المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



ملكية الطرقات ومشروعيتها  
  
1568   09:41 صباحاً   التاريخ: 21-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : لاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص192-194
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /

الطرقات والشوارع هي من الاملاك العامة التي لا يجوز لاحد ان يستأثر بمنفعتها ومنع الاخرين من الاستفادة منها، فأنها كما ذكر الفقهاء من المنافع والمشتركات العامة والناس فيها شرع (أي متساوون)، وعليه فلا يجوز لإنسان ان يتملكها.

يقول الشيخ الطوسي في النهاية :(ولا يجوز ان يأخذ الانسان من طريق المسلمين شيئا ولو قدر شبر ولا يجوز له ايضا بيعه ولا شراء شيء يعلم ان فيه شيئا من الطريق، فان اشترى دارا او ارضا ثم علم بعد ذلك انه كان صاحبه قد اخذ شيئا من الطريق فيها لم يكن عليه شيء اذا لم يتميز الطريق، فاذا تميز له وجب عليه رده اليها وكان له الرجوع على البائع بالدّرك، واذا كان الانسان في يده دارٌ او ارض ورثها عن ابيه عن جده غير انه يعلم انها لم تكن ملكا لهم وانما انت للغير ولا يعرف المالك لم يجز له بيعها بل ينبغي ان يتركها بحالها، فان اراد بيعها فليبع تصرّفه ولا يبع اصلها على حال.

ودلت الاخبار والروايات على عدم جواز اخذ شيء من الطريق حتى لو لم يضر بها. ومنها ما رواه البقباق عن الإمام الصادق (عليه السلام) : قال : قلت له : الطريق الواسع هل يؤخذ منه شيء اذا لم يضر بالطريق؟ قال : لا)(1).

وقد تجاوز بعض الفقهاء هذا الامر إلى حد القول بعدم جواز اقتطاع الإمام او السلطان لأجزاء من الطريق.

يقول الفقيه حمزة بن علي في غنية النزوع:(ولا يجوز للأمام ان يقطع شيئا من الشارع والطرقات ورحاب الجوامع لأن هذه المواضع لا يملكها واحد بعينه والناس فيها مشتركون فلا يجوز له والحال هذه اقطاعها، ومن اجاز ذلك فعليه الدليل)(2).

وقال الكيذُري في اصباح الشيعة:(ولا يجوز للأمام ان يقطع شيئا من الشوارع والطرقات ورحاب الجوامع اذ لا يملكها واحد بعينه والناس فيها مشتركون)(3).

وقال يحيى بن سعيد في الجامع للشرائع:(وليس للأمام اقطاع المساجد ورحاب الجوامع والاسواق والطريق)(4).

ومنع الماوردي في الاحكام السلطانية ذلك وقال بعدم جواز ان يأذن السلطان بذلك، وان لم يكن مضرا لسعة الطريق.(5).

ولا يخفى ما في هذا الحكم من شائبة حيث لا يمكن القول بان الإمام المعصوم ليس له ذلك، لانه اذا رأى المصلحة في اقتطاع شيء من الطريق للضرورة ولمصلحة المسلمين فان له ذلك بلا ادنى شك وريب.

________________

1ـ الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الاحكام، ج7، ص219، ج566، دار الكتب الاسلامية، قم 1365ش.

2- حمزة بن علي، غنية النزوع، ج16 من سلسلة اليانبيع الفقهية م.س. فصل في احياء الموات، ص265.

3- الكيذري، اصباح الشيعة، ج16 من سلسلة الينابيع الفقهية، كتاب احياء الموات، ص267.

4- يحيى بن سعيد، الجامع للشرائع، ج16 من سلسلة الينابيع، باب احياء الموات، ص289.

5- الغراء، الاحكام السلطانية، م.س، ج1، ص226.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.