، ومدى الجهد الذي يبذله في استحضار القاعدة المركزية ، والاحتفاظ بحيويتها وتوجيهها .
ونرى المسألة من زاوية مفهومي الشهادة والغيب هي أن يرضى الإنسان لنفسه بالعيش ضمن إطار ضيق من المكان والزمان أو يرتفع ليعيش ضمن إطار أوسع يشمل الشهادة والغيب ، ومدى الجهد الذي يبذله للتعامل بهذا الأفق الرحب .
قد يقول قائل : ما لنا وللعلاقة بالغيب وبالعالمين الأخرى والزمن الآخر ، وما دخالة ذلك بحياة الإنسان ومشاكلها . ؟
ولكن مثل هذا الكلام الناشئ من الميل إلى الحياة بالمحدودية الزمانية والمكانية . يؤكد أهمية وعي الإنسان لمسألة علاقته بالغيب ، ليس بسبب أنها واقع علمي موضوعي فحسب بل لآثارها الكبيرة على حياته .
ما هو التطور الأساسي الذي طرأ على الإنسان المشرك عابد الوثن بدخوله في الإسلام ؟ من هذه الرواية ، نجد أن الأفق الزماني والمكاني الذي كان فيه هذا الإنسان الذي يمتد من جبهته إلى الصنم ، إلى محيط حياته الشخصية والقبلية ، ولا يتعدى ذلك . وبمجرد دخوله في الإسلام اتسع هذا الأفق إلى الاعتقاد برب العالمين عالم الغيب والشهادة وبالآخرة وبمسؤولية حمل الرسالة إلى شعوب الأرض . إن البعد الزماني والمكاني الذي انتقل إليه هذا الإنسان هو سر التحولات الكبيرة في دوافعه وأهدافه .
وللمزيد من التوضيح نطرح التساؤلات التالية :
ما الفرق بين المسرف والمقتصد من غير بخل ؟
الأول يعيش ضمن بعد زماني محدود ، والثاني يعيش ببعد أوسع يشمل الشهور والسنين الآتية .
ما الفرق بين من يسكت على الظلم ويعيش لنفسه وعائلته وحاجاتهم الآنية ، وبين ثائر يضحي بحياته ضد الظلم ؟
الشخص الأول يعيش ضمن بعد مكاني وزماني محدود ، والثاني يعيش في أفق مكاني أوسع يشمل المظلومين الذين يعمل لهم ، وفي أفق زماني أوسع يمتد إلى المستقبل الذي يعمل لتحقيقه .
ما الفرق بين من يعمل لذاته وبين من يعمل لمجتمعه وأمته ؟
الفرق أن ذات الأول محدودة بشخصه وقد تضر بآخرين ، بينما بعد الذات عند الثاني تشمل المجتمع والأمة .
ما الفرق بين من يعمل للدنيا ، ومن يعمل للآخرة . ؟
الفرق أن البعد الزماني والمكاني لدى الأول محدود بعمره ومجال حياته وقد يمتد هذا البعد لما بعد حياته من مجد أو ذكر حسن وما شابه ، ولكنه لا يتعدى الأرض والحياة عليها . بينما البعد الزماني والمكاني لدى الآخر يمتد ليشمل الآخرة والحياة في الجنة .
إن مسألة البعد الزماني والمكاني الذي يؤمن به الإنسان ويتحرك في أفقه وما يحدث له من دوافع ومجالات وأهداف . مسألة ذات تأثير أساسي على حياة الإنسان والمجموعة البشرية على الأرض ، تأثير على نوع الحضارة التي يقيمها الناس ، وعلى نوع الدوافع والأهداف لكل شخص . وإذا كان كفاح الأنبياء عليهم السلام في التذكير كفاحا من أجل اليقظة والوعي ضد الغفلة والنسيان . فهو من هذه الزاوية كفاح ضد الميل الغريزي الطيني الذي يقوقع الذات في بعد زماني ومكاني محدود ونقلها إلى بعد أرحب في الزمان والمكان من أجل هذا اعتبر الإسلام اعتقاد الإنسان بالغيب أساسا من أصول التدين به ، واستثار في قرآنه وسنته كل ما أودعه الله تعالى في النفس البشرية من غرائز النزوع والأشواق في الكائن المحدود نحو المطلق عز وجل ونحو لقائه والخلود في نعيم الحياة الآخرة . حتى أننا نجد الحديث القرآني عن الغيب يستوعب عددا وفيرا من الآيات الكريمة ويقدم هذه الحقيقة من زواياها المختلفة وبالأساليب المختلفة، ولم يكتف الإسلام بذلك فحسب ، بل أدخل مفاهيم الارتباط بالله تعالى والآخرة والثواب والعقاب في تشريعاته لمجالات الحياة المتنوعة ، حتى لنرى البعد الزماني والمكاني في أحكام النظام الاجتماعي الإسلامي يأبى المحدودية بمكان وزمان جيل من الناس ، أو بمكان وزمان كل الحياة على
الأرض ، بل يتحد في مساحة واحدة مع بعد الغيب والحياة الآخرة .
|
|
علماء يطورون أداة ذكاء اصطناعي.. تتنبأ بتكرار سرطان خطير
|
|
|
|
|
ناسا تكشف نتائج "غير متوقعة" بشأن مستوى سطح البحر في العالم
|
|
|
|
|
شعبة التوجيه الديني النسوي تحتفي بولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
|
|
|