المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

معنى كلمة فجو‌
10-12-2015
السـندات وأنواعها
30-4-2018
Ultratrace Minerals : Selenium
19-12-2021
Vowels HAND
2024-03-22
عملية التصوير الفوتوغرافي
25-10-2016
معنى كلمة خردل
4-06-2015


جهاز الزهراء عند تزويجها  
  
3858   03:54 مساءاً   التاريخ: 9-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص92
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته /

جاء علي بالدراهم فصبها بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله) فامر رسول الله (صلى الله عليه واله) أن يجعل ثلثها في الطيب اهتماما بأمر الطيب وثلثها في الثياب وقبض قبضة كانت ثلاثة وستين أو ستة وستين لمتاع البيت ودفع الباقي إلى أم سلمة فقال أبقيه عندك ، وأرسل أبا بكر وقال ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب وأثاث البيت وأردفه بعمار وعدة من أصحابه فكانوا يعرضون الشئ على أبي بكر فان استصلحه اشتروه ؛ بأبي أنت وأمي يا رسول الله بلغ من اهتمامك بجهاز فاطمة عند تزويجها أن ترسل جماعة من أصحابك برئاسة أبي بكر لشراء جهازها وما يبلغ ما أعطيتهم من المال لشراء الجهاز سواء أ كان الثلث من خمسمائة درهم أم أقل أم كان قبضة بكلتا يديك كما في بعض الأخبار .

هذه فاطمة وهذا علي لا تزيدهما كثرة المال شرفا ولا تنقص قلته من شرفهما ، هي سيدة النساء وهو سيد الرجال ، فما يصنعان بالمال وما يصنع بهما . فكان مما اشتروه قميص بسبعة دراهم وخمار بأربعة دراهم وقطيفة سوداء خيبرية وهي دثار له خمل وسرير مزمل ملفوف بشريط خوص مفتول وفراشان من خيش مصر وهو مشاقة الكتان حشو أحدهما ليف وحشو الآخر من صوف الغنم وأربع مرافق متكئات من أدم الطائف والأدم الجلد حشوها إذخر نبات طيب الرائحة وستر رقيق من صوف وحصير هجري معمول بهجر قرية بالبحرين ورحى لليد .

ومخضب من نحاس اناء لغسل الثياب وسقاء من أدم قربة صغيرة وقعب قدح من خشب للبن وشن للماء قربة صغيرة عتيقة لتبريد الماء ومطهرة اناء يتطهر به مزفتة وجرة خضراء وكيزان خزف ونطع من أدم بساط من جلد وعباءة قطوانية وهي عباءة قصيرة الخمل معمولة بقطوان موضع بالكوفة وقربة للماء ؛ فلما وضع ذلك بين يدي النبي (صلى الله عليه واله) جعل يقلبه بيده ويقول اللهم بارك لأهل البيت ، وفي رواية أنه بكى وقال اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزف ؛ ولم يكن بكاؤه أسفا على ما فاتهم من زخارف الدنيا الفانية ولكنها رقة طبيعية تعرض للوالد في مثل هذه الحال وكان من تجهيز علي داره انتشار رمل لين ونصب خشبة من حائط إلى حائط وبسط اهاب كبش ومخدة ليف وقربة ومنخل ومنشفة وقدح ؛ هكذا كان جهاز سيدة النساء وجهاز بيت سيد الأوصياء ، وهو مما يدلنا على هوان الدنيا على الله ، وما ضر عليا وفاطمة ولا أنقص من عزهما أن يكون جهاز فاطمة في عرسها قميص بسبعة دراهم وخمار بأربعة وقطيفة سوداء لكنها خيبرية وعباءة بيضاء لكنها قطوانية وحصير لكنه هجري ، ولا بد أن يكون ما صنع بخيبر أجود مما يصنع بالمدينة ، وما صنع بقطوان وهجر أجود مما يصنع بالحجاز ، فلذلك اختيرت هذه لجهاز العرس ، وسرير من جريد النخل لا من ساج ولا آبنوس ولا شئ من المعادن ، مشبك بخوص النخل المفتول ولم يزين بعاج ولا ذهب ولا فضة ، وفراشان من مشاقة الكتان حشو  أحدهما ليف ، ومتكات من الجلود محشوة بنبات الأرض ، ونطع من جلد لا من طنافس إيران ، وستر من صوف ، ورحى لتطحن بها سيدة النساء لقوتها وقوت علي وقد يساعدها علي على الطحن ، واناء نحاس لتغسل فيه الثياب وربما عجنت فيه ، وقربة صغيرة واخرى كبيرة لتستقي بها ، وقربة صغيرة عتيقة لتبريد الماء ، ووعاء مصنوع من ورق النخل مزفت تغسل به يديها ويدي ابن عمها ، وقدح من خشب لا من الصيني ، وجرة لكنها خضراء والخضراء أجود من سواها ولذلك أختيرت لجهاز العرس ، وكيزان من الفخار ، ولم يكن في جهازها أساور ولا أقراط من ذهب ولا فضة ولا عقود من جواهر أو لؤلؤ بل تزينت بحلي مستعار وأن يكون تجهيز علي بيته المعد لعرسه بفرش رمل في داره لكنه لين لا خشن طبعا لأنه معد للعرس فلا يناسب أن يكون خشنا ، ونصب خشبة من حائط إلى حائط لتعليق الثياب فهي ثياب العرس لا يوافق أن توضع على الأرض ، وبسط جلد كبش ومخدة ليف وقربة ومنخل لتنخل به الزهراء الدقيق الذي تطحنه ومنشفة وقدح ، ويمكن أن هذه كلها كانت عنده وهي أثاث بيته ولم يشتر منها شيئا ولذلك لم يكتف بالقربة التي كانت في جهاز الزهراء وهو (عليه السلام) قد باع درعه لأداء المهر فلم يكن عنده شئ من المال لشراء شئ .

ما ضر عليا وفاطمة ولا انقص من عزهما أن يكون جهاز عرسهما ما ذكرناه وهو سيد الأوصياء وهي سيدة النساء ابنة سيد الأنبياء .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.