المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



ابن حبيب الحلبي  
  
8713   08:42 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص809-812
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-7-2019 2283
التاريخ: 21-06-2015 2896
التاريخ: 13-08-2015 1827
التاريخ: 28-2-2018 2076

هو بدر الدين أبو محمّد الحسن بن عمر (ت 733 ه‍) بن الحسن بن حبيب بن عمر، ولد في دمشق، في شعبان من سنة 710 ه‍ (شتاء 1311 م) و لمّا نصب أبوه محتسبا (1) في حلب انتقل معه إليها فكانت نشأته فيها.

و تطوّف ابن حبيب في البلاد كثيرا: زار القاهرة و الإسكندرية (736 ه‍) و القدس و الخليل (738 ه‍) و معظم بلاد الشام (سورية) و حجّ مرّتين (726 و 745 ه‍) . ثمّ إنّه استقرّ في حلب و توفّي فيها في 21 من ربيع الثاني من سنة 779 ه‍ (28/8/1377 م) .

كان ابن حبيب الحلبيّ مؤرّخا و كاتبا مترسّلا و شاعرا و محدّثا و فقيها. و في شعره و نثره جمال و عذوبة الى جانب تكلّف كثير. ثمّ إنّه مصنّف له: نسيم الصبا (أوصاف من الطبيعة و من الحياة في نثر أنيق مسجوع) - درّة الاسلاك في دولة (ملك) الأتراك-جهينة الأخبار في أسماء الخلفاء و ملوك الأمصار- تذكرة النبيه في أيام المنصور (قلاوون) و بنيه-النجم الثاقب في أشرف المناقب (في السيرة النبوية) -المقتفى في ذكر فضائل المصطفى (رسول اللّه) -كشف المروط (2)عن محاسن الشروط (في الفقه) - الفرائد المنتقاة من تاريخ حماة.

مختارات من آثاره:

- وصف سفينة في بحر هائج:

قال ابن حبيب الحلبي في كتاب «نسيم الصبا» :

يا لها سفينة على الأموال أمينة، ذات دسر و ألواح (3) تجري مع الرياح و تطير بغير جناح و تعتاض عن الحادي بالملاّح (4)؛ تخوض و تلعب و ترد و لا تشرب. لها قلاع كالقلاع و شراع يحجب الشعاع (5) ، و سكينة و سكّان و مكانة و مكان، و جؤجؤ و فقار، و أضلاع محكمة بالقار (6) ، و جسم عار عن الفؤاد و هو في عين الماء بمنزلة السواد (7) . . . . .

ما رأى الناس من قصور على الما ء سواها تسير سير القداح (8) . . . . .

فبينما نحن من البحر في قاموسه كتب الجوّ حروف الغيم في طروسه (9). و ثارت ريح عاصف يتبعها رعد قاصف (10) . فمالت بنا الفلك و اضطربت، و دنت شفتها من رشف الماء و اقتربت (11) ، و استمرّت ترفع و تخفض، و تقرب و ترفض، و تعلو كالأطواد و تهيم في كلّ واد (12) ، و تحوم و تحول، و تجور و تجول (13) ، و تضرم في الكبود نار ناجر، إلى أن بلغت القلوب الحناجر (14) :

ألا فارجه و اخشه، إنّه... هو البحر فيه الغنى و الغرق (15)

ثمّ نظر إلينا من لا تخفى عليه السرائر، و أمر الجارية بحمل العبيد إلى بعض الجزائر (16) . فلم ندر الاّ و نحن تجاه جزيرة تسرّ النفوس بمحاسنها الغزيرة (17) . فانحدرت ماضيا الى بنيها، نائيا عن السفينة و ساكنيها (18) . فوجدتها مخضرّة الأفنان مخضلّة الكثبان (19) . . . .

- و قال في النسيب:

ألحاظه شهدت بأنّي ظالم ... و أتت بخطّ عذاره تذكارا (20)

يا حاكم الحبّ، اتّئد في قصّتي... فالخطّ زور، و الشهود سكارى (21)

_________________

1) المحتسب: موظف يتولى مراقبة الأسعار و رعاية الأخلاق في الاسواق.

2) المرط: كساء واسع من حرير أو غيره.

3) دسر جمع دسار (بكسر الدال) : مسمار، رباط (حبل) من ليف تشد به ألواح السفينة.

4) الحادي: سائق الابل. الملاح: الذي يوجه السفينة في سيرها.

5) تخوض و تلعب: تتحرك حركات تدل على اللهو و الطيش. راجع القرآن الكريم (الزخرف 43:83) فذرهم يخوضوا و يلعبوا. يرد: يذهب الى النهر أو عين الماء. (السفينة) لا تشرب: لا يدخلها الماء مع أنها سابحة فيه. القلاع جمع قلع (بكسر القاف) : شراع السفينة. القلاع جمع قلعة: الحصن. شراع يحجب الشعاع (شعاع الشمس) لكبره.

6) سكينة (حرف السفينة الامامي) . السكان: الدفة، أداة في آخر السفينة عادة توجه بها السفينة يمينا و يسارا.

7) جسم عار عن الفؤاد: أجوف، فارغ. السواد: سواد العين.

8) القصور جمع قصر: البناء العظيم الفخم. القداح جمع قدح (بكسر القاف) السهم.

9) القاموس: معجم الماء (جانب كبير من البحر) . الطرس (بكسر الطاء) : الورق.

10) العاصف: المتحرك حركة شديدة. القاصف: الشديد الصوت.

11) الفلك: السفينة. رشف الماء: أخذه بالشفتين قليلا قليلا.

12) ترفض (بضم الفاء أو كسرها) : تبعد (؟) . الطود (بفتح الطاء) : الجبل. تهيم في كل واد: تضل، تسير على غير هدى. راجع القرآن الكريم (الشعراء،26:224) : و الشعراء يتبعهم الغاوون. أ لم تر أنهم في كل واد يهيمون؟

13) تحوم: تطوف كأنها تدور حول شيء. تحول: تهدأ؛ تسكن، تبدل خط سيرها. تجور: تعدل يمينا أو يسارا بعد أن كانت تسير سيرا مستقيما. تجول: تطوف (تجري في أماكن مختلفة) .

14) ناجر: من شهور الصيف. بلغت القلوب الحناجر: ضاق الأمر على الناس. راجع القرآن الكريم (الأحزاب 33:10) : و اذ زاغت الابصار و بلغت القلوب الحناجر.

15) ارجه: انتظر منه الخير. اخشه: خف منه.

16) من لا تخفى عليه السرائر (جمع سريرة: سر، ما يكتمه الانسان) : اللّه تعالى. الجارية: السفينة (و فيها تورية: السفينة كالجارية ملك للّه يأمرها بما يشاء) . العبيد: العباد، الناس. الغزيرة: (الكثيرة الماء) .

17) بنوها: أبناؤها، أهلها، سكانها. نائيا: مبتعدا.

18 و 19) مخضرة الافنان (جمع فنن-بفتح ففتح-الغصن) : خصبة. مخضلة (مبتلة) الكثبان (تلال الرمل) : كثيرة النبات و الماء.

20) بخط عذاره (بالشعر النابت في وجهه أول ما ينبت) .

21) اتئد: تمهل. القصة: صحيفة يرفعها المتظلم الى القاضي (عرض حال) .





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.