أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016
2844
التاريخ: 15-3-2016
3531
التاريخ: 11-12-2017
6477
التاريخ: 15-3-2016
2135
|
الكشف هو مشاهدة المكان الذي وقعت فيه الجريمة، وحالة المجني عليه، وحالة المتهم اذا كان مقبوضا عليه، ووصف كل ذلك بصورة دقيقة وشاملة. ولا يكون الكشف كاملا ما لم يكن صورة طبق الاصل لمكان الحادث كما تركه الجاني وكما يراه المحقق، اذ ان الغاية منه ليست فقط مجرد استنتاج المحقق بل تمكين الاتهام والدفاع والقضاء وكل ذي شان في الدعوى من تصور حقيقة محل الحادثة (1).
أهميته :
يعتبر الكشف من أهم الإجراءات التحقيقية ويحتل المرتبة الأولى بين إجراءات التحقيق المختلفة، فهو يعبر عن واقع الحادثة تعبيرا شاملا وصادقا ودقيقا فيزود المحقق بصورة واضحة لمكان الجريمة واثباتها او نفيها وكيفية ارتكابها وما يتصل بها من آثار تفصح عن الجاني او الجناة، فالكشف بهذا المعنى يعطي صورة متكاملة عن الواقعة منذ بدايتها حتى نهايتها (2).
القواعد العامة في الكشف :
هناك قواعد عامة في الكشف يجب ان يتبعها المحقق عند القيام بإجراء الكشف
وهي :
1-الاسراع في الكشف :
لا يتم الكشف الا اذا انتقل المحقق الى محل ارتكاب الجريمة (3). وكلما كان انتقاله سريعا كلما كان ذلك افضل وقد قال ادمون لوكار (ان لساعات البحث الأولى قيمة لا تقدر، لان الوقت الذي يمر هو الحقيقة التي تفر)(4). فعامل السرعة أهمية قصوى من حيث مخلفات الحادث، فالمحقق الذي يستطيع ان يستفيد من هذا العامل تكون إمكانية نجاحه في التحقيق اكبر، ان مرور وقت طويل على الجريمة يؤدي الى ضياع او تعيير معالمها اما بفعل الطبيعة كالرياح والأمطار والثلوج وما شابه، او بفعل الأشخاص الذين لهم بالحادثة او بفعل أشخاص لا تربطهم بالجريمة آية صلة.
2-احتياطات الكشف :
لما كان الكشف ذا أهمية خاصة بالنسبة للتحقيق وجب على المحقق ان يتخذ كافة الاحتياطات اللازمة للمحافظة على محل الحادث كما تركه الجاني. ويستطيع المحق ان يتأكد من ذلك بإرسال بعض مساعديه الى محل الحادثة لمنع أي تغيير قد يحصل فيه. إن أول شيء يجب على المحقق ان يتأكد منه عند وصوله الى محل ارتكاب الجريمة هو بقاء كل شيء في محله على الحالة التي تركها فيها المجرم. فعليه ان يتحرى عن الشخص الذي نقله والأسباب التي دفعته الى هذا النقل، ليكون باستطاعته إعادة الحالة الى سابق وضعها حتى يكون بإمكانه الاستنتاج والاستدلال حول الجريمة وظروفها وأسبابها بصورة صحيحة. فإذا علم بأن الجثة قد نقلت من مكانها وجب عليه اثبات ذلك والتأكد من الوضعية الحقيقية التي وجدت فيها الجثة قبل النقل (5). وعليه أيضاً التمييز بين آثار الاقدام وطبعات الاصابع التي وجدت في المكان قبل وقوع الحادثة وتلك التي حدثت بعد ذلك بدخول الذين جاءوا بعد العلم بوقوع الجريمة (6). ان بيان الأمور هذه وتحديدها له من الأهمية ما يساعد سير التحقيق وتكوين الرأي الصحيح، وذلك لان الأشياء التي توجد في مسرح الجريمة يتغير مدلولها بتغير مواضعها وحالتها التي كانت عليه بعد وقوع الجريمة مباشرة فاذا وجد خنجر بجوار جثة قتيل ملوث بالدماء يجوز ان يكون القتل انتحارا ولكن اذا تم العثور على هذا السلاح الذي استعمل في القتل مخبأ تحت الفراش او ملقى في بالوعة او حفرة كانت فكرة احتمال الانتحار بعيدة لأنه لا يعقل ان يقتل شخص نفس انتحارا ويخفي السلاح.
3-الوصف :
بعد ان ينتقل المحقق الى محل ارتكاب الجريمة عليه ان يصفه وكذلك ما يحتوي عليه وصفا دقيقا وشاملاً. والوصف أما ان يكون بالكتابة او بالتصوير الشمسي او بالرسم الهندسي.
أ – الوصف بالكتابة :
يعتبر الوصف بالكتابة من أقدم الوسائل المستعملة في إعطاء صورة واضحة لمكان الواقعة (7). وبالرغم من أن هذا النوع من الوصف يعتبر من أهم الطرق التي تساعد على فهم الحادث إلا أنه قد فقد جزءا من أهميته في إعطاء القاضي صورة دقيقة لمسرح الجريمة كما تركه المجرم، خاصة بعد إدخال التصوير الشمسي والرسم الهندسي اللذان قلا من أهمية الاعتماد على الوصف بالكتابة، غير ان هذه الطريقة لا زالت تقوم بدورها المعتبر في عملية الكشف (8). والمحقق في وصف لمحل الحادث كتابة عليه ان يتجنب استعمال الجمل المبهمة التي لا تدل على دقة ما ترمي بالضبط (9). فالوصف اذن يجب ان يكون خاليا من الابهام تسجده ألفاظ وجمل سهلة رصينة، وعلى المحقق ان يراعي فيه الترتيب، فيبدأ بالعموميات وينتهي بالجزئيات ولا ينتقل من نقطة الى أخرى الا بعد استيفاء كل ما يخصها دون إهمال شيء يجب وصفه، وبذلك يتلافى الخطأ والنسيان .هذا وعلى المحقق ان يثبت ويصف جميع الآثار والاشياء الموجودة في محل الحادث مهما بدت تافهة وعديمة الأهمية، اذ غالبا ما تكون هذه الأشياء التافهة مفتاح الجريمة.
ب – التصوير الشمسي :
لا يعتبر الوصف لمحل الواقعة بواسطة التصوير الشمسي بديلا للوصف بالكتابة بل مكملاً له، حيث ان هناك بعض الجرائم نظرا لطبيعتها لا يمكن ان يقتصر وصفها بواسطة الكتابة فقط بل يجب ان يكمل هذا الوصف بالتصوير الشمسي أيضاً وذلك كحوادث اصطدام السيارات والحرائق .. إلخ. ان الوصف بالتصوير الشمسي يكون غلبا احسن طريقة واحيانا لطريقة الوحيدة التي تسجل وتوضح مسرح الجريمة بتفصيلاته الدقيقة، ان الصورة الفوتوغرافية تظهر وتبين بوضوح مواقع الأشياء في مسرح الجريمة وتستخدم كدليل لإسناد موقف المحقق بما وجدفي المسرح وكل ما يتعلق بالشيء الموجود من حيث محله وطبيعته وشروطه الخاصة به إن من أهم مميزات التصوير الشمسي أنه يعطي صورة طبق الأصل لمسرح الجريمة بالحالة التي تركها عليه المجرم دون زيادة او نقصان فاذا اغفل المحقق إثبات بعض الأمور في محل الواقعة والتي يكون في ذكرها أهمية خاصة في التحقيق فان الصورة الفوتوغرافية تأتي فتظهر جميع ما يشتمل عليه مسرح الجريمة فلا تغفل منه شيئا (10).
جـ - الرسم الهندسي :
يوضح الرسم الهندسي مسرح الجريمة، فهو يكمل الوصف بالكتابة والصورة الفوتوغرافية ويبين ما يعجزان عن ايضاحه وذلك كبيان العلاقة بين شيئين عن طريق بيان حجمهما وتحديد أبعادها والمسافة بينهما. وتبدوا أهمية الرسم الهندسي بوضوح بالنسبة لحوادث معينة كالاصطدامات المختلفة والحريق العمد والقتل والسرقة، ويتوقف حكم القاضي أحياناً وخاصة في حالات الاصطدامات على الرسم الهندسي إذ أنه يبين بطريقة دقيقة معتمدة على القياسات حالة الطريق وعرضه وطول الموقفات واتجاهها وبعد السيارة التي نجم عنها الحادث عن غيرها وأماكن تناثر الزجاج .. إلخ. ولكي يحقق الرسم الهندسي الغاية منه لابد من الانتقال بسرعة الى محل الحادث بمجرد وصول الأخبار عنه قبل ان يبدأ احد بتغيير الأشياء التي يجب رسمها لفائدتها بالتحقيق (11).
4-الاستنتاج والاستدلال :
يذكر المحقق : .. ذلك في محضر الكشف ما استنتجه من عملية الكشف مبينا كيفية دخول المجرم محل ارتكاب الجريمة والطريقة التي نفذ بها فعله الإجرامي وكيفية خروجه من محل الحادثة مع بيان رأيه في أسباب القتل فيما اذا حصلت الوفاة. هذا وعلى المحقق ان يحرر محضر الكشف في محل الحادثة لان تحريره بعدئذ يؤدي الى نسيان او إهمال اثبات أشياء او أمور لها علاقة بالجريمة او بالفاعل ولو كانت تافهة الا ان تائج عدم ذكرها قد تكون عظيمة الأهمية في التحقيق (12).
______________________________
1-انظر احمد فؤاد عبد المجيد، المرجع السابق، ص108 – 109 – محمود حسن المرجع السابق، ص67 – 68- إحسان الناصري، المرجع السابق ص96.
2-انظر محمود أنور عاشور، المرجع السابق، ص71.
3-هذا ما أشارت إليه المواد (43)، (44)، (49)، (52) من قانون أصول المحاكمات الجزائية.
4-انظر فؤاد أبو الخير وابراهيم غازي، المرجع السابق، ص(398).
5-ويحصل في حوادث متعددة ان يجري المحقق وصفا دقيقا لموضع الجثة ويستنتج منه نتائج معينة ويتبين بعد ذلك خطأه لأنه لم ينتبه ابتداء الى وضعية الجثة الحقيقية، انظر أحمد فؤاد عبد المجيد، المرجع السابق ص110 – 111.
6-انظر عبد العزيز حمدي، كشف الجريمة بالوسائل العلمية الحديثة، الطبعة الأولى، القاهرة. 1961، ص25.
7-مثال ذلك (على مسافة قليلة) او (قريبا من) او (بعيدا عن) وهكذا، ان هذه العبارات المبهمة يجب على المحقق الا يذكرها في محضر الكشف ذلك لان معانيها تختلف باختلاف الأشخاص، فالشخص الذي يعتقد بأنه قريب بالنسبة لشخص قد لا يكون كذلك بالنسبة لآخر.
8-انظر أحمد فؤاد عبد المجيد، المرجع السابق، ص112-113.
9-إضافة الى بعض الأمور الأخرى التي لها علاقة بالتحقيق حيث يلعب التصوير الشمسي دورا هاما في نقل صورتها الحقيقية كالنشر عن المفقودين .. إلخ. انظر احمد فؤاد عبد المجيد، المرجع السابق، ص189.
10-انظر عبد العزيز حمدي، المرجع السابق، ص26-27.
11-انظر عبد العزيز حمدي، المرجع السابق، ص32
12-هناك بعض المحققين الذين يدونون المعلومات التي يحصلون عليها عن الحادث في ورقة منفصلة ثم تحرير محضر الكشف بعدئذ في مركز الشرطة، ان هذه الطريقة غير صحيحة إذ تؤدي كما قلنا الى ضياع كثير من المعلومات.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|