أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016
3538
التاريخ: 3-04-2015
3457
التاريخ: 3-04-2015
3342
التاريخ: 16-3-2016
5986
|
أقام موكب العترة الطاهرة في كربلاء يوم الخميس المصادف اليوم الثاني من المحرم سنة 61هـ وقد خيم الرعب على اهل البيت وايقنوا بنزول الرزء القاصم وعلم الامام مغبة الأمر وتجلت له الخطوب المفزعة والأحداث الرهيبة التي سيعانيها على صعيد كربلاء ويقول المؤرخون : انه جمع أهل بيته واصحابه فالقى عليهم نظرة حنان وعطف وايقن انهم عن قريب سوف تتقطع أوصالهم فاغرق في البكاء , ورفع يديه بالدعاء يناجي ربه ويشكو إليه ما المّ به من عظيم الرزايا والخطوب قائلا : اللهم : انا عترة نبيك محمد (صلى الله عليه واله) قد أخرجنا وطردنا وازعجنا عن حرم جدنا وتعدت بنو أمية علينا اللهم فخذ لنا بحقنا وانصرنا على القوم الظالمين ؛ ثم اقبل على اولئك الابطال فقال لهم : الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم فاذا محصوا بالبلاء قلّ الديانون .
يا لها من كلمات مشرقة حكت واقع الناس في جميع مراحل التأريخ فهم عبيد الدنيا في كل زمان ومكان واما الدين فلا ظل له في اعماق نفرسهم فاذا دهمتهم عاصفة من البلاء تنكروا له وابتعدوا منه , نعم ان الدين بجوهره انما هو عند الامام الحسين وعند الصفوة من أهل بيته واصحابه فقد امتزج بمشاعرهم وتفاعل مع عواطفهم فانبروا الى ساحات الموت ليرفعوا شأنه وقد اعطوا بتضحيتهم دروسا لأجيال الدنيا في الولاء الباهر للدين.
وبعد حمد اللّه والثناء عليه خاطب اصحابه قائلا : اما بعد : فقد نزل بنا ما قد ترون وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت وادبر معروفها ولم يبق منها إلاّ صبابة كصبابة الاناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل , الا ترون الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء اللّه فاني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما .
لقد أدلى بهذا الخطاب عما نزل به من المحن والبلوى واعلمهم ان الظروف مهما تلبدت بالمشاكل والخطوب فانه لا ينثني عن عزمه الجبار لإقامة الحق الذي خلص له , وقد وجه (عليه السلام) هذا الخطاب لاصحابه لا ليستدر عواطفهم ولا ليستجلب نصرهم فما ذا يغنون عنه بعد ما احاطت به القوى المكثفة التي ملئت البيداء وانما قال ذلك ليشاركونه المسؤولية في اقامة الحق الذي آمن به واختاره قاعدة صلبة لنهضته الخالدة وقد جعل الموت في هذا السبيل هو الآمل الباسم في حياته الذي لا يضارعه أي أمل آخر.
ولما انهى خطابه هبّ اصحابه جميعا وهم يضربون أروع الأمثلة للتضحية والفداء من أجل العدل والحق وكان اول من تكلم من اصحابه زهير بن القين وهو من افذاذ الدنيا فقد قال : سمعنا يا بن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) مقالتك ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخالدين لآثرنا النهوض معك على الاقامة فيها .
ومثلت هذه الكلمات شرف الانسان وانطلاقه في سبيل الخير وبلغ كلام زهير في نفوس الأنصار اقصى الرضا وحكى ما صمموا عليه من الولاء للامام والتفاني في سبيله ؛ وانبرى بطل آخر من أصحاب الامام وهو برير الذي ارخص حياته في سبيل اللّه فخاطب الامام : يا بن رسول اللّه لقد منّ اللّه بك علينا أن نقاتل بين يديك وتقطع فيك اعضاؤنا ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة.
لقد أيقن برير ان نصرته للامام فضل من اللّه عليه ليفوز بشفاعة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وقام نافع وهو يقرر نفس المصير الذي اختاره الأبطال من اخوانه قائلا : أنت تعلم أن جدك رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لم يقدر أن يشرب الناس محبته ولا أن يرجعوا إلى أمره ما أحب وقد كان منهم منافقون يعدونه بالنصر ويضمرون له الغدر يلقونه بأحلى من العسل ويخلفونه بأمر من الحنظل حتى قبضه اللّه إليه ؛ وان أباك عليا كان في مثل ذلك فقوم قد أجمعوا على نصره وقاتلوا معه الناكثين والقاسطين والمارقين حتى أتاه أجله فمضى إلى رحمة اللّه ورضوانه وأنت اليوم عندنا في مثل تلك الحالة فمن نكث عهده وخلع بيعته فلن يضر الا نفسه واللّه مغن عنه فسر بنا راشدا معافى مشرقا إن شئت او مغربا فو اللّه ما اشفقنا من قدر اللّه ولا كرهنا لقاء ربنا وإنا على نياتنا وبصائرنا نوالي من والاك ونعادي من عاداك .
وتكلم اكثر اصحاب الامام بمثل هذا الكلام وقد شكرهم الامام على هذا الاخلاص والتفاني في سبيل اللّه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|