ويصلى على الغالّ‌ ، وهو الذي يكتم غنيمته أو بعضها ليأخذه لنفسه ويختص به الإمام وغيره ، وكذا قاتل نفسه متعمدا ـ وبه قال عطاء ، والنخعي والشافعي (1) ـ  لقوله عليه السلام : ( صلّوا على من قال : لا إله إلا الله ) (2) ومن طريق الخاصة قول  النبي صلى الله عليه وآله : ( صلوا على المرجوم من أمتي وعلى القاتل نفسه من أمتي ، لا تدعوا أحدا من أمتي بلا صلاة ) (3).

وقال أحمد : لا يصلي الإمام عليهما ويصلي غيره (4) ، لأن  النبي صلى الله عليه وآله جاءوه برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصلّ عليه (5) ، وتوفي رجل من جهينة يوم خيبر ، فذكر ذلك ل رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال : ( صلّوا على صاحبكم ) فتغيرت وجوه القوم ، فلما رأى ما بهم ، قال : ( إن صاحبكم غلّ من الغنيمة ) (6).

وليس حجة لسقوط الفرض بغيره ، ويعارض بالمديون فإنه عليه السلام كان يقول إذا أتي بالميت : ( هل على صاحبكم دين؟ ) فإن قالوا : نعم ، قال : ( صلّوا على صاحبكم ) (7) ، مع أن الصلاة عليه مشروعة بالإجماع ، ولعله عليه السلام فعل ذلك ليحصل الانتهاء فإن في صلاته سكنا ، وكان ذلك لطفا للمكلفين.

__________________

(1) المجموع 5 : 267 ، المغني 2 : 418 ، الشرح الكبير 2 : 355.

(2) سنن البيهقي 4 : 19 ، سنن الدار قطني 2 : 56 ـ 3 و 4 ، الجامع الصغير 2 : 98 ـ 5030 ، مجمع الزوائد 2 : 67.

(3) الفقيه 1 : 103 ـ 480 ، التهذيب 3 : 328 ـ 1026 ، الإستبصار 1 : 468 ـ 469 ـ 1810.

(4) المغني 2 : 418 ، الشرح الكبير 2 : 355 ، المجموع 5 : 267.

(5) صحيح مسلم 2 : 672 ـ 978 ، سنن النسائي 4 : 66 ، سنن أبي داود 3 : 206 ـ 3185 ، سنن ابن ماجة 1 : 488 ـ 1526 ، المحرر في الحديث 1 : 310 ـ 521.

(6) مسند احمد 4 : 114 و 5 : 192.

(7) صحيح البخاري 3 : 128 ، صحيح مسلم 3 : 1237 ـ 1619 ، سنن الترمذي 3 : 381 ـ 1069 ، مجمع الزوائد 3 : 40 ، سنن النسائي 4 : 65 و 66 ، مسند احمد 2 : 290 و 380 ـ 381 و 399 و 3 : 296.