المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



ابن مكانس  
  
6875   09:54 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص826-827
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015 11151
التاريخ: 9-04-2015 2280
التاريخ: 28-12-2015 3918
التاريخ: 26-1-2016 4939

هو فخر الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد الرزّاق بن ابراهيم بن مكانس القبطيّ الأصل المصريّ، ولد في تاسع عشر ذي الحجّة من سنة 745 ه‍ (22/4/1345 م) في القاهرة - و كان أبوه من كتّاب الدواوين فنشأ هو في جوّ الكتّاب - ثمّ اعتنق الإسلام في نحو العشرين من عمره؛ و قد خدم في ديوان الإنشاء.

وولع ابن مكانس في الأدب فأخذ الشعر عن القيراطي (ت 786 ه‍) و صحب الشيخ بدر الدين البشتكيّ. و في سنة 780 ه‍ (1378 م) خلف فخر الدين أخاه كرم الدين في منصب نظارة الدولة، و لكنه لم يبق فيه طويلا فقد تولّى الوزارة في دمشق. و لمّا زار الملك الظاهر برقوق مدينة حلب رافقه فخر الدين بن مكانس.

ثمّ ان فخر الدين بن مكانس استدعي الى القاهرة ليتولّى الوزارة و لكنّه سقي السمّ في أثناء الطريق فمات في بلبيس في 12 من ذي الحجّة 794 ه‍ (31/10/1392 م) .

كان ابن مكانس كثير الذكاء حسن الذّوق. و مع أنّه خاض غمار الحياة السياسية فقد غلب عليه حبّ الأدب فكان كاتبا مترسّلا و شاعرا و وشّاحا و راجزا، مع قصور بيّن في العربية (الدرر الكامنة 2:438) . و شعره سهل فيه شيء من اللين و كثير من الصناعة. و فنونه الوصف و العتاب و الحكمة.

مختارات من شعره:

- قال ابن مكانس في النسيب (مع التورية الكثيرة البارعة) :

علّقتها معشوقة خالها إن... عمّها بالحسن قد خصّصا (1)

يا وصلها الغالي و يا جسمها، للّه ما أغلى و ما أرخصا (2)

- و لابن مكانس أرجوزة منها:

هل من فتى ظريف... معاشر لطيف

يسمع من مقالي... ما يرخص اللآلي:

اسلك مع الناس الأدب... ترى من الدهر العجب

لا تغضب الجليسا... لا توحش الأنيسا

لا تصحب الخسيسا... لا تسخط الرئيسا

فهاكها وصيّة... تصحبها التحيّة

تحملها الكرام... إليك؛ و السلام

- و قال يصف شجرة على شاطئ النيل:

يا سرحة الشاطئ المنساب كوثره... على اليواقيت في أشكال حصباء (3)

(إذا) تبسّم فيك النور من جذل... سقاك من كلّ غيم كلّ بكّاء (4)

مالت على النهر إذ جاش الخرير به... كأنّها أذن مالت لإصغاء (5)

باكرتها في سراة من أصَاحبنا... لا ينطوون على بغض و شحناء

___________________

1) علقتها-تعلقتها: أحببتها حبا شديدا (لم أستطع بعده مفارقتها) . الخال: النكتة السوداء في الخد؛ و الخال أخو الأم. عمها: انتشر في جميع جسمها. و العم أخو الأب (تورية و طباق معا) .

2) الوصل: التمتع بلقاء المحبوب. الغالي: النادر، الكثير الثمن. أغلى: أعظم ثمنا. أرخص: أندى، أطرى، أنعم. و أرخص: أقل ثمنا (ما أغلى وصلها و ما أنعم جسمها!) .

3) السرحة: الشجرة الكبيرة (الطويلة) . المنساب: الجاري على مهل و في يسر. الكوثر: الماء العذب. -لعل الشاعر يصف جانبا ضحضاحا من نهر النيل فيذكر أن الحجارة الصغار في قاعه ياقوت و لكن في شكل حجارة

4) تبسم النور من جذل: لمع البرق فرحا (بكثرة لمعانا شديدا) . غيم بكاء: كثير المطر.

5) الخرير: صوت الماء الجاري على سطح غير مستو.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.