أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-08
278
التاريخ: 15-12-2015
2621
التاريخ: 10-12-2015
8037
التاريخ: 25-11-2014
9353
|
مقا- ودع : أصل واحد يدلّ على الترك والتخلية. ودعه : تركه ، ومنه دع.
ومنه ودّعته توديعا. ومنه الدعة : الخفض ، كأنّه أمر يترك معه ما ينصب. ورجل متّدع : صاحب راحة. وقد نال الشيء وادعا من غير تكلّف. والوديع : الرجل الساكن. والموادعة : المصالحة والمتاركة.
مصبا- ودعته أدعه ودعا : تركته. وأصل المضارع الكسر ومن ثمّ حذفت الواو ثمّ فتح لمكان حرف الحلق. قال بعض المتقدمين : وزعمت النحاة أنّ العرب أماتت ماضي يدع ومصدره واسم الفاعل. وقرئ- ما ودعك ربّك- بالتخفيف. وفي الحديث : لينتهينّ قوم عن ودعهم الجمعات ، أى عن تركهم ، فقد رويت هذه الكلمة عن أفصح العرب ، ونقلت من طريق القرّاء ، فكيف يكون إماتة ، وقد جاء الماضي في بعض الأشعار. ووادعته موادعة : صالحته ، والاسم الوداع بالكسر. وودّعته توديعا ، والاسم الوداع بالفتح ، وهو أن تشيّعه عند سفره. والوديعة فعيلة : بمعنى مفعولة. وأودعت زيدا مالا : دفعته اليه ليكون عنده وديعة ، وجمعها ودائع ، واشتقاقها من الدعة ، وهي الراحة ، أو أخذته منه وديعة فيكون الفعل من الأضداد ، لكنّ الفعل في الدفع أشهر ، واستودعته مالا : دفعته له وديعة يحفظه. وقد ودع زيد بضمّ الدال وفتحها ، وداعة ، والاسم الدعة وهي الراحة وخفض العيش ، والهاء عوض من الواو.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو صرف النظر عن شيء وعدم التوجّه اليه. ومن آثاره : الترك ، والتخلية ، والراحة ، والسكون في النفس ، والخفض.
والترك والتخلية والخفض إذا لوحظ كلّ منها بعنوان صرف النظر عن شيء وعدم التوجّه اليه : يكون من مصاديق الأصل.
ويدلّ على الأصل : استعمال المادّة في القرآن الكريم ، في قبال الاستقرار ، وهو بمعنى التمكّن والتثبّت.
وبهذه المناسبة تستعمل الوديعة : فيما يدفع الى غيره ليكون عنده ، أمانة ومحفوظا ، فكأنّ صاحب المال قد انصرف عن حفظه وحراسته.
وفي الموادعة بمعنى المصالحة : انصراف الطرفين عن الزائد بما صالحا عليه ، ورضايتهما به.
وفي الاتّداع : اختيار الانصراف ، ويلزمه الراحة والسكون.
وفي التوديع : جعل نفسه أو غيره في وداع وانصراف عن المصاحبة والانس والرفاقة.
{ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [الأحزاب: 48]. يراد صرف النظر وقطع التوجّه عن الأذى منهم. والمراد إيذاء الكافرين والمنافقين فلا يتوجّه اليه. بل اللازم التوكّل على اللّه المتعال في أموره والاجتناب عن إطاعتهم ، وإن أوجب ذلك من جانبهم أذى.
{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا } [النساء: 89]. {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 1 - 3].
السجوّ : جريان الى الاستقرار. والقلى : تضييق وتشديد. والتوديع : جعل شخص في انصراف وانقطاع عن التوجّه والتمايل.
وهذا المعنى يناسب ذكر الضحى والليل : فانّ صرف شخص عن التوجّه وإيجاد حالة قبض في قلبه بعد البسط واللقاء : كحدوث الليل واستيلاء الظلام الى أن يتثبّت ويستقرّ ، ويتحصّل الفراغ والراحة والسكون للنفس ، حتّى يستعدّ لطلوع الفجر.
والتعبير بالتوديع دون الودع : فانّ الانصراف وانقطاع التوجّه من جانب اللّه المتعال ابتداء أو للأنبياء المرسلين ، غير ممكن ، وهو على خلاف لطفه ورحيميّته وربوبيّته وحكمته.
نعم قد يقع منه إصراف النظر والتوجّه في مورد عباده بلحاظ صلاحهم وبمقتضى تربيتهم وتكميل نفوسهم وإعدادهم للإفاضات الروحانيّة.
{وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ } [البقرة: 245]. { وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} [الأنعام: 98] . {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } [هود: 6].
الاستيداع : طلب وتمايل الى الودع وصرف النظر والتوجّه عن موضوع ، يقال : استودع إذا طلب واستدعى الانصراف ، سواء كان الطلب إراديّا أو تكوينيّا.
ويقابله الاستقرار وهو طلب القرار والتمكّن ، يقال : استقرّ إذا طلب أن يتمكّن ويقرّ.
والمستودع في الآية الاولى كالمستقرّ : اسم مفعول بمعنى من يستقرّ ومن يستودع ، أي الّذى يطلب كونه في ودع وانصراف ، فيكون مصداقا للانصراف عن التوجّه والنظر الى شيء.
كما أنّ المستقرّ : هو الّذي يطلب قراره وتمكّنه وتثبّته على شيء.
ولمّا كان التقسيم مربوطا بالإنشاء من النفس الواحدة : فالاستقرار وكذلك الاستيداع يتعلّقان به.
فالمستقرّ من يتثبّت ويتمكّن على فطرته الأصيلة وخلقته الأوّليّة الّتي انشئت من نفس طاهرة زكيّة واحدة.
والمستودع من يكون منصرفا ومنحرفا عن مقامه الذاتيّ وفطرته الأصيلة.
وأمّا التعبير بصيغة الاستفعال دون المجرّد : إشارة الى جهة الطلب والاختيار ، فانّ الإنسان بعد تكوّنه على فطرة سليمة صافية ، يطلب ويختار أحد الطريقين : إمّا طريق الهدى والسلامة والحقّ ، أو طريق الغوى والضلالة والباطل والانحراف عن فطرته.
وأمّا التعبير بمادّة الودع : فانّ أوّل مرحلة بعد الاستقامة والقرار على الفطرة ، هو صرف النظر والتوجّه عن الحقّ الّذى هو الفطرة السليمة ، ثمّ بعده يشتدّ الانصراف والانحراف مرتبة بعد مرتبة.
وأمّا ما في التفاسير من الاحتمالات الضعيفة والوجوه البعيدة : فكلّها على خلاف الحقيقة ، وعلى خلاف دلالة الكلمة. والعجب ممّا شاهدت في تفسير : إنّ الآية الكريمة من المتشابهات.
وأمّا الآية الثانية : فالكلمتان فيها اسم مكان على صيغة المفعول ، والمراد محلّ استقرارها إذا استقرّوا في مكان ، ومحلّ استيداعها إذا انصرفوا وأعرضوا عنها مستمرّا أو موقّتا.
ولا يناسب حمل الكلمتين في هذا المورد على المفعوليّة ، فانّ أكثر الحيوانات ثابتون ومستقيمون على خلقتهم الأوّليّة ، وأيضا لا يرتبط هذا الكلام بما قبله من كون أرزاقهم على اللّه تعالى.
ولا يخفى أنّ إعطاء الأرزاق متوقّفة على العلم بالمحلّ والموقف.
___________________
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|