المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المدرسة الكمية في الإدارة
4-5-2016
ترنزستور ذو أربعة أطراف four-layer transistor
25-5-2019
بشر ام حيوانات
23-11-2021
وجوب الإعتماء على موضع السجود.
14-1-2016
حكم شمّ الطيب حال الاعتكاف.
4-1-2016
CRISPR
18-12-2017


أبو نصر الفارقي  
  
2508   10:04 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص203-205
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-06-2015 4227
التاريخ: 26-1-2016 3191
التاريخ: 21-06-2015 2588
التاريخ: 25-06-2015 1925

هو الشيخ أبو نصر الحسن بن أسد بن الحسن الفارقيّ من أهل ميّافارقين في ديار بكر، ولاّه أبو المظفّر منصور أحد بني مروان و صاحب ميّافارقين على ديوان آمد (1)، و ذلك في أيام ملكشاه (465-485 ه‍) و أيام وزيره نظام الملك (قتل سنة 485 ه‍ -1092 م) ، فاستبدّ في استيفاء أموالها فقبض عليه ثمّ أطلق سراحه في حديث طويل. و مع أن أبا نصر الفارقيّ قد نال حظوة عند ابن مروان يمدحه و ينال عطاياه فانّه ثار على ابن مروان و استبدّ بمدينة ميّافارقين ثلاثة أيام. و لكنّ ابن مروان استطاع- بمساندة من جيش بعث به إليه ملكشاه-أن يستولي على المدينة عنوة و يأسر أبا نصر الفارقي. و صلب أبو نصر (أو شنق) ، سنة 487 ه‍ (1094 م) . كان الفارقيّ طول حياته عزبا.

كان أبو نصر الفارقيّ بارعا في اللغة و إماما في النحو أديبا ناثرا و شاعرا من فحول الشعراء في زمانه رقيق حواشي الكلام مليح النظم متمكّنا من القافية يتعمّد التجنيس في القوافي خاصّة ثمّ يكثر من التجنيس، و كان قلّ ما أخلى بيتا من وجه من أوجه الجناس. من أجل ذلك كان التكلّف يظهر أحيانا على شعره. أمّا فنون شعره فكانت المديح و الوصف و الخمريات و الغزل و العتاب و الشكوى من الأيام. ثمّ إنّه كان مصنّفا، له من الكتب: شرح اللمع (لابن جنّي) -كتاب الحروف- كتاب الإفصاح في شرح أبيات مشكلة في الصحاح (شرح أبيات مشكلة الإعراب؟) -الألغاز (2) .

مختارات من شعره:

- قال أبو نصر الفارقيّ يصف شمعة:

و نديمة لي في الظلام وحيدة... مثلي، مجاهدة كمثل جهادي

فاللون لوني، و الدموع مدامعي... و القلب قلبي، و السهاد سهادي (3)

لا فرق فيما بيننا لو لم يكن... لهبي خفيّا و هو منها بادِ

- و قال في النسيب:

قد كان قلبي صحيحا كالحمى زمنا... فمذ أباح الهوى منه الحمى مرضا (4)

فكم سخطت على من كان شيمته... و قد أبحت له فيك الحمام، رضا (5)

- و قال في العتاب (6):

و اخوان بواطنهم قباح... و ان كانت ظواهرهم ملاحا

حسبت مياه ودّهم عذابا... فلمّا ذقتها كانت ملاحا

- في الغزل (لاحظ لزوم ما لا يلزم في كلّ بيتين متواليين) :

عاتبته فغرست في... وجناته بالعتب وردا

ظبي له طرف غدا... أسدا على العشّاق وردا (7)

لمّا بدا في تيهه... فرد الجمال يهزّ قدّا (8)

قدّ القلوب، بسيف دلّ... ينهب المهجات، قدّا (9)

ما كلّ قطّ، و لا فللن... له صروف الدهر حدّا (10)

و لقد تجاوز حبه... عندي جميع الناس حدّا (11)

- في الشكوى:

تبّا لدهر أنا في أمّة... منه كثيري الغدر أوغاد (12)

أزهدهم في غيّه رائح... حرصا على دنياه أو غاد (13)

- و أورد له ياقوت مقطوعة خمسة عشر بيتا بقافية كلّ بيت فيها «عينا» :

بنتم فما كحل الكرى... لي بعد وشك البين عينا (14)

و لقد غدا كلفي بكم... أذنا عليّ لكم و عينا (15)

فأسلت بعد فراقكم... من ناظري بالدمع عينا (16)

____________________

1) بلدة من الثغور (على نحو مائتي ميل من الموصل، شمالا في شرق) . الديوان هنا: ديوان الجباية (الضرائب) .

2) راجع شذرات الذهب 3:380.

3) فاللون (لون الشمعة مثل) لوني (أصفر) و الدموع (نقط الشمع الذائب بفعل اشتعال فتيلة الشمعة) كأدمعي (كثيرة متتالية حارة) و القلب (كناية عن اللهيب الصاعد من الفتيلة) كقلبي (في الاضطراب و الخفق- لأن لهيب الشمعة يتحرك كثيرا بأثر الهواء) و السهاد (قلة النوم، لأن الشمعة تظل مضاءة طول الليل) مثل سهادي (دائم) . السهاد: الارق، السهر.

4) الحمى: المكان المنيع المحمي الذي لا يجرؤ أحد على اقتحامه.

5) الشطر الأول غير واضح. الحمام: الموت.

6) ملاح: جمع مليحة (جميلة) . ملاح: جمع مالحة (مرة الطعم) . عذاب حلوة الطعم.

7) خجل من عتابي له فاحمر خداه. الطرف: البصر (العين) . الاسد الورد (الأحمر) يكون شديد الضراوة. .

8 و 9) التيه (بفتح التاء و كسرها) : الصلف و الكبر (بكسر الكاف) ، و الدلال الغنج. فريد الجمال: وحيد في نوع جماله و حسنه. يهز قدا: يحرك قوامه، يتثنى. قد: قطع، شق. الدل: الدلال و الغنج. قدا مصدر من قد يقد.

10 و 11) كل: تعب. صروف الدهر: حدثانه و مصائبه. حد السيف: الجانب القاطع من متنه. فل (بضم الفاء بالبناء للمجهول) حد السيف: تكسر، تثلم (ذهب مضاؤه، بطل عمله) -هذا المحبوب لا يزال جماله طاغيا يفعل فعله في نفوس محبيه. تجاوز الحد: زاد على المقدار المألوف.

12 و 13) أوغاد جمع وغد: لئيم، دنيء. الغي: الضلال. أزهدهم في غيه: أبعدهم في الضلال. رائح أو غاد (أو راجع) : دائم العمل (في سبيل دنياه) .

14 و 15 و 16) كحل الكرى عينه: نام. العين: الرقيب. العين: الينبوع. العين: نبع الماء.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.