المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

form (n.)
2023-09-02
طرق تحضير الاسترات
2023-08-29
شكل رقم (41) تصاميم جاهزة لصفحات داخلية لزوايا او ابواب ثابتة للمجلات تعبر عن هوية الصفحة
21-8-2021
(Hit to Lead ( H2L
8-8-2018
Arithmetic
12-11-2019
XNOR
4-1-2022


أنوار درخشان (الأنوار الساطعة) محمد الحسيني النجفي  
  
3118   07:35 مساءاً   التاريخ: 3-3-2016
المؤلف : السيد محمد علي ايازي
الكتاب أو المصدر : المفسرون حياتهم ومنهجهم
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 231- 257.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفاسير وتراجم مفسريها / التفاسير /

العنوان المعروف : أنوار درخشان (النوار الساطعة في تفسير القرآن) .

المؤلف : السيد محمد الحسيني النجفي الهمداني .

ودلادته : ولد في سنة 1322هـ . وتوفي في سنة 1416ق / 1375ش .

مذهب المؤلف : شيعي اثنا عشري .

اللغة : الفارسية .

عدد المجلدات : 18 .

طبعات الكتاب : طهران مكتبة لطفي ، الطبعة الأولى ، سنة 1380هـ ، تصحيح محمد باقر البهبودي ، حجم 24سم .

حياة المؤلف

هو السيد محمد بن السيد علي الحسيني النجفي الهمداني (عزرزاده) من العلماء والفقهاء والمفسرين الامامية .

ولد في سنة 1322هـ بمدينة النجف الأشرف ، وكان والده السيد علي العرب الحسيني من العلماء والمشاهير ، ومن تلامذة السيد أحمد الكربلائي وزميل الميرزا جواد الملكي التبريزي ، ومن معاريف أصحاب المعرفة وأصحاب السولك .

والعلامة الهمداني كان صهراً للفقيه الأصولي المجاهد ، الشيخ ميرزا النائيني  (م 1355هـ) الذي كان له دور كبير في حركة الدستور الإيرانية المشروطة بسنة (1325هـ) .

درس عند والده بعدما رحل الى ايران في سنة 1330هـ ، ثم عاد الى النجف في سنة 1334هـ ، وتتلمذ عند السيد المحقق الميلاني والعماد الرشتي ، وقد حضر درس المحقق الشيخ النائيني والمحقق محمد حسين الاصفهاني في الفقه والأصول ، حتى نال درجة الاجتهاد . مضيفاً الى ذلك ، ما استفاده من دروس تفسير المحقق الأصفهاني . . .

والسيد العلامة توفي في مدينة هندان في شهر جمادي الأولى 1417ق ودُفن في مشهد الرضوي .

آثاره ومؤلفاته

1 . تفسير أنوار درخشان (الأنوار الساطعة) .

2 . شرح أصول الكافي (5 مجلدات) .

3 . تقريرات الأصول لأبحاث العلامة النائيني (1) .

تعريف عام

تفسير الأنوار الساطعة من التفاسير الفارسية الكاملة للفترة المعاصرة في اايران الذي ألف باتجاهات شيعية في اطار المصطلحات والمفاهيم الفلسفية والعرفانية . خصوصية هذا التفسير المهمة هي البحوث المعنوية والأخلاقية ومعرفة الانسان . كتب هذا التفسير النثر الأدبي الفارسي في اطار الثقافة العامة للحوزات العلمية الشيعية وبتركيب الجمل الفارسية مع المصطلحات العربية الرائجة . ولو أن هذا النثر غير سوي في كل مجلدات التفسير ، لكن يظهر جلياً من المجلدات الأولى .

فيها تركيب الكلمات بالمصطلحات الفلسفية والعرفانية أكثر من سائر الكتاب ويسهل النثر ويسلس قليلاً في المجلدات التالية .

فالقصد ان مخاطبي التفسير المثقفون والعارفون لمصطلحات العلوم الإسلامية والأدب العربي والمطلعون على علم التفسير لا عامة الناس .

عدد مجلدات هذا التفسير 18 مجلداً وكتب ونشر منذ تاريخ 1380هـ الى 1404ق ، اذن ففترة تأليف هذا التفسير 24سنة تقريباً . الناشر للتفسير (انتشارات لطفي) في طهران ومنقحوه – في البداية محمد باقر بهبودي ومن المجلد الرابع فما بعده الشيخ مهدي الأنصاري حفيد المفسر والسيد وكنجي بور خوشنويس . من حيث طباعته أيضاً توجد نوسانات في المجالات المختلفة ، فهو من حيث تقسيمه الى فصول وإيجاد فهرس المواضيع وتصحيح الأخطاء المطبعية ليس متاسوياً (مثل التفسير نفسه) . يقول المفسر في بداية كتابه حول الهدف من التفسير :

(هكذا يقول العبد الذليل السيد محمد الحسيني النجفي عربزادة ، كنت أفكر مدة مديدة أن أكتب بعض الصحف في تفسير وشرح الآيات الكريمة من قبسات الواقفين على أسرارها ، وقد تفألت بالكتاب العزيز وسألته الخير ، فاستُهلت الآية الكريمة : ((وجعلها كلمة باقية في عقبه)) ، وقد سألت الله الحكيم الحميد أيضاً بابتهال ان يجعلها من التفألات المقضية) (2) .

وبالجملة ، تفسير الأنوار الساطعة ، تفسير أدبي أثري ، عرفاني شامل لجميع آيات القرآن ، قد اعتنى مؤلفه بذكر الصرف والنحو واللغة وذكر اللطائف والاشارات ، والآثار الواردة عن النبي وأهل بيته –صلوات الله وسلامه عليه وعلى أولاده – ويتعب فيه مفاد الآية خلاصة وشرحاًن بعبارة قد تكون معقدة وثقيلة بالفارسية ، باصطلاح أهل المعني والمعرفة ، ولهذا كان كتابه تفسيراً مختصاً لطبقة خاص ولا يستفيد منه جميع القرّاء .

قال الحسيني الهمداني في مقدمة تفسيره في بيان سبب تأليفه :

(منذ أمد بعيد وأنا أفكر في وضع تفسير للقرآن الكريم ، مستعيناً في ذلك بقبسات المضطلعين الواقفين على أسرار الآيات القرآنية الكريمة ، واستخرت الله تعالى وتفألت بالكتاب العزيز في ذلك ، وإذا بالقرآن ينطق بقوله تعالى : {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} [الزخرف : 28] ، وتضرعت الى الحكيم الحميد بأن يحقق لي هذه الأمنية .

وآجل من الله المنّان أن يشفع لي بهذه الصحائف ، المقتبسة من رشحات علوم العترة الطاهرة والمزينة بأنوارهم ، ويجعلها ديباجة صحيفة أعمالي التي : {لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [الكهف : 49] . (3)

للعلامة النجفي ، في بداية تفسيره مقدمة حول أهمية القرآن ومكانته بين المسلمين وأيضاً يشير الى مسألة وجوب تعليم الولاد القرآن وقراءته وبحث في كيفية نزول القرآن ثم يدخل في التفسير .

مواضيع الكتاب على قسمين : قسم منها تشكل الآداب ، اللغة ، الروايات ، الوجوه والاحتمالات التفسيرية وشرح توضيح الجمل؛ وقسم ما يرجع الى التحليل والتوصيف والاستنتاج والاقتباس الهدائي والأخلاقي من الآيات يشكل رأي المفسر وقد بيّن بتعبير : (يقول المفسّر) .

مصادر الكتاب :

 أهم مصادر الكتاب في قسم نقل الروايات التي نقلت عن عدد كبير من الجوامع الروائية الشيعية والسنية ، وأهم هذه المصادر ما يلي :

1 . التفسير المنسوب الى الامام الحسن العسكري : راوي هذا التفسير محمد بن القاسم الجرجاني الاسترآبادي (متوفي القرن الرابع) .

2 . تفسير العياشي : لمحمد بن مسعود السمرقندي العياشي (م . القرن الثالث) هذا التفسير أيضاً روائي ، وينقل الأحاديث عن أهل البيت .

3 . تفسير القمي : لعلي بن إبراهيم بن هاشم القمي (م بعد سنة 307ق) هذا التفسير منسوب الى علي بن إبراهيم وفي الحقيقة هو جمع بين عدة تفاسير أحدها تفسير القمي .

4 . الكافي : لمحمد بن يعقوب الكليني (م 328ق) . من كتب الحديث الأربعة المقبولة لدى الشيعة .

5ز من لا يحضره الفقيه ، لمحمد بن علي بابويه (م 329ق) المعروف بالشيخ الصدوق ، أيضاً من كتب الحديث الأربعة الشيعية .

6 . تهذيب الأحكام في شرح المقنعة : لمحمد بن الحسن الطوسي (م 460ق) ، من كتب الحديث الأربعة عند الشيعة .

7 . الاستبصار : للمؤلف السابق ، من كتب الحديث الأربعة المقبولة لدى الشيعة .

8 . قرب الاسناد : لأبي العباس عبد بن جعفر الحميري (م 290ق تقريباً) ، من الرواة المعتمدين وكتّاب الحديث .

9 . معاني الأخبار : للشيخ الصدوق في شرح معاني كلمات الحديث .

10 الى 13 . عيون أخبار الرضا ، التوحيد ، علل الشرائع الخصال للشيخ الصدوق . هذه كتب الصدوق الأربعة أيضاً في أخبار أهل بيت الرسول وتشمل مواضيع مختلفة .

14 . مناقب آل أبي طالب ، لمحمد بن علي بن شهر آشوب الساروي (م 588ق) كتاب كلامي اخباري حول شرح أحوال الرسول وأهل البيت ومناقبهم وأقوال كبار العلماء في هذا المجال .

15 . دعوات الراوندي : لقطب الدين حسين بن سعيد بن هبة الله الراوندي (م 573ق) .

اسمه الأصلي (سلوة الحزين) (الذريعة ، 9 / 210) حول الأدعية المأثورة عن أهل البيت .

16ز بحار الأنوار : لمحمد باقر المجلسي (م 1110ق) . الأخبار المجموعة في المواضيع المختلفة عن كتب الشيعة المتنوعة .

17 . تفسير البرهان : للسيد هاشم البحراني (م 1107ق) . تفسير أثري على أساس طرق الشيعة .

18 . الاحتجاج : لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (م 588ق) كتاب حديثي اثارت آراء كثيرة حول المؤلف وصحة انتسابه اليه ومحتواه .

نرى تفسير الدر المنثور لجلال الدين السيوطي (م 910ق) في قسم المصادر الروائية غير الشيعية .

ذكر عدد قليل من المصادر التفسيرية التي استفاد منها المؤلف :

1 . تفسير مجمع البيان : لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (م 548ق) .

2 . الكشاف : لجار الله بن عمر الزمخشري (م 538ق) .

3 . مفاتيح الغيب : لأبي عبد الله محمد بن الحسين الطبرستاني الرازي المعروف بفخر الدين الرازي (م 606ق) .

عند ذكر الروايات يكتفي المؤلف بذكر الكتاب من دون تعيين المجلد والفحة ، كذلك في بعض المواد يكتفي بذكر الامام المعصوم من دون تعيين اسم الكتاب وصفحته .

منهجه

أسلوب كتابة هذا التفسير هو أنه بعد ذكر اسم السورة وأحياناً عدد آياتها ومدنيتها وكيتها ، يكتب الآية أو بعض الآيات ذات الموضوع الواحد والمرتبطة ببعضها ، ثم يبين ترجماناً للآية حسب ترتيب الآيات تحت عنوان : (الخلاصة) ثم يفسّر الآيات الكريمة بعنوان : (الشرح) يشرح في هذا القسم ، علاقة الآية السابقة بالآيات اللاحقة ثمّ يقسم الآية الى عدة جمل منفصلة عن بعضها ويبحث كلاً من تلك الأجزاء من ناحية القواعد الأدبية الصرف والنحو ، والبلاغة واللغة ، ثم يقوم بتبيين وتوضيح مفاد الآية . أسلوب المؤلف من هذه الجهة ليس متساوياً في كل المجلدات ، مثلاً يشير في المجلد الأول الى التجزئة والتركيب وبعض معلومات علوم القرآن كاسم السورة والآية ، في حين أن هذه المعلومات قليلة أو معدومة في سائر المجلدات .

في النهاية يأتي بشرح الروايات التفسيرية التي هي شاهد ودليل على ما فسره أو هي توضيح أكثر لمفهوم الآية .

بعد توضيح مختصر لطريقة التأليف والتنظيم ، نقدم على تعريف التفسير من وجهة البحوث التفسيرية ونتابع البحوث التالية :

1 . نظرة على ترجمة تفسير الأنوار الساطعة .

2 . أسلوب كتابة تفسير المؤلف في استخراج نداءات القرآن .

3ز بحث كيفية طرح بعض المسائل مثل : أسباب النزول ، قصص القرآن ، معرفة المعاد ، الأبحاث الاجتماعية ، التفسير الفقهي ، علم القرآن و . . .

كتابة الترجمة في التفسير

كما ذكرنا فان ترجمة الآيات تشكل القسم الأول من هذا التفسير ، ترجمة يمكن أن تكون ملفتة للنظر بحدّ ذاتها وتُعد من تراجم القرآن الفارسية في العهد الحالي .

الترجمة ، هي الاتيان بمعانِ مقابلة للكلمات بلغة أخرى لكن الحقيقة أن الاتيان بكلمات وجمل تحكي المعاني الرفيعة والبليغة في القرآن أمر جداً صعب مستصعب ، ولذلك فان أكثر التراجم الموجودة مختلطة بالتفسير . لأن من غير الممكن جعل معانٍ ومفاهيم كلام الله في حدّ ألفاظ معينة مقابل القرآن في اطار كلام القرآن بشكل دقيق من دون أن نضيف كلمات لتوضيحها . تتشدد هذه الصعوبة عند ترجمة الأمثلة والتشبيهات والمفاهيم الاعتقادية ، لذلك اختيرت طريقتان في التراجم الفارسية الموجودة :

1 . الطريقة الدارجة ، لفظ بلفظ التي تسمى اصطلاحاً الترجمة اللفظية .

2 . طريقة تعبير المحتوى ونقل المضمون التي لا تكون محدوداً في اطار ألفاظ القرآن . في طريقة تراجم القرآن اللفظية عادة لا تفهم المعاني الصحيحة لكلام القرآن ولا يفهم القارئ معنى كلام القرآن بالشكل المطلوب ، لكن كثيراً ما يبتعد عن كلام القرآن ، ولذلك هناك تنوّع كثير في القسم الثاني من التراجم . مثلاً عند ما يريد شخص أن يترجم آية : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] بعض النظر عن البحوث الكلامية ، يجب أن يترجمها بشكل بحيث يُلقي كل المفهوم المستفاد . هل يقول : ان الله مستوٍ على العرش؟ أم يترك هذا المجاز ويذهب الى البساطة والتفصيل ويقول : ان الله الرحمن جلس على عرش الحكم والتدبير . بهذا تم بأن ترجمة (الأنوار الساطعة) من تراجم القسم الثاني تحت عنوان (الخلاصة) . أي هي ترجمة داخل فيها التفسير وهي سلسة ومفهومة لدى القارئ . لكنها وللأسف لم تستمر حتى النهاية بل طبّقت حتى قسم من المجلد السابع أي الجزء التاسع من القرآن في سورة الأنفال وانصرف المؤلف عن وعده الأول هذا .

الخصوصية المهمة لهذه الترجمة ، سلاسة ووضوح مفاهيم وكلام الآية بحيث يبين المفسّر مختصر رأيه بإضافة بعض التوضيحات في تفسير الآية وجلّ البحث ويعيّن الضمائر وقيود الكلام ولا يقتصر على اطار وشكل الجمل العربية ، من هنا فان هذه الترجمة ملفتة للنظر من جهة أسلوب تقييم التراجم . كمثال نأتي بترجمة الآية 106 من سورة البقرة : {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} [البقرة : 106] ليتضح لنه كيف يخرج عن اطار ترتيب الجمل :

(بعض الآيات القرآنية التي ننسخها أو نجعل حكمها لا يمكن تطبيقه سننزّل أحسن منها أو مثلها واعلموا أن الربّ يشرّع ما هو صالح لتربية الناس) (4) .

1 . منهج تفسير القرآن بالقرآن

الطريق الأول لهم القرآن الاستعانة بالقرآن ، أي اننا نزيح ابهام الآيات واجمالها باستخراج الآيات المشابهة لها والتي لها نفس المعنى ، أم الآيات التي تتساوى في الموضوع أو هي قريبة لها أو لإتمام جهة من قصة بيّنها القرآن في سور مختلفة نستفيد من هذا الأسلوب .

طريقة العلامة النجفي عند تفسيره القرآن بالقرآن كأول طريق لهم القرآن ليست متساوية ، أنه يهتم بهذا اسلوب في المجلدات الأولى من تفسير ويستفيد من هذه الطريقة لهم الآية . مثلاً تحت آية : {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} [البقرة : 28] حول مراحل حياة الانسان وموته بحث يذكر القرآن في هذه الآية الحياة مرتين ، فهو في تفسير كلمة : (يحييكم) بأن القصد أي حياة وما هو الفرق بين هذه الحياة والحياة السابقة يقول : أن هذه الحياة ، حياة ما بعد علام البرزخ بأنه سيُرجع الأرواح مع أبدانها وحياته أكمل من حياة الدنيا والبرزخ والمعيشة حقيقية ودائمة . ثم يستدل بالآية 79 من سورة يس : {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} [يس : 79] لتوضيح هذا المعنى بأنه عبر عن حياة القيامة بالحياة الحقيقية وعبّر عن حياة الدنيا (بانشوء والنمو) . كذلك في سورة العنكبوت الآية 64 أيضاً قال الله : {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت : 64] ، عبّر عنا الله بالحياة الحقيقة (5) .

لا توجد في هذا التفسير مباحث القراءة ، الاعراب ، النظم والارتباط الساقي بين الآيات ، من هنا فان هذه الأبحاث من رؤية البحوث التفسيرية أحياناً يمكن أن تبيّن جهة اتجاهات المفسّر في اعتقاده بالقائها أو عدم اعتقاده بها وربما كان عدم ذكرها بدليل أنها غير مفيدة عنده للقارئ الفارسي وتؤدي الى الابتعاد عن أهداف هداية القرآن .

2 . التفسير المأثور

يمكن عدّ التفسير النقلي من أقدم طرق فهم معاني ومعارف القرآن ، بين أوائل علماء الإسلام ، فان البحث في تطوّر البحوث التفسيرية وعلوم القرآن ، تبين ان اعتماد المسلمين في صدر الإسلام وعلماء تلك الفترة في فهم القرآن كان على بعض الروايات التي نقلت عن الرسول الكريم صلى الله عليه واله  وأهل بيته وصحابته في تفسير القرآن فكانت تتقبّل من قب المسلمين لاتصالها بمنشأ الوحي كنص القرآن بلا ريب ولا نقاش .

من جهة أخرى ، فان المسلمين كانوا يرون أن أقرب وأسلم طريق للوصول الى حقائق القرآن ومعارفه السامية هو التفسير النقلي لاتصاله بمنشأ الوحي وذلك بسبب أهمية التفسير ، لذا فانهم قلّما يجتهدون شخصياً في فهم معاني ومقصد القرآن ثم اتخذت هذه الطريقة من قبل بعض المسلمين كطريقة منفردة فيما بعد ، خاصة أن مؤيدي التفسير بالرأي افرطوا في الاعتماد على العقل واعتمدوا على الآراء الظنية والاجتهادية ونسبوا بعض آرائهم وعقائدهم الفلسفية والكلامية الى القرآن . لذلك اعتقد البعض حرمة الاعتماد على الفكر والاجتهاد في استخراج مفاهيم القرآن ودركها دفاعاً عن التفسير النقلي . من جهة أخرى مقابل هذا الرأي المنحصر ، اعتقد البعض بأن تفسير الآيات وفهم قصد القرآن لا حاجة لها الى السنة والروايات التفسيرية ولكلّ مفسر أن يستخرج معاني كل آية والقصد منها بالتدبّر فيها .

لاشك ان التفسير النقلي هو أنسب تفسير وأكثر اطمئناناً إذا كان مستنداً الى الروايات الصحيحة والآثار القطعية الصدور ويُحرز صدور روايته على أساس مبانٍ متينة ، ولكن للأسف فان روايات التفسير اختلطت بالروايات المجعلوة والكاذبة والآثار المزورة بحيث يصعب انتخاب صحيحها عن ضعيفها وهو عمل يحتاج الى اختصاص . إن التحجر على تفسير المأثور وتحريم كل المناهج الأخرى لفهم القرآن ، بسبب عدم صفاء روايات التفسير من جهة ، ومن جهة أخرى بسبب عدم جامعيتها في كل الآيات لهو أسلوب غير عقلائي وغير منطقي . (6)

إذن فالطريق الوسط هو إذا ورد حديث عن الرسول وأهل بيته بسند صحيح يؤخذ به وإلا فيستخرج المحتوى حسب قواعد التفسير وأسلوب العقلاء في فهم الكلام من الملاحظات الواضحة في تفسير النوار الساطعة للعلاّمة النجفي ، الاهتمام كثيراً بأحاديث أهل البيت ومنقولاتهم في كل الكتاب . قلّما تجد آية لم يذكر فيها حديثا صلى الله عليه واله عن النبي وأهل بيته بمناسبة تبيين وتوضيح مطلب ولم يُحل كلماته بدرر كلمات تلك الكواكب المنيرة .

ولكن يجب التذكير بأن استعانة المفسر بالروايات لا تختص بالروايات المذكورة تحت كل آية كما فعل علي بن إبراهيم في التفسير المنسوب والهويزي في تفسير نور الثقلين والسيد هاشم البحراني في تفسير البرهان بل ان ما يميّز هذا التفسير عن كثير من التفاسير الأخرى هو أنه يتمعّن في روايات الشيعة وأهل السنة للاستفادة من كلمات المعصومين وكما أشير في قسم مصادر الكتاب فقد تفحّص كثيراً من كتب الحديث وسعى في توضيح وتبيين الكلمات السماوية بمناسبة ذكر الآية والاستنتاج موضوعياً من الرواية ، وكلما ناسب الأمر معنى الآية والموضوع وشأن النزول والأحكام الفقهية والمسائل الأخلاقية والكلامية التي لها نوع ارتباط بالآية وذكر بعض الروايات . فلا يمكن تجاوز الحق بأن هذا الأسلوب مطلوب الى جانب البحوث التحليلية والتوصفية لدى المفسر في تبيين مكانة أهل البيت في تفسير القرآن وتوضيح هذا الكلام النبوي : (أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي)(7) ، وان كان عليه أن ينقد بعض الروايات وإذا كان هناك حديث غريب تاريخياً وعقلياً إما ان لا ينقله أو يوضحه ويبحث فيه (8) ، ولكن على كل حال فان هذا الانتقاد لا يقلّل من عظم عمله وهمته .

3 . التفسير العقلي والاجتهادي

أشرنا في البحث السابق بأن أعمق وأقدم أسلوب لفهم ودرك معاني القرآن الاستفادة من الرسول وأهل بيته ، لأن القرآن يقول : {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } [النحل : 44] ، كذلك قلنا ان هذا الكلام لا يعني ان لا يستفيد الناس من القرآن ولا يجوز الاستنباط من القرآن والتفسير والاجتهاد في كلمات الوحي ، لأن القرآن يدعونا الى التدبر في الآيات والتفكر والتعقل فيها لفهم معانيه وادراك كلامه . من جهة أخرى فان الرسول وأهل بيته بالإضافة الى أنهم لم يفسّروا كل الآيات ، فقد عرّفونا على قواعد التفسير ودلّونا على طرق الاستفادة من القرآن ، مثلا ان زرارة سأل الامام الباقر عن آية الوضوء : {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ } [المائدة : 6] ، فهل يجب مسح كل الرأس أم يكفي بعض الرأس ، يجيب الامام : يكفي مسح بعض الرأس ، لأن الله يقول في الآية : (برؤوسكم) الباء حرف جرّ للتبعيض (9) .

هذا الحديث يريد اثبات انّ إحدى طرق أهل البيت في فهم القرآن هي القواعد الأدبية وأنتم أيضاً استفيدوا من هذه القواعد لفهم القرآن . صحيح أن التفسير بالراي مذموم ، والتحكم وتحميل العقائد وعد الاهتمام بقواعد التفسير محرّم ، لكن هذا غير التفسير الاجتهادي والاعتماد عل العقل والتدبّر في كلمات القرآن ، مع مراعاة شروط وقواعد التفسير ، ومن قواعد التفسير تقدّم النص على الاجتهاد . أي إذا كانت هناك رواية عن الرسول وأهل بيته في توضيح وتفسير الآية ، نوجّه ظاهر الآية حسب ذلك المعنى التفسيري ونقدم النص على الظاهر .

لحسن الحظ فان هذا الأسلوب رائج جداً بين مفسري الشيعة الكبار كشيخ الشيعة الكبير أي الشيخ الطوسي في تفسير التبيان والطبرسي في مجمع البيان وفي القرن المعاصر كالعلاّمة الطباطبائي في تفسير الميزان ، فانهم قد اهتموا بهذا الأسلوب وكان هذا الأصل الأساسي للتفسير الاجتهادي والتدبّري . كذلك تفسير الأنوار الساطعة اتخذ هذه الطريقة محور عمله وكلما كان ظاهر الآية مخالفاً للبعد العقلي القطعي ، يقدم تلك الحقيقة العقلية ولا يكتفي بظاهر الآية ويستدل على هذا المطلب ، مثلاً عند آية : {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص : 33] يطرح العلاّمة الحسيني النجفي قصة النبي سليمان وان ما معنى جملة : (رُدوها عليّ) في توضيح قصة النبي سليمان بأنه ذهب الى الصحراء من أجل استعراض الخيل المقاتلة وقد أعجبته رؤية الخيل المدرّبة المعلّمة : {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ } [ص : 31] الى أن طال عليه الأمد فغابت الشمس : {أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} [ص : 32] فانتبه فجأة بأنه لم يصلّ صلاة العصر وان عظمة الخيل المعلمة أصبحت حجاباً عن ذكر الله وغفل عن ذكر الله طلب من الله : (ردّوها) بأن تردّ الملائكة الشمس لأستطيع الصلاة في وقتها المقرر . فهو يطرح شبهة علمية وعقلية في هذا المجال ، وهي هل ارجاع كرة الشمس عن السير في مدارها لا يستلزم تغييرات في المجموعة الشمسية ، بل وحتى نسبة الى سائر الكرات؟ إذا كان هذا التغيير موجوداً في تاريخ نظام الأفلاك ، هل يمكن القول بهذا الأمر ، وكيف نفسر كلمة (ردّها) كي لا تحصل هذه الشبهة؟ لرفع الشبهة يقدمون تفسيراً اجتهادياً وبعض التصرف في مدلول الآية عند توضيحها : (بناء على جملة (حتى توارت بالحجاب) بأن الحجاب كان سبب بداية اختفاء الشمس فطبيعياً يمكن ردّ الحجاب وازاحته وعلى كل فهو أمر على غير الطبع والعادة ولا يترتب عليه محذور) (10) .

يقول هو لتوضيح هذا المعنى : بما أن الأرض تسير نحو المشرق أثر جاذبية الشمس وحسب الحركة الوضعية ، عندما تغمر الظلمة المخروطية نصف سطح الأرض ، يبدأ غياب الشمس وفي المكان الذي كان النبي سليمان واقفاً ، على سفوح ارتفاعات المنطقة ، فوصل الظل وغروب الشمس مسرعاً ، فأزيحت تلك الموانع المظلّلة حسب القدرة الغيبية وأمر النبي سليمان واضاءت أشعة الشمس ارض النبي ، لا أن أرجعت الشمس وأنها خرجت عن المدار وحركتها الأصلية على كل فهذه كرامة للنبي صلى الله عليه واله .

نرى لم يكتف بتفسير ظاهر الآية ، بل استخدم عنصر العقل والاجتهاد ويفسر القرآن بالطريقة الاجتهادية . أمثال هذه الأبحاث في كلامه كثيرة لكننا اكتفينا بهذا النموذج .

4 . التفسير الفلسفي

بين العلماء ومفسري القرآن ، - فان الذين لهم صلى بالعلوم والمعارف العقلية وفلسفة الشرق – قسم التجأوا الى أسلوب سمّي بالمنهج الفلسفي في تفسير القرآن . المراد من المنهج الفلسفي هو أنه كلما كان ربط بين المعاني والمعارف المطروحة في القرآن وبين مظاهر الوجود وخالق الكون ، يوضح ويشرح بالأصل الفلسفي وإذا كان اطلاع على الجنبة التعبدية في بعض الموارد ووصلت الينا عن طريق الوحي ، تشرح بالبرهان العقلي والاستدلالات المنطقية ، أي تكون عقلية . أختير هذا الأسلوب من أجل الدفاع عن عقلانية الدين ولا تظهر شبهة التعارض بين الدين والعلم ، والدين والعقل (11) . ولكن لا يمكن انكار انحراف بعض التفاسير الفلسفية في تاريخ الإسلام ونسب البعض آراءهم الفلسفية الى القرآن حسب مناسبة المقام وابتعدوا عن واجبهم الأصلي وأوّلوا بعض التأويلات وفرضوا بعض الأمور .

ولكن لا يمكن نقد وبحث أقوال وأفكار هذه الطائفة من الفلاسفة المسلمين وذكر أسماءهم وأخطائهم في هذا المقال ، فيكون الحديث عن جماعة فسّرت آيات القرآن بتعقّل وتأدب بالقرآن وبمراعاة شروط التفسير وقواعد الأدب وأسلوب البيان وكلما أشار القرآن الى المعارف الرفيعة الاعتقادية ، وكانت هناك حاجة للبرهنة ، بيّنوا ذلك بل قد استاء هؤلاء الفلاسفة من هذا الانحراف ، مثلاً : من المعروف أن العلامة الطباطبائي من فلاسفة الفترة المعاصرة الذي هاجم أسلوب تأويل آيات الغيبية وما وراء الطبية :

(أما الفلاسفة ، فقد عرض لهم ما عرض للمتكلمين من المفسرين من الوقوع في ورطة التطبيق وتأويل الآيات المخالفة بظاهرها للمسلّمات في فنون الفلسفة . . وقد تأولوا الآيات الواردة في حقائق ما وراء الطبيعة وآيات الخلقة وحدوث السماوات والأرض وآيات البرزخ وآيات المعاد . .) (12) .

إذن كلامنا ليس في التفسير الفلسفي عند هذه المجموعة ، بل المجموعة الأولى التي منها الأنوار الساطعة حيث استخدم مؤلفه هذا الأسلوب في تفسيره لتبيين الآيات الإلهية . عندما نلاحظ هذا التفسير يتضح هذا القول وحجم البحوث الفلسفية يبين أن العلامة النجفي شرح آيات القرآن بالأصل الفلسفي والقاعدة العقلية في كل مكان من هذا التفسير كلما وجد مناسبة . ونرى نماذج هذه البحوث كما يلي : علاقة الواجب بالممكن (4 / 220) ، توصيف إرادة الله (5 / 285) ربط الموجودات الممكنة بالواجب (1 /58 و105) ، إمكان الأشرف (1 /109 و127) ، تفسير خوارق العادات (1 /224) ، مسألة عقلانية الخلود ودوام العقوبات في القيامة (1 /274) ، توصيف السحر عقلياً  (1 /273) صورة الانسان البرزخية من منظر العلوم العقلية (2 /45) ، مراتب علم الله (2 ، 302) حقيقة الكرسي (2 /302) تجرد الأرواح (18 /401) ، ارتباط العالم المتحرك بالعالم الثابت (16 /187) ، الحركة الجوهرية (18 /255) ، التحوّل والتبدّل في العالم (18 /55) ، تمثل وتجسّد الأعمال يوم القيامة (15 /427) ، مشيئة الفاعل الختار (15 /21) وغيرها من البحوث الفلسفية .

لكن هذه الأبحاث الفلسفية ليست تطرح دائماً في إطار المصطلحات الفلسفية وفي إطار تعقّل المسائل الكونية ، بل أحياناً تكون في بُعد الالهيات بالمعنى الأخص وفي إطار أفعال الانسان نسبة الى خالق الكون . أحد أبعاد بحوث المفسّر الفلسفية ، التي عقلانية وكانت تحليل في أعمال الانسان المعنوية ، للمثال تحت آية : {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف : 180] يقول بعد بحث مفصل حول الأسماء الحسنى وصفات الله الكمالية وان الانسان كيف يرفع احتياجاته المعنوية بالدعاء وان هذا المعنى منسجم مع متطلباته الفطرية فكيف تستجاب :

(ان البشرية التي منحها نعمة القبول وأعطاها قابلية خاصة وأمّنها أمانته الوحيدة وفضّلها بالخطاب والإرشاد فبحكمها يجب ان تشكره وتظهر حاجتها وأن روح الدعاء هي الايمان والاعتراف بوحدانية الاله والانقياد القلبي والطاعة بالجوارح أي طلبة الفطرة والحاجة القلبية وتتوافق أفعالها وأقوالها مع متطلباتها الفطرية والروحية وتظهر حاجتها بالسيرة الوجودية وتظهر استحقاقها الوجودي باللسان الناطق ثم الصامت وإذا وصلت حدّ النصاب ستستجاب وتقبل حتماً) (13) .

5- المظهر الأخلاقي والتربوي في التفسير

في البدء لنرى ما المقصود من اللون الأخلاقي؟ وما هي الخصوصية والوصف والميل الموجود لدى هذا الجهة من التفسير ، فتميزه عن الاتجاهات في سائر التفاسير؟

قيل حول هذا الاتجاه : ان المراد منه الأسلوب الذي يتخذه المفسر في بيان أهداف القرآن الأساسية ويهتم بإيقاظ وجدان الانسان وضميره ويزيح الحُجب المظلمة عن قلبه لينير نور الفطرة والهداية الوجدانية صفحة قلب الانسان ويهتدي الى طريق الحق والتعاليم . فالتفسير الأخلاقي ، يعني درس السلوك والسير ، وتعليم الأخلاق وتربية النفوس ، إذن فاللون الخلقي في التفسير ، يعني تأكيد المفسر العام والسطحي على البعد الأخلاقي في آيات القرآن .

ان كون المفسر متأثراً بميل خلقي لا يعني أنه يلقي بعض البحوث الأخلاقية والعملية والسلوكية أحياناً ، لأن من المحتمل وجود هذه الجهة في كل التفاسير ، بل بمعنى هذا البعد يشكل الروح الحاكمة والوجهة المحكمة لهذا التفسير ، أحياناً يكون التفسير ذا اتجاه سياسي واجتماعي وفلسفي أو عرفاني ، لا أنه يلقي أبحاثاً سياسية واجتماعية وفلسفية وعرفانية ، بل بمعنى أن للمفسر نظرة سياسية أو اجتماعية أو فسلفية أو . . في كل موضع من التفسير حسب معلوماته الخاصة فيلتجئ الى هذا اللون التفسيري قهراً وبأي دليل كان (14) .

لكن البحث حول أدلة وعوامل الميل نحو أحد الألوان التفسيرية تتطلب بحثاً مستقلاً ، فبلا شك أن المحيط التربوي وسير الحياة وأساتذة المفسر ومربيه وسوابقه الذهينة لها تأثير كبير على هذه الجهات . بالنظر الى هذه المقدمة يتضح جلياً أن تفسير (الأنوار الساطعة) من صفاته البارزة وجود الطابع الأخلاقي فيه . . . قلّما يأتي بحث تفسيري ومناسبة لم يُشر فيها الى بُعدها الأخلاقي نوعاً ما . تشمل هذه الأبحاث موضوع الأخلاق النظرية والعملية ، العرفان ومعرفة الانسان وأفعال الانسان الخلاقية ، لا يمكن تقديم فهرس كل هذه الأبحاث ، لكن طرح أبحاث واسعة مثل : الهدف الأساسي من خلق الانسان (7 /138 – 142) ، حركة الانسان وأفعاله (2 /391) ، كيفية رسوخ الكفر في النفس الإنسانية (1 /308) اتساع العمل الصالح (2 /337) ، الاطمئنان ، الشكر، الدعاء ، التزكية ، انشراح الصدر ، الإخلاص وغيرها من بحوث الأخلاق النظرية والعملية ، تبين خصوصية هذا التفسير . لاتضح وجهة التفسير هذه ، نشير الى ثلاثة أبحاث في هذا المجال .

أ . معرفة الانسان لدى المفسّر

لإتمام العرّف على اللون الأخلاقي في تفسير الأنوار الساطعة ، تُقدم معرفة الانسان في هذا التفسير . لأن معرفة الانسان هي إحدى أبعاد معرفة الذات ومقدمة بناء الذات . ولا نحتاج الى تقديم دليل عقلي ونقلي على ضرورة معرفة الانسان ومعرفة الذات لأن كل مساعي الانسان علمية كانت أم عملية تبذل أساساً من أجل سد احتياجات الانسان وكسب السعادة ، فمعرفة الانسان ذاته وبدايته وكذلك الكمالات التي يمكن ان ينالها مقدمات لكل مسائل الحصول على السعادة فبدون معرفة حقيقة الانسان وقدره الواقعي ، لا فائدة في البحوث الأخرى والمساعي لتقديم الحول .

الالحاح الذي تبديه الأديان السماوي والأنبياء وعلماء الأخلاق على معرفة الذات يثبت هذه الحقيقة . يعتبر القرآن الكريم نسيان النفس ملازماً لنسيان الله وبمنزلة العقوبة لهذا الذنب .

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ } [الحشر: 19] . ويقول في مكان آخر حول أهمية الانتباه الى النفس وحفظها وان الانتباه الى النفس والهداية تؤديان الى عدم تأثير ضلال الآخرين فينا : {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة : 105] .

وكذلك يقول حول الالتفات الى النفس وحول ذم من لا ينتبه لنفسه : {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات : 21] .

هناك آيات كثيرة غير هذه الآيات وبعض الروايات التي تقول : (من عرف نفسه فقد عرف ربه) (15) .والتي تصف ماهية الانسان وخصوصياته وتعدد خصاله المتعددة ، مثل : { إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا } [المعارج : 19 - 21] ، {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا } [الروم : 36] ، {إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ} [هود : 9] ، {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } [القيامة : 14] ، {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف : 53] ، {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ } [الفجر: 15] ، وآيات أخرى كثيرة في وصف الانسان وخصاله الذاتية . لماذا الاهتمام بمعرفة النفس ووصف الانسان؟ هل هناك شيء غير بناء الذات وإعطاء شكلية وتوجيه للفعاليات الحياتية واستعمال الاستعدادات والقوى من أجل خير الانسان وسعادته؟ لأن الانسان يطّلع على برنامجه وقدرته بمعرفة ذاته وينظم مساعيه العلمية والعملية ليذهب الى حيث كماله الحقيقي .

بهذه المقدمة نشير الى بحوث معرفة الانسان في تفسير (الأنوار الساطعة) ونبين التفات المفسّر الجدي الى المسألة .

كما يظهر من حياة المفسر : ان أحوال حياة العلامة النجفي وشرائطه التربوية وتلمذة على يد أساتذة السير والسلوك كالمرحوم القاضي الطباطبائي ، الكمباني وأبيه القدير ، قد شجعته على المسائل الأخلاقية ومسائل السير والسلوك ووجدت في أفكاره وأذكاره المسائل الأخلاقية والتربوية ووجود المسائل الأخلاقية الكثيرة ومسائل معرفة الانسان في هذا التفسير متأثر بتلك التربية والثقافة ، فاننا نجد في كل مكان من هذا التفسير في مجلداته المختلفة مسألة وصف الانسان وبيان خصوصياته وفيه أبحاث كالأبعاد المختلفة الجسمية والروحية وحقيقة الانسان وتقدم مراحل الانسان وقوى الانسان الداخلية وخصوصياته وقدراته مثل : الصبر والاستقامة والشجاعة والعدالة وانشراح الصدر وكيفية رسوخ الكفر في النفس الإنسانية وصدور الأفعال الاختيارية التابعة للمبادئ النفسية والشهوات النفسية والأفعال الاختيارية وأثر القلب على سائر الأعضاء ، ووصف عن حياة الانسان في البرزخ و . . وأحياناً تكرر هذه البحوث في مجلدات متعددة وهي غير قليلة . مثلاً في سورة(المؤمنون) في بحث خلق الانسان ، له بحث مفصل حول حقيقة الانسان وأن الروح جسمانية الحدوث وروحانية البقاء وكيفية تقدم مراحل تكوين الانسان وأن الانسان كيف يكون مركباً من المادة والروح وله قدرة التفكر والتعقّل والتصوّر والتصديق وله القوة الماسكة والهاضمة والرافعة وكل حين تكسب النفس الناطقة قدرة واحاطة أكثر من خلال نوافذها الى الخارج كالسمع والبصر وتسير من البديهيات الى النظريات الى أن تستقل تمام حقيقة الانسان التي هي الروح المجردة عند الموت وقبض الروح بعد سلب التدبير عن البدن وتظهر بالقدرة والإحاطة العلمية والخُلق التي كانت عندها واكتسبتها ثم له كلام حول حياة البرزخ ويستنتج في نهاية هذا القسم :

(وأخيراً ستكون حركات البشر وسيره وسلوكه طولية وانما يكتشف الانسان نفسه عن طريق الاعتقاد وحركات الجوارح وعن مقولة الافاضة والخلق أثر السير والحركة الطولية ويخرج سريرته وكمونه الى الفعلية والكمال ، سواء في طريق

السعادة والتقرّب والتشبّه بصفات الكبرياء ، أم عن طريق القطب المخالف أي الشقاء والحرمان حسب سوء اختياره ، من باب ان شعاعاً من الافاضات غمر الجميع على السواء بلا شك ويدفع كلاً نحو الهدف الذي اختاره هو ويوصله اليه) (16) .

ب . الأبحاث الاجتماعية في التفسير

من البحوث التفسيرية الأخرى في الأنوار الساطعة ، الأبحاث الاجتماعية ، الأبحاث التي تهتم بحياة الانسان المعاصر وارتقاءاتها وانخفاضاتها وتغييراته الروحية والمعنوية والمادية وتطرح الآيات القرآنية بالتناسب مع الأهداف التربوية وإصلاح حال الانسان وتشريع القوانين وتسعى لإيجاد علاقة وانسجام بين هدف الدين والهدف الاجتماعي ولو أن طرح هذا النوع من الأبحاث ، ليس كثيراً في هذا التفسير ولا يمكن اعتبارها كخصوصية اجتماعية لهذا التفسير ، لكن تقديم بعض الأبحاث والاستدلال عليها بكل حال يبين أن مفسرنا لم يتهاون في طرح القيم القرآنية بشكل اجتماعي وتوفيق الجميع بين مسائل الإسلام وقضايا الانسان المعاصر . بعض أبحاث هذا التفسير : طرح الأبحاث الاقتصادية وأبحاث فلسفة تشريع الزكاة (1 /236 ، 292) الخرافات وكيفية ظهورها في المجتمع (2 /83) ، الإسلام والقصاص (2 /102) مفاسد القمار (2 /209) الربا وآثاره الاجتماعية السيئة (2 /367) بحث حول الطلاق (2 /233) وبعض الأبحاث العلمية الأخرى .

ج . معرفة المعاد في التفسير

بحث المبدأ والمعاد من الأبحاث الأساسية والحيوية للفيلسوف والمتكلم والعارف ، والمفسّر . لا يكون لدى الانسان اعتقاد بالله ونبوة الأنبياء والتزام بالشريعة والتزام بالأخلاق بناء وتزكية النفس من دون اعتقاد صحيح بالمعاد والآخرة . يكن إيجاد تعبّد بالايمان بالآخرة لبعض الناس ، ولكن لا يمكن إيجاد التعبّد فقط لكثير من الناس ، بل يجب توضيح معقولية المعاد . قد خصص القرآن أكثر من ثلثي ابحاثه بأمر المعاد ، هناك بحوث في هذا المجال مثل : خلود الآخرة ، كيفية الميزان ، الحساب ، رجوع الانسان المجدد (المعاد الجسماني) ، الثواب والعقاب ، تجسّم الأعمال ، شهادة الأعضاء والجوارح ، الجنة والنار ، علام البرزخ والفرق بينه وبين القيامة وكثير من الابحاث الاخرى التي يحتاج كل منها الى توضيح وتفسير علمي مُقنع . إذن فذهن المفسّر المنتقد والواعي والمطّلع لم يخل من الشبهات خاصة وأن الكثير من هذه الأبحاث القرآنية مجملة وتحتاج الى تفسير موضوعي وجمع بين الآيات .

أقبل النجفي على تفسير هذه الآيات في طرح هذه الأبحاث على مبنى الحكمة المتعالية ويصف الآخرة بهذه الرؤية ، حتماً تكون غالبية تعابيره في توضيح استدلال هذه الأبحاث بالمصطلحات الفلسفية . من بحوثه الملفتة للنظر في هذا المجال ، هذه المواضيع :

وصف الآخرة (1 /149 ، 2 /45) ، حياة البرزخ (3 /356) ، شرح عالم البرزخ (1 /378 ، 4 /174) تشبيه النوم بعالم البرزخ (5 /423) القيامة حصيلة العوالم (5 /278 ، 283 ، 294) احاطة وتدبير الروح لا تنفصل عن الجسم أبداً (5 /364) ، لا يختص علام البعث بالبشر (5 /302) تحليل عن حقيقة الروح ونفس الانسان (6 /147) و . .

6 . التفسير الفقهي

المراد من التفسير الفقهي الميل نحو استنباط من آيات الأحكام والاهتمام بها وطرح البحوث الفقهية حسب مناسبة الآية . قد اتّبع المفسرون عمدة أسلوب فصل التفسير عن البحوث الفقهية في هذه الآيات وأحالوا البحوث الفقهية الى كتب آيات الأحكام المستقلة وأحكام القرآن ، إلا بعض التفاسير الكبيرة التي هي خليط من هذين المنهجين كتفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي .

العلامة الحسيني النجفي من جهة أنه أحد الفقهاء البارزين والمجتهدين المعروفين في الفترة المعاصرة ولديه إجازة الاجتهاد المطلق من أساتذة كبار كالنائيني والكمباني والحائري وقد درس في الحوزة العلمية في النجف لعدة سنوات ، فمن الطبيعي أن ينظر الى هذه الآيات بنظرة فقهية ويفسر هذه الآيات كمجتهد بارع ، ولكن مع كل هذا قلّما يوجد في (الأنوار الساطعة) المنهج الفقهي ولذلك لم نر فيه بحثاً واسعاً وأكادمياً من البحوث الفقهية . وانّما يوضح المفسر ويبين في اطار الآية فقط وتفسيره لا هو تفسير فقهي ولا هو على شكل موضوع يجمع الآيات المتشابهة لموضوع فقهي واحد ويستنبط الحكم ، بل يكتفي فقط بنقل الاستدلال وأحياناً الرواية الفقهية المفصلة من خلال رؤية مفسر . لكنه أحياناً يوضح ويفسر فلسفة الحكم مثل بحث فلسفة تشريع الكعبة (2 /6 و3 /141) ، علة جهاد المشركين (2 /144 ، 308) ، فلسفة الحج (2 /158 ، 11 /159-163 ، الكحول ومضراته (2 /206) ، مفاسد القمار (2 /209) و . . لكن بحوث المفسر الفقهية أحياناً لها صبغة كلامية وهي الموارد التي فيها اختلاف بين الشيعة والمذاهب الإسلامية الأخرى في الحكم الفقهي ، مثل بحث كيفية الوضوء (4 /368) لزوم الفصل بين الطلقات الثلاث (2 /235) ، مفاد التقية (3 /51) التي في هذه الموارد يوضح أكثر ويستدل وينقد آراء المخالفين .

القصص في الأنوار الساطعة

أساليب نقل القصص في تفاسير القرآن مختلفة جداً ، بعض لم يعتن أبداً بنقل القصص والأمور المرتبطة بها ويعتقدون أن القرآن لا يريد بيان المسائل التاريخية ولا يمكن الاستدلال بها تاريخياً (17) ، ويجب الاهتمام بجهاتها الارشادية فقط ، إذا جاوزنا هذه المجموعة نرى أن عامة المفسرين الذين اهتموا بمسألة القصص في القرآن في تفاسيرهم ينقسمون الى قسمين ، قسم أفرطوا في تقبل الروايات التاريخية في قصص القرآن ونقلوا كل خبر وأقبلوا على كل رطب ويابس ونثل الروايات المنقولة عن اليهود (الاسرائليات) في هذا المجال حتى بدت بعض هذه القصص عجيبة وغير معقولة وبعضها لا تنسجم مع العقائد الإسلامية الضرورية كعصمة الأنبياء والملائكة؛ والسبب الرئيسي لهذا الانحراف التسليم أمام الروايات وعدم الاهتمام بجرح وتعديل الرواة . الملفت للنظر أن بعض هذه الجماعة من المفسرين التجأوا الى التأويل العرفاني للخلاص من عدم معقولية الروايات وحملوا الحوادث التاريخية على الكشف والشهود ومقامات السير والسلوك (18) .

وقسم آخر من الذين يعتمدون القصص فمهنهم على أساس بيان القرآن بمعنى ، أولاً : على أساس تفسير القرآن بالقرآن ، أي استعانوا بالآيات المشابهة لفهم القصص أكثر ، وثانياً : استفادوا من الروايات الصحيحة وعندما لا تكون أيا منهما اكتفوا بتفسير الآية وتوضيحها وامتنعوا عن التفاصيل الزائدة وغير اللازمة .

(الأنوار الساطعة) من النوع الثاني من التفاسير ، أي أولاً : اختار أسلوب الايجاز في ذكر القصص . ثانياً : لم يستفد من الأخبار الضعيفة والغريبة وتجنب الأخبار الإسرائيلية كأكثر مفسري الشيعة الكبار . يكمن ملاحظة نماذج هذه القصص في قصة موسى وبني إسرائيل (1 /158 ، 198 ، 206) ، قصص النبي إبراهيم (2 /330) و . . .

علوم القرآن في التفسير

مصطلح علوم القرآن له مفهوم معروف ، البحوث التي تدور حول القرآن وتتحدث عن مسائل القرآن الخارجية والداخلية نوعاً ما ومن جهة أخرى تعتبر مقدمة لتفسير القرآن وهي دخيلة في فهم القرآن ومعرفته ، تسمى علوم القرآن . كثير من التفاسير القت بعض المقدمات في بداية الكتاب وقامت بعرض بحوث مختلفة في علوم القرآن ، على الأقل حول فضل القرآن ، كيفية النزول ، الآيات المكية والمدنية وقواعد التفسير . وأيضاً بمناسبة آية النسخ : {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا } [البقرة : 106] ، وآية الذكر : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] ، وآية المحكم والمتشابه : {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ } [آل عمران : 7] ، وآية التحدي : {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة : 23] ، وسورة القدر (19) . عرضوا بحوث الناسخ والمنسوخ ، صيانة القرآن من التحريف ، المحكم والمتشابه ، اعجاز القرآن ، نزول القرآن وأقسام النزول وكيفية النزول أو بمناسبة شأن نزول بعض الآيات أشاروا الى أسباب نزول الآية .

في مقدمة كتاب تفسير الأنوار الساطعة يشير فقط الى أهمية القرآن ومكانته بين المسلمين ولزوم تعليم القرآن للأطفال وفضل القراءة وكيفية النزول ، لكن بحوث علوم القرآن في التفسير قليلة جداً . مع كل هذا لم يخل التفسير عن بحوث علوم القرآن ، مثلاص فيه بحث مفصل حول الوحي وكيفيته في مجلدات التفسير المتعددة (2 /285 ، 4 /288 ، 292 ، 2 /343) حول التأويل ومكانته (3 /15)؛ مصونية القرآن من التحريف (9 /344 ، 345) بحث النسخ (1 /285) اثبات حدوث القرآن (11 /9) مسألة فضل القرآن وعظمته (4 /297 ، 314) بحث اعجاز القرآن (4 /7 ، 1 /73) الفرق بين معجزة نبي الإسلام وبين معجزات سائر الأنبياء . لم يُر بحث مستقل حول أسباب النزول ، لكن كلما نقلت رواية عن طريق أهل البيت في باب سبب نزول الآية ، قد أخذها عن تفسير علي بن إبراهيم وتفسير البرهان وأحياناً نقل بعض الاستشهادات عن تفسير (الدر المنثور) للسيوطي لتأييد كلامه .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. مجلة (حوزة) بالفارسية ، العدد 30 / 31 .
  2. (الأنوار الساطعة) ، 1 ، 3 ، يشير المفسر المحترم حول هدف تأليفه في لقاء مع مجلة الحوزة الى رؤيا بان قُدم للرسول لبن فأوله هو بكتابه التفسير ، راجع مجلة الحوزة ، العدد 3 / 55 .
  3. الأنوار الساطعة ، 1 / 3 .
  4. (الأنوار الساطعة) ، 1 / 283 .
  5. الأنوار الساطعة ، 1 /91 .
  6. ورد هذا البحث مفصلاً في مقدمة هذا المؤلف في التفسير (المرشد) ، 1 / 31 . راجع الطبعة الأولى للكتاب . مكتب الاعلام الاسلامي .
  7. نقل هذا الحديث بطرق مختلف شيعية وسنية باختلاف قليل وعبارات شتى في حد الحديث المتواتر والذين نقلوا هذه الحديث كثيرون ، يمكن الرجوع الى صحيح مسلم 403 / 188 ، ح36 و 37؛ سنن الترمذي 5 / 662 ، ح3786 و ص663 ، ح3788؛ سنن الدارمي 2 / 431؛ سنن البيهقي 2 / 148 و8 / 30 ، مسند أحمد 3 / 14 و17 و26 و59 ومستدرك الحاكم 3 / 109 و148 .
  8. للمثال راجع الحديث الذي نقله المؤلف في 1 / 207 حول غلام من بني إسرائيل .
  9. تفسير نور الثقلين 1 / 596 ، ج70 .
  10. الأنوار الساطعة ، 14 / 125 .
  11. للترف على هذا الأسلوب راجع هذا الكتاب تحت عنوان : المنهج الفلسفي / 86 .
  12. الميزان ، ج1 /6 .
  13. الأنوار الساطعة ، 7 /156 .
  14. عندما يفسر نصاً ويبرز فيه لوناً عن هويته وشخصيته وثقافته ونظرته في تفسيره هذا ما يعبّر عنه باللون في علم التفسير . لذلك بُبحث حياة المفسر واساتذته ومحيطه العلمي والثقافي والسياسي وآثاره في علم التفسير ، ولذلك نرى أن التفاسير تكون متلوّنة متنوعة ، لأنها متأثرة بهذه العوامل ومن ناحية المعرفة فهي وليدة تحولات المفسرين وتغييراتهم وآرائهم في فترة تطور علم التفسير حول اختلاف المناهج والاتجاه واللون التفسيري ، راجع هذا الكتاب ، ص35 .
  15. 15- الآمدي ، شرح الغرر والدرر ، 5 /194 من طبعة جامعة طهران .
  16. 16- الأنوار الساطعة ، 11 /243-248 .
  17. من الدافعين لهذا الفكر محمد خلف الله في كتاب (الفن القصصي في القرآن الكريم) القاهرة مكتبة النهضة المصرية ، 1951م ، الذي أحدث ضجة في مصر والبلدان العربية وألفت بعض الكتب لردّه . ولكن هناك بعض الأشخاص يقولون بعدم امكان الاستدلال تاريخياً بقصص القرآن ولم يهتموا بنقل القصص ، وهذه القصص ليست لها وجهة واقعية لا بسبب أن القرآن لا يريد بيان المسائل التاريخية بل من جهة أن القرآن يشير الى القصص إشارة عابرة ، لأن هذه القصص كانت معلومة لدى المخاطبين في زمان الرسول صلى الله عليه واله والقرآن يستنتج فقط ، لذلك لم يهتموا بمسائل قصص القرآن مثلاً : منهم محمد عزت دروزة في (تفسير الحديث) راجع البحث الذي أجرى حول هذا التفسير : فريد مصطفى سليمان ، محمد عزت دروزة وتفسير القرآن الكريم /241ن الرياض مكتبة الرشد .
  18. من نماذج هذه التفاسير العرفانية المضحكة ، تأويل قصة هاروت وماروت الإسرائيلية المنقولة ف بالتفاسير المأثورة حيث عبّروا بامرأة ذلكما الملكين المخادعة بالنفس الأمارة . لتفصيل أكثر حول موارد التفاسير التي فعلت هكذا راجع كتاب تفسير روح البيان 1 /191 ، ارشاد العقل السليم 7 /227 ، 1 /156 .
  19. بل هناك آيات أخرى مثل {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة : 185] عرض فيها هذا البحث .



وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .