المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05
مستحقو الصدقات
2024-11-05

The van Deemter Equation In chromatography
4-2-2020
Demonstrative Adjective
13-5-2021
مضاض أوروبي
2024-08-30
طرق اكثار الجوافة
14-7-2016
تنقية الماء وتصفيته
25-1-2016
ثنائية السلطة التنفيذية في النظام البرلماني
7-12-2017


البُرَعِي  
  
5553   11:13 صباحاً   التاريخ: 27-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص821-823
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-3-2016 5924
التاريخ: 21-06-2015 2189
التاريخ: 30-12-2015 6784
التاريخ: 25-06-2015 2863

هو عبد الرحيم بن أحمد بن عليّ البرعيّ الهاجريّ اليماني (اليمنيّ) ، منسوبا الى برع بتهامة )ساحل) اليمن بالقرب من وادي سهام، و منسوبا أيضا الى هجر (1). لأنّه من سكّان النيابتين (2) في اليمن. ثمّ لا نعرف شيئا من تفاصيل حياته. و لعلّ وفاته كانت سنة 803 ه‍ (1400 م) على الأقل (3). و مقامه معروف في وادي سفرة (بفتح السين) بين المدينة و ينبع (الحجاز) .

البرعيّ شاعر وجدانيّ مكثر؛ و ديوانه الموجود بأيدي الناس مختارات من قصائده (4)، أو هو ديوانه الصغير (5). و شعر البرعيّ بديعيّات (قصائد في مدح الرسول) في الأكثر، و يغلب على شعره النفس الصوفيّ و التعابير الصوفية. و يكثر في شعره ذكر الكعبة و المشعر الحرام. غير أنّ شعره ضعيف البناء ليّن السبك قليل المعاني ظاهر التقليد، و لكنّ فيه مع ذلك كلّه نفحات شذيّة (طيبة) .

مختارات من شعره:

- من بديعيّة لعبد الرحيم البرعيّ:

ضربت سعاد خيامها بفؤادي... من قبل سفك دمي بسفح الوادي

بعثت إليّ من الحجاز خيالها... شتان بين بلادها و بلادي

بلد سمت اوطانه و تشرّفت... بمحمد قمر الكمال الهادي

قمر محا دين الضلالة بالهدى... و أذلّ اهل البغي و الإلحاد

- قال البرعي في التشوّق الى نجد و الحجاز:

قل للمطيّ اللواتي طال مسراها ... من بعد تقبيل يمناها و يسراها

ما ضرّها يوم جدّ البين لو وقفت... نقصّ في الحي شكوانا و شكواها

لو حمّلت بعض ما حمّلت من حُرَقٍ... ما استعذبت ماءها الصافي و مرعاها

لكنها علمت شوقي فأوجدها شوق إلى الشام أبكاني و أبكاها (6)

ما هبّ من جبلي نجد نسيم صبا... للغور إلاّ و أشجاني و اشجاها

و لا سرى البارق المكّيّ مبتسما... إلا و أسهرني وهنا و اسهاها (7)

تبادرت من ربى نيّابتي برع (8)... كأن صوت رسول اللّه ناداها

- و قال في الحبّ (الالهيّ) و في الكناية عن العزّة الالهية بأسماء النساء:

ما الحبّ إلاّ لقوم يعرفون به... قد مارسوا الحبّ حتى هان معظمه (9)

عذابه عندهم عذب، و ظلمته... نور، و مغرمه بالراء مغنمه (10)

كلّفت نفسك أن تقفو مآثرهم... و الشيء صعب على من ليس يحكمه (11)

اني أورّي لغيري، حين يسألني... بذكر زينب عن ليلى فأوهمه (12)

و طالما سجعت وهنا بذي سلم... ورقاء يعجم شكواها فأفهمه (13)

____________________

1) هجر (بفتح ففتح) بلد باليمن بينه و بين عثر (بتشديد الثاء المثلثة و فتحها) يوم و ليلة. . و النسبة اليهما هجري و هاجري (القاموس 2:158 س) .

2) النيابتيين.

3) في بروكلمان (1:301، الملحق 1:459) أن البرعي بلغ أشده نحو 450 ه‍. و لم يذكره العماد الاصفهاني (ت 597 ه‍) مع أنه ذكر شعراء يمانيين أقل منه قيمة و شهرة. و لم أعثر على ذلك له في «العبر» للحافظ الذهبي (ت 748 ه‍) و لا في «ذيول العبر» للحافظ الذهبي و لمحمد بن علي الحسيني (ت 765 ه‍) ؛ و لا في «شذرات الذهب» للعماد الحنبلي (ت 1089 ه‍) . و في «تاج العروس» للمرتضى الزبيدي (ت 1205 ه‍) : «و من المتأخرين الشاعر المفلق عبد الرحيم بن أحمد البرعي مادح المصطفى» (5:273) . و في «ملحق البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع» لمحمد بن علي الشوكاني اليمني (ت 1250 ه‍) أن وفاة البرعي كانت سنة 803 ه‍ (ص 120) . و في ديوان البرعي تقليد ظاهر لنفر من المتأخرين كابن الفارض (ت 632 ه‍) و البوصيري (ت 695 ه‍) كقول البرعي مثلا (ديوان 19) : محمد سيد الكونين و الثقلين و الفريقين من عرب و من عجم فانه أخذ حرفي من البوصيري (راجع، فوق، ص 676) .

4) ذكر المستشرق يوسف هل (ت 1951 م) أن في مخطوطات ديوان البرعي عددا من الموشحات (راجع بروكلمان 1:301) .

5) في تاج العروس (5:273) : و الموجود بأيدي الناس هو ديوانه الصغير.

6) أوجدها بهذا المعنى (ليست في القاموس) ، المقصود: هاجها، جعل لها وجدا (شوقا) . فاذا قلنا: شوقي أوجد لها (جعل لها) شوقا، أصبحت الكلمة قاموسية.

7) البارق المكي: البرق من نحو مكة. و هنا: بعد منتصف الليل. «أسهرها» (في الاصل المطبوع) .

8) (؟)

9) يعرفون به: اشتهروا بأنهم من أهل المحبة (من المتقدمين في سلوك طريق الصوفية) .

10) مغرمه بالراء كمغنمه (بالنون) . -حينما يغرم (يفقد، يخسر) الصوفي نفسه فان نفسه تكون قد اتصلت باللّه، و هذا مغنم (ربح) .

11) تقفو (تتبع) مآثرهم-مآثر المتصوفة (أعمالهم الحميدة، ولاية اللّه لهم، حب اللّه اياهم) : أن تبلغ الى مكانة المتصوفين.

12) أوري: آتي بتورية (أذكر شيئا و أنا أقصد شيئا آخر) . فأوهمه (أجعله يعتقد ما كان يظنه) أني أقصد بكلامي زينب (المرأة الجميلة المحبوبة) .

13) سجعت (غنت الحمامة) : بدت لطائف العزة الالهية بالبشر. و هنا: بعد منتصف الليل. ذو سلم موضع بالحجاز. الورقاء: الحمامة. يعجم: يغمض (على غيري) . شكواها: ما تشكوه (لأن هديل الحمام في الاصل لا يعرف أ هو سرور أو حزن) فأفهمه (أنا) . -كان يجب أن يقول: تعجم شكواها فأفهمها.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.