المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

مفهوم الحضرية ( Urbanism)
6-3-2021
النبي أول المقرين لله بالربوبية
13-12-2014
أشعار في الزهد
2024-01-15
Protein Adducts
10-10-2019
الجيش المصري في عهد الأسرة الخامسة.
2023-07-22
Contratile or Motile Proteins
24-11-2020


التشبيه  
  
4876   02:28 صباحاً   التاريخ: 19-09-2014
المؤلف : محمود البستاني
الكتاب أو المصدر : دراسات في علوم القران
الجزء والصفحة : ص396-404
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز البلاغي والبياني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2014 4294
التاريخ: 11-4-2016 7409
التاريخ: 2-12-2015 11415
التاريخ: 2024-05-09 613

 التشبيه : هو إحداث علاقة بين طرفين من خلال جعل احدهما وهو الطرف الأول مشابها للطرف الآخر عبر صفة مشتركة بينهما ، فقوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} [الرحمن: 24] نجد هنا أنه تعالى شبه السفن في البحر وهي الطرف الأول شبهها بالجبال في البر ، والصفة المشتركة بينهما هي صفة بروز السفن في الماء ، وبروز الجبال في الأرض ، والمعيار الذي يحدد التشبيه عن غيره من الأشكال الصورية ، كالاستعارة وغيرها ، هو وجود هذه الأداة ، ونقصد بها حرف الكاف في قوله تعالى : {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} وكقوله تعالى عن الكفار : {أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ} [الأعراف: 179] ... الخ.

نقول : إن وجود هذه الأداة وهي (الكاف) وسواها، هي التي تجسد أداة تقوم بعملية ربط بين الطرفين . وربما تقوم بعبارات مماثلة لهذه الأدوات أيضاً تضطلع بالوظيفة نفسها ، أي تقوم بعملية ربط بين الظاهرتين . وهذه الأداة في الواقع توجد في التشبيه فحسب ، أما في أشكال أخرى للصياغة الصورية لا نجد هذه الأدوات بل نجد ان طرفي الصورة تندمجان بشكل أو بآخر بالنحو الذي سنوضحه في حينه .

المهم أن التشبيه يظل مفترقاً عن سواه بوجود أداة كالأداة التي لاحظناها وهي (الكاف) ، والأداة الأخرى وهي (كأن) ، والأداة الثالثة التي سنلاحظها وهي أداة (مثل) ، وما عدا هذه الأدوات الثلاث نجد أن هناك عبارات أخرى من الممكن أن تقوم مقام هذه الأدوات الثلاث في عملية الربط بين طرفين الصورة .

ونحاول الآن أن نوضح جانباً مهماً جداً لم ينتبه إليه باحث آخر لا في الموروث ولا المعاصر ، ونعني به وجود البلاغة القرآنية الكريمة التي تجسد حتى استخدامها لأدوات التشبيه تجسد منحى بلاغياً له أهمية وطرافته ، وهذا ما يتمثل في الاستخدام الذي يتوفر عليه النص القرآني الكريم بالنسبة لهذه الأدوات الثلاث أي الأدوات المتمثلة في (الكاف) وفي عبارة (كأن) ، وفي عبارة (مثل) ، وسنورد أولاً أمثلة لهذه الأدوات الثلاث ، ثم نبين كيفية الاستخدام البلاغي لهذه الأدوات من خلال العبارة القرآنية الكريمة ، لقد لاحظنا قبل قليل قوله تعالى : {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} أو كالأنعام ، هذا هو استخدام (الكاف) واما استخدام (كأن) فيمكننا أن نلاحظه في قوله تعالى : {يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} [القمر: 7] .

هذا تشبيه لقيام الساعة وكيفية خروج الموتى من قبورهم في لحظة الانبعاث . لقد شبههم النص القرآني الكريم بالجراد المنتشر، حيث توكأ على الأداة (كأن) بالنسبة الى الانبعاث المذكور . وهكذا بالنسبة الى قوله تعالى مثلاً : {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: 58] ، حيث شبه الحور العين بالياقوت وبالمرجان من خلال قوله تعالى : {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} أي من خلال  الأداة (كأن) ، وهكذا في مواقف أخرى ، وأما استخدام الأداة الثالثة ونعني بها أداة أو عبارة (مِثلْ) فيمكن ملاحظتها في الحوار الداخلي الآتي الذي أجراه أحد ابني آدم بعد أن قتل أخاه ، حيث قال وهو يحاور ذاته : {يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ ...} [المائدة: 31] ... الخ.

لنلاحظ أن النص هنا يتحدث بلغة الحوار الداخلي عن شخصية ابني آدم الذي قتل أخاه وجهل كيفية مواراته ، حيث  بعث الله سبحانه وتعالى غراباً يبحث في الأرض ليريه الغراب كيف يصنع ذلك ، وعندما شاهد هذا القاتل الغراب وهو يبحث في الارض ليدفن أخاه الطائر ، قال : {يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ} فالتشبيه هنا بين مواراة جسد الغراب وبين مواراة جسد البشر حيث استخدمت الأداة (مثل) ، لم تستخدم الأداة (كأن) كما لم تستخدم الأداة (الكاف) وحدها . هنا نلفت النظر الى أننا شاهدنا في هذه النصوص القرآنية الكريمة استخدام ثلاث أدوات هي (الكاف) و(كأن) و(مثل) ، استخدمت كل هذه الأدوات للتشبيه ، ولكن الفرق بين ما يستخدمه القرآن الكريم هنا ، وبين ما نلاحظه في الاستخدام البشري في عشرات النصوص من قصائد وروايات وخطب و ... الخ . لا نجد في الواقع هذه الدقة البلاغية أو هذا الإعجاز البلاغي المتمثل في كيفية الاستخدام لهذه الأدوات ، وهذا ما سنوضحه الآن بالنحو الآتي .

بما أن الأداة (الكاف) أو (كأن) أو (مثل) ، تضطلع بمهمة جمالية هي الربط ظاهرتين يوجد بينهما تشابه بشكل أو بآخر ، حينئذ فإن درجة التشابه بين كل ظاهرتين كل ظاهرتين في الواقع تظل على مستويات ثلاثة فهناك تشابه بين شيئين بحيث يمكن أن نقول : بأن هذه الدرجة تمثل المنحنى المتوسط من التشابه أي : التشابه بدرجة خمسين بالمئة ، أي كل واحد من هذين الطرفين يجسد خمسين بالمئة عنصر تشابه مع الطرف الآخر ، وهناك في الواقع درجة أقل من الدرجة المتقدمة والممثل لها بدرجة خمسة وعشرين ، أي عندما تشبه شيئاً بآخر حينئذ فإن وجوه الشبه بين هذين الطرفين لا يتجاوز درجة أو الرابع أو الخامس والعشرين ، ونجد نمطاً ثالثاً وهو على عكس هذا النمط ، هذا النمط الثالث يتجاوز درجة الوسط لمثل الدرجة الأكثر ويمثل لنا بدرجة الخمس والسبعين .

والمهمة الجمالية للتشبيه أو لرصد العلاقة بين الظاهرتين في الواقع لا يشترط فيها تكثيف أوجه الشبه أو تقليل أوجه الشبه بقدر ما يمكن رصداً ولو الى الوجه الواحد فحسب لإبراز الرؤية المطلوبة ، ولكن السياق في الواقع هو الذي يتطلب إبراز أكثر من وجه واحد ، وحيناً آخر لا يتطلب الموقف ذلك ، وحينما نقول الوجه الواحد أو الوجوه المتعددة ، لا نعني أن هناك مستويات من الشبه يتماثل فيها هذا العنصر مع الآخر ، بقدر ما نريد أن نقول أن درجة الشبه من حيث الماهية من الطرفين هي التي تمثل النسبة المذكورة ، وإلا من الممكن أن نجد تشبيهاً بين الطرفين قد يتجاوز عشرة عناصر من وجود الشبه ومع ذلك فإن العلاقة بين هذين الطرفين تظل من البعد بمكان كبير ، على العكس من تشبيه آخر قد يتناول طرفاً واحداً ، إلا أن الطرف الواحد هو المجسد لوجود العنصر البارز من الخطوط المشتركة بين طرفي الصورة .

ولنضرب مثلاً على ذلك ، لنقرأ أولاً هذه الصورة القرآنية الكريمة وهي التشبيه : {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} [القمر: 7] ، هنا تشبيه لسلوك الآدمي بسلوك حيواني ، قبل ذلك لاحظنا أيضاً تشبيها يتناول طرفين أحدهما تشبيه سلوك الآدمي ، وهم الكفار بسلوك حيواني وهم الأنعام ، ولكن سنلاحظ فارقاً كبيراً بين هذين التشبيهين ، فمع أنهما يتناولان طرفين هما البشر والحيوان ، إلا أن كل تشبيه يتفاوت أو يختلف عن الآخر في الرصد لأوجه الشبه ، فيما لاحظنا أن وجه الشبه بالنسبة الى التشبيه بين الأنعام والكفار هو وجه واحد يتسم بالظاهرة العقلية أو التفكير ، نجد هنا في الصورة الثانية التي قرأناها الآن وهي تشبيه البشر بالجراد نجد ما يقارب من عشرة أوجه للتشبيه ، ولكن مع ذلك فإن هاتين الصورتين أو هذين التشبيهين يظل احدهما متوكئاً على الأداة (الكاف) التي هي تمثل نسبة ضئيلة من التشابه ، ومقابل الأداة (مثل) التي تمثل نسبة كبيرة من التشابه . وهذا يعني أن كثرة أوجه الشبه في (كأن) هي أدرج (25) . بينما (الكاف) بدرجة (50) مثلاً.

هنا نلاحظ بأن أداة (الكاف) التي تمثل نسبة متوسطة من التشابه تنسحب على غالبية التشبيهات القرآنية الكريمة ، يليها من حيث الاستخدام (كأن) ثم يليها (مثل) ، ولكل من هذه الأحجام أو هذه المقادير من الاستخدامات في الواقع له بلاغته وانبهارنا أمام هذه البلاغية المذهلة التي لم يتلفت إليها أحد فيما لاحظنا من البلاغيين الموروثين والمعاصرين من حيث ملاحظتهم لهذا الجانب الدقيق أو الإعجازي من الاستخدام الإعجازي لأداة  المهم لنلاحظ هنا في النص الذي قرأناه قبل قليل ونعني به تشبيه الأجداث وهي تخرج من القبور وهي تنتشر أن هناك أكثر من عشرة أوجه من الشبه بين الشخوص المنبعثين من قبورهم الى عرصة القيامة وبين الجراد المنتشر . فالظاهرة هنا ترتبط بقيام الساعة وخروج الناس من قبورهم على أثر نفخة الصور ، وأن الهول الذي سيرافق مثل هذا القيام والخروج من حيث المظهر الخارجي للعملية ، أي خروج الأعداد الهائلة من البشرية وهي أعداد لا يمكننا أن نرقمها إحصائياً لكثرتها في البشر جميعها منذ أن خلقوا وحتى قيام الساعة التي نجهل وقتها .

نقول مثل هذا الوقت لخروج البشرية من القبور ليس من السهل أن نستحضر في أذهاننا مدى هوله من حيث عملية الخروج في وقت واحد تجمعهم بعد ذلك في مكان واحد ، وما يرافق كل من عمليتي الخروج من الزحام أو الطريقة التي ينتظمون خلالها ، أولئك ليس من السهل أن تعبر عنه الكلمات بقدر ما لاحظناه عبر صورة معروفة هي مظهر الجراد المنتشر ، فغالبيتنا شاهد الأكداس من الجراد يتطاير هنا وهناك والمتراكم هناك وهنا ، مما لا يحصى عدده والطريقة التي تتم من خلالها التطاير والتراكم والهبوط ، أي عندما يطير الجراد وعندما يتراكم وعندما يهبط الى الأرض ، نقول هناك عنصر شبه كبير بين عملية الإنبعاث من القبور والإنتشار للجراد من حيث المكان ، ومن حيث تجمعه هنا وهناك ومن حيث تطايره بعد ذلك ، ومن حيث الارتطام بين بعضه البعض ، ومن حيث عشوائيته أو عشوائية تطايره ...الخ.

فضلا عن تراكمه بعد ذلك على الأرض ، أولئك جميعاً من الأحاسيس التي لا يمكن أن نتخيلها متواكبة مع عمليات البدء بالرحيل والتطاير والارتطام والهبوط ، ذلك جيعاً بين لنا مدى التماثل بين العمليتين : رحلة البشر نحو عرصات القيامة وبين الجراد المنتشر ، مع ملاحظة أن المرء نفسه ينفجر إثارة مما ينطوي عليه من الهول والاضطراب والذهول ... الخ.
ولكن ما استهدفنا الآن من الاستشهاد بهذا أن مع كثرة هذه الأوجه من الشبه بين تطاير الجراد وبين إنبعاث الموتى من القبور ، ومع ذلك كله فقد استخدام النص الأداة (كأن) ، ولم يستخدم الأداة (مثل) ، التي قلنا أن هذه الأداة تجسد وجود التشابه الكبير بين الوجوه التي لاحظناها بين الجراد وبين التطاير البشري ، مع ذلك فإن استخدام النص القرآني كان له من خلال الأداة (كأن) ، وليس من خلال الأداة (الكاف) التي تمثل النسبة المتوسطة ؟ هنا يكمن السر البلاغي الكبير متمثلاً في أن الأهم من ذلك كله هو أن وجه الشبه بين الجراد وبين البشر بصفة أن البشر ينتمي الى العضوية البشرية ، والجراد الى العضوية الحيوانية ، فإن وجود هذا القارق بينهما يجعل التشبيه بين هاتين العضويتين ، يعتمد على أداة تمثل خمسة وعشرين فحسب من أوجه التشابه متمثلاً في عملية التطاير فحسب ، أما ما يتفرع عن التطاير أو الإنبعاث فذلك يتعلق بأمر آخر حيث لاحظنا عشرة وجوه أو أكثر من التشابه بين عملية تطاير البشر وعملية تطاير الجراد ، ولكن المقصود من هذه العملية عملية الإنبعاث ، وعملية التطاير الجراد ، أي الإنبعاث من مكان معين للبشر ، والإنبعاث من مكان معين للجراد ، هذا هو الملاحظ ولذلك استخدمت هذه الأداة (كأن) لأنها تمثل اداة الربط بين ظاهرتين لا رابط بينهما الا هذا الجانب لأن كل منهما ينتسب الى عضوية معينة .

هنا يثار السؤال لماذا استخدمت الأداة (الكاف) بالنسبة الى التشابه والتماثل بين البشر والأنعام ؟ هنا نقول أن التماثل هنا اكبر نسبة من سابقتها لسبب واضح هو أن العقل عند الكافر والعقل عند البشر يتماثلان من حيث الانحطاط ، إذ التماثل هنا من حيث الانحطاط يمثل اكثر نسبة من التماثل بين الجراد وبين البشر ، لأن التماثل بين البشر وبين الجراد هو من الضآلة بمكان إلا من حيث فإن عملية التطاير : أما هنا فان العقل بما يجسد عملية مهمة جداً حينئذ فإن التماثل بين إنعدام العقل عند الحيوان وانعدامه عند البشر يأخذ نسبة أكبر . والآن بغض النظر عن هذا نتجه الى تشبيه آخر استشهدنا به ألا وهو تشبيه الحور باللؤلؤ المكنون . من البين ايضا ان الحور العين تنتسب الى عضوية تختلف عن العضوية المادية المتمثلة باللؤلؤ وأشباه اللؤلؤ ومن هنا جاء التشبيه متوكئاً على أداة تمثل 25 بالمئة من أوجه التشابه ، هذا ما يجعلنا نردد من جديد ان كل من الظاهرتين تتباينان تماماً ، فالحور من عضوية معينة ، وأما اللؤلؤ فجماد ، وحينئذ فإن وجه الترابط بينهما لا يبلغ درجة التوسط ولا يبلغ درجة الكثرة ، وبل يبلغ الدرجة الضئيلة بالنحو الذي لاحظناه .

هذا على العكس تماماً من الاداة الثالثة وهي مثل التي تمثل نسبة 75 ، حيث شبه النص القرآني الكريم مواراة جثة الغراب بمواراة جثة البشر ، فالغراب والبشر يشتركان في العضوية التي يشتركون فيها وهي الحيوانية ، وكل منهما يشترك في ظاهرة القتل ،و كل منهما يشترك في ظاهرة المواراة .وكل منهما يشترك في ظاهرة الوعي الموجود عند الطرفين ، وهذا كله يجعل استخدام الأداة (مثل) هي المفضلة هنا ، وهي المناسبة مع الموقف بالنحو الذي لاحظناه .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .