المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أحكام المتعة
31/10/2022
حظر الســـــلاح الكيميـــائي
28/9/2022
تعين وضع الجبهة في السجود.
14-1-2016
طرق قطف ثمار التفاح
2023-09-17
تربية الماشية في نيوزيلندا
2024-11-07
Ether Infrared Spectroscopy
27-10-2019


مبدأ الإخوة والسلام- حب المواطنة  
  
2479   10:31 صباحاً   التاريخ: 24-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص106ـ107
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / الوطن والسياسة /

ينبغي للاب ان يربي ولده ليكون منسجماً مع اعضاء مجتمعه فيشعر بضرورة حب الناس      ويطلب الخير لهم، وان يرسخ فيه روح التفاهم والايثار والصبر والعمل وخدمة مجتمعه والبشرية.

اما في المجال الدولي، فلا بد ان يربى الطفل على روح التفاهم والايثار، وحب الناس ومبدأ الاخوة والسلام، والنظرة العالمية (الاممية) بدلا من النظرة القومية. وان يعرف بان المسلمين هم اخوة له وان يراعي العدل والانصاف مع جميع الذين يعيشون في مناطق العالم المختلفة.

عليه ان يكون نصيراً للمظلومين وخصماً للظالمين ومغيثاً للمحرومين ومعيناً لهم. وان يتقرب ممن يحترم الانسان والاخلاق ويعادي الذين يحاولون استعمار الشعوب ويستكبرون عليهم.

ـ المواطن والقائد  :

تقع على الاب مسؤولية بناء الولد ليكون في كبره مواطناً صالحا في المجتمع ، مطيعاً للدولة وقوانينها، وقائدا جيدا لو انيطت به مسؤولية معينة. وعليه ان يكون متهيئا لقبول المسؤولية عندما يجد في نفسه الكفاءة وان يستلم المنصب عندما يشعر بقدرته على خدمة الناس لا ان يكون عبداً للمال والمنصب والشهرة فيجلب لنفسه وشعبه الويلات.

اننا لا نربي اطفالنا على حب الوطن بالمعنى الذي يفهم القوميون. اننا لا نربي اطفالنا ليرتبطوا بدولة معينة فقط او مجتمع خاص، بل نربيهم من اجل المجتمع الانساني، ولا نهدف من خلال ذلك ان نحدد المصالح البشرية في اطر ضيقة، بل نسعى لاحترام البشرية وحقوقها وان نقدم لها هداة ومرشدين.

اننا لا نربي مواطنين فقط، بل شخصيات عالمية تطمح بحل مشكلات العالم فيما لو تمكنت من ذلك.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.