المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



أبو الفضل بن الأخوّة  
  
2189   10:01 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص298-299
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو الفضل عبد الرحمن (1) بن أحمد بن محمّد بن الاخوة (2) العطّار، سمع (الحديث) من أبي الفوارس طراد الزّينبي و أبي الخطّاب نصر بن البطر و غيرهما. ثمّ أنّه سافر الى خراسان في طلب الحديث فسمع من جماعة في نيسابور و الريّ و طبرستان و أصبهان، كما قرأ شيئا كثيرا على نفسه. و كان يكتب خطّا جميلا و ينسخ الكتب.

و كانت وفاته في شيراز، سنة 548 ه‍ (1153-1154 م) .

أبو الفضل بن الأخوة محدّث في الاصل ثمّ كانت له معرفة بالأدب كما كان ينظم شعرا يستغرب مثله من العلماء، و من المحدّثين خاصة، لما فيه من السليقة و الرشاقة و السهولة و العذوبة.

مختارات من شعره:

- قال أبو الفضل بن الاخوة في الناس:

ما الناس ناس، فسرّح ان خلوت بهم... فأنت-ما حضروا-في خلوة أبدا (3)

و لا يغرّنك أثواب لهم حسنت... فليس من تحتها في حسنه حمدا (4)

القرد قردٌ و لو حلّيته ذهبا... و الكلب كلبٌ و إن سمّيته أسدا (5)

- و قال في شبابه الماضي:

أنفقت شرح شبابي في دياركم... فما حظيت و لا أنقدت إنفاقي (6)

و خير عمري الذي ولّى و قد ولعت... به الهموم، فكيف الظنّ بالباقي (7)

- و قال في النسيب:

و لمّا التقى للبين خدّي و خدّها... تلاقى بهار ذابل و جنى ورد (8)

و لفّت يد التوديع عطفي بعطفها... كما لفّت النكباء مائستي رند (9)

و أجرى النوى دمعي خلال دموعها... كما نظم الياقوت و الدرّ في عقد (10)

و ولّت و بي من لوعة الوجد ما بها... كما عندها من حرقة البين ما عندي

__________________

1) قال محمد محيى الدين عبد الحميد في طبعته من كتاب «فوات الوفيات» (1:557، الحاشية) : «و ما أظن اسمه الا عبد الرحيم لوقوعه بين جماعة ظهر أن اسم كل (واحد) منهم عبد الرحيم.

2) ضبطها محمد محيى الدين عبد الحميد بكسر الهمزة. راجع أيضا، فوق، ص 291.

3) سرح: اقض حاجتك (من بول و براز) .

4) ليس الذي يلبس هذه الثياب الحسنة محمودا (حسن الاخلاق) .

5) حليته: جعلت له حلية (بكسر الحاء) : زينة.

6) شرح الشباب: عنفوانه، قوته، أحسنه. و لا أنقدت إنفاقي: ما تبصرت في طرق انفاق عمري (كنت مسرفا في حياتي الجسدية) .

7) ولعت به الهموم: أحبته و لزمته (كثرت همومي) .

8) البين: الفراق، البعاد، التوديع. البهار: زهر أصفر. جنى ورد: ورد جني: ناضر، رطب، جديد.

9) العطف: الجانب الأعلى من الجسم، الكتف. النكباء: الريح التي تهب من جهات متعددة في وقت واحد. الرند: شجر طيب الرائحة. المائسة: (الشجرة) التي تحركها الريح.

10) النوى: البعد، البعاد، الفراق. خلال دموعها: ممتزجة بدموعها. -كما جمع الياقوت (الأحمر، كناية عن دمعي الذي يشبه الدم) و الدر: اللؤلؤ (الابيض، كناية عن دمعها الصافي) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.