أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-3-2016
4264
التاريخ: 28-06-2015
2063
التاريخ: 24-06-2015
3481
التاريخ: 9-04-2015
2754
|
هو شهاب الدين أبو العبّاس أحمد بن عليّ بن احمد بن عبد اللّه الفزاريّ القلقشنديّ، ولد في قلقشندة قرب قليوب (شمال القاهرة) سنة 756 ه (1355 م) و نشأ فيها ثمّ انتقل الى الإسكندرية و تلقّى فيها الحديث و الفقه و النحو و الأدب على نفر من علمائها فأجازه عمر بن الملقّن الانصاريّ، سنة 778 ه (1376 م) بالإفتاء و رواية الحديث.
اشتغل القلقشنديّ بالتدريس و التأليف. و في سنة 791 ه (1389 م) عيّن في ديوان الإنشاء في القاهرة. و كانت وفاته في عاشر جمادى الثانية من سنة 821هـ (16/7/1418 م) .
كان القلقشنديّ واسع الإحاطة بعلوم زمانه بارعا في علوم البلاغة خاصّة، يفضّل النثر على الشعر لأنّ الشعر مثقل بالقيود اللفظية )من وزن و قافية يحوجان الى التقديم و التأخير و التبديل و الحذف) ممّا يجعل المعنى أسير الألفاظ، بينما الألفاظ في النثر تكون تبعا للمعنى فيبرز المعنى طليقا من القيود دالاّ على عبقريّة صحيحة. و مع ذلك فالقلقشندي مرهف الحسّ في تخير شواهده القصار و الطوال من الشعر الجيّد. و كان للقلقشنديّ إلمام بالعلوم الرياضيّة و الطبيعية. . . . و كان القلقشندي مؤلّفا مكثرا له «صبح الأعشى في كتابة (1)الانشاء» تكلّم فيه على فضل الكتابة و تاريخ ديوان الإنشاء و على صفات الكاتب و آداب الكتابة و ما يحتاج اليه الكاتب من المعارف في اللغة و الدين و الجغرافية و التاريخ و الأدب. ثمّ تكلّم على الحياة ثمّ تكلّم على الحياة السياسية و الإدارية في مصر و الشام و على أسلوب المكاتبات و على ما يعرض في إدارة الدولة من الأحوال. و له أيضا: نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب-قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان-حلية الفضل و زينة الكرم في المفاخرة بين السيف و القلم.
مختارات من آثاره:
- من مقدّمة «صبح الأعشى» :
الحمد للّه جاعل المرء بأصغريه: قلبه و لسانه، و المتكلّم بأجملية: فصاحته و بيانه. . . . الذي حفظ برسوم الخطوط ما تكلّ الأذهان السليمة عن حفظه (2). . . .
و بعد، فلمّا كانت الكتابة من أشرف الصنائع و أرفعها، و أربح البضائع و أنفعها. . . . . لا سيّما كتابة الإنشاء التي هي منها بمنزلة سلطانها. . . . لا تلتفت الملوك إلاّ إليها، و لا تعوّل في المهمّات (3) إلاّ عليها، يعظّمون أصحابها و يقرّبون كتّابها. . . . (ثمّ) كانت الديار المصرية و المملكة اليوسفية (4). . . قد رجحت سائر الأقاليم. . . و حظيت من فضلاء الكتّاب بما لم تحظ به مملكة من الممالك و لا مصر من الأمصار (5)، و حوت من أهل الفضل و الأدب ما لم يحو قطر من الأقطار. . . . .
هذا، و المؤلّفون في هذه الصنعة قد اختلفت مقاصدهم في التصنيف، و تباينت (6) مواردهم في التأليف: ففرقة أخذت في بيان أصول الصنعة و ذكر شواهدها، و أخرى جنحت الى ذكر المصطلحات و بيان مقاصدها (7)، و فرقة اهتمّت بتدوين الرسائل ليقتبس من معانيها. . . و تكون أنموذجا. . . لمن أراد أن ينسج على منوالها (8). . . . . و لم يكن فيها تصنيف جامع لمقاصدها، و لا تأليف كافل بمصادرها الجليلة و مواردها. . . . و كان الدستور الموسوم ب «التعريف بالمصطلح الشريف» ، صنعة أحمد بن فضل اللّه العمريّ (9)، أنفس الكتب المصنّفة في هذا الباب عقدا، و أعدلها طريقا و أعذبها وردا (10)، قد أحاط من المحاسن بجوانبها. . . . إلاّ أنّه قد أهمل من مقاصد «المصطلح» أمورا لا يسوغ تركها كالبطائق فلم يقع الغنى به عمّا سواه (11). . . ثمّ تلاه التقويّ ابن ناظر الجيش بوضع دستوره المسمّى ب «تثقيف التعريف» (12) مقتفيا أثره في الوضع مع إيراد ما أهمله في تعريفه، فاشتهر ذكره و عزّ وجوده (13). و كان مع ذلك قد ترك ممّا قد تضمّنه التعريف مقاصد لا غنى عنها كالوصايا و الأوصاف و مراكز البريد و أبراج الحمام (14). . . .
و كيفما كان، فالاقتصار على معرفة المصطلح قصور (15). . . . و كنت في حدود سنة إحدى و تسعين و سبعمائة، عند استقراري في كتابة الإنشاء بالأبواب الشريفة السلطانية، أنشأت مقامة بنيتها على أنّه لا بدّ للإنسان من حرفة يتعلّق بها، و معيشة يتمسّك بسببها، و أنّ الكتابة هي الصناعة التي لا يليق بطالب العلم من المكاسب سواها. . . . . و جنحت الى تفضيل كتابة الإنشاء و نبّهت فيها على ما يحتاج إليه كاتب الإنشاء من الموادّ، و ضمّنتها من أصول الصنعة ما أربت (15) به على المطوّلات و زادت، و أودعتها من قوانين الكتابة ما استولت به على جميع مقاصدها أو كادت، و أشرت فيها الى وجه تعلّقي بحبال هذه الصنعة. . . إلاّ أنّها قد وقعت موقع الوحي و الإشارة، و مالت إلى الإيجاز فاكتفت بالتلويح (16) عن واسع العبارة. . . فأشار من رأيه مقرون بالصواب أن أتبعها بمصنّف مبسوط (17) يشتمل على أصولها و قواعدها. . . . . فامتثلت أمره بالسمع و الطاعة. . . فشرعت في ذلك، بعد أن استخرت اللّه. . . مستوعبا (18) من المصطلح ما اشتمل عليه «التعريف» و «التثقيف» ، موضّحا لما أبهماه (19) بتبيين الأمثلة مع قرب المأخذ و حسن التأليف، متبرّعا بأمور زائدة على «المصطلح الشريف» لا يسع الكاتب جهلها. . . منها ما يحتاج إليه الكاتب من الفنون. . . ذاكرا من أحوال الممالك المكاتبة عن هذه المملكة (20) ما يعرف به قدر كلّ مملكة و ملكها. . . . و سمّيته «صبح الأعشى (21) في كتابة الإنشاء» . . . . و قد رتّبته على مقدّمة و عشر مقالات و خاتمة. . .
_____________________
1) سمى القلقشندي كتابه صبح الأعشى في صناعة الإنشا، و لكن الكتاب اشتهر باسم صبح الأعشى في كتابة (و قيل: قوانين) الانشاء. و الكتاب مطبوع (دار الكتب المصرية) بعنوان «صبح الاعشى» فقط.
2) برسوم الخطوط (بالكتابة، بالخط) تكل (تتعب، تضعف، تقصر) .
3) تعول: تعتمد. المهمة (بفتح الميم و الهاء) : الأمر المهم (بضم الميم و كسر الهاء) .
4) المملكة اليوسفية: دولة يوسف بن أيوب بن شاذي (صلاح الدين الأيوبي) .
5) المصر: البلد الكبير الذي هو عاصمة لمنطقته، كالكوفة و البصرة و حمص.
6) تباينت: افترقت و اختلفت. المورد: مكان شرب الماء. اختلفت مواردهم في التأليف: اختلفت المصادر التي استقوا منها موادّ كتبهم.
7) جنحت: مالت. المصطلح: ما اتفق عليه أصحاب كل صناعة من الأمور.
8) النسج: الحياكة. المنوال: النول (الآلة التي يحاك عليها النسيج) . نسج على منواله: عمل مثل عمله، قلده.
9) راجع، فوق، ص 762.
5) العقد: السلك تنظم فيه حمات من اللؤلؤ و غيره. أنفسها عقدا: أغلاها قيمة (و أحسنها تنسيقا و تنظيما!) . أعدلها (أكثرها استقامة، أصحها) . طريقا: طريقة، منهجا، أسلوبا. أعذبها: أحلاها وردا: شربا (ماء) .
10) ساغ الشراب: مر في الحلق بسهولة. لا يسوغ (لا يجوز) تركه. البطاقة: . . . . . . . الغنى: الاستغناء.
11) في بروكلمان (الملحق 2:176، السطر 14) : للمصطلح الشريف لابن فضل اللّه العمري مختصر اسمه «تثقيف التعريف بالمصطلح الشريف» لتقي الدين المحبي من أحياء أواخر القرن الثامن للهجرة.
12) عز (ندر، قل) وجوده: أصبح الحصول عليه صعبا.
13) أبراج (بيوت) للحمام الزاجل التي تحمل الرسائل.
14) الاكتفاء بفهم المصطلحات وحدها تقصير.
15) أربى: زاد.
16) الوحي و التلويح (هنا) : الايماء، الاشارة الخفيفة.
17) المبسوط: المفصل.
18) الاستيعاب: الاشتمال على معظم الأشياء.
19) أبهم الرجل الأمر: أخفاه، جعله غامضا (لم يوضحه ايضاحا كافيا) .
20) يقصد: الدول التي بينها و بين دولة المماليك مكاتبات.
21) الأعشى: السيء البصر، الضعيف البصر في الليل خاصة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|