المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



السنة النبوية والترغيب في التعمير  
  
2002   10:42 صباحاً   التاريخ: 20-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص213-216
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-19 1898
التاريخ: 2023-06-25 941
التاريخ: 2023-07-20 854
التاريخ: 2023-07-18 819

رغبت السنة النبوية الشريفة في عمارة الارض وتعميرها في العديد من الاحاديث النبوية، ففيما اوصى به النبي (صلى الله عليه واله) عليا (عليه السلام) : يا علي العيش في ثلاثة : دار قوراء(1)، وجارية حسناء، وفرس قباء.(2)

واعتبر النبي (صلى الله عليه واله) ان سعادة المرء هي في الدار الواسعة.

فعنه (صلى الله عليه واله) انه قال : (من سعادة المرء المسلم الزوجة الصالحة، والمسكن الواسع، والمركب البهي (الهنيء، والولد الصالح)(3).

وروي الإمام احمد في مسنده عن معاذ عن ابيه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال : (من بنى بنيانا من غير ظلم ولا اعتداء، كان له اجر ما انتفع به من خلق الله تبارك وتعالى)(4).

وفي هذه الاحاديث الشريفة دعوة وترغيب في عمارة الارض بمفهومها الواسع سواء كان ذلك بالبناء او بالزراعة او بالغرس.

وعنه (صلى الله عليه واله) انه قال : (إن ما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته : علم علمه ونشره. وولد صالح تركه، او مصحف ورثه، او مسجد بناه، او بيت لابن السبيل بناه، او نهر اجراه، او صدقة اخرجها في صحته وحياته تلحقه من بعد موته)(5).

والشاهد في الحديث الشريف هو الترغيب في عمارة الارض عن طريق بناء المساجد او البيوت التي تقام لأبناء السبيل وحفر الانهار لانتفاع الناس بها، وهي امثلة لتحفيز المسلمين للقيام بهذا المطلب الالهي بكل السبل والوسائل من اجل الفوز بالحياة السعيدة في الدارين، وخاصة ان الله تعالى قد مكن الانسان في الارض ووفر له سبل تعميرها حيث يقول سبحانه وتعالى:{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ}[الأعراف: 10] .

يقول الشيخ الشعراوي عن احد جوانب تمكين الله لعباده من اجل عمارة الارض وبناء مساكنهم

 (... الارض من طبيعتها ثبات قشرتها حتى يستطيع الناس ان يعيشوا عليها ويبنوا مساكنهم ويمارسوا حياتهم، ولو ان قشرة الارض لم تكن ثابتة لاستحالت الحياة عليها ولأستحالت عمارتها، والله سبحانه وتعالى يريد منا عمارة الارض ولذلك جعل قشرتها ثابتة صلبة)(6).

فما على الانسان الا ان يوجه هذا التمكين إلى غايته المرجوة بعمارة الارض وفق المنهج الذي وضحه الله وارتضاه لعباده.

هذا وقد حوت السنة النبوية الشريفة، بما شملته من اقوال أو افعال الرسول (صلى الله عليه واله) العديد من التوجيهات والتطبيقات والدروس العلمية في عمارة البيئة وبناء الدور، واضعة بذلك اسسا وقواعد مهمة للمسلمين يمكن ان يستفيدوا منها في عمارة مدنهم ومبانيهم اينما كانوا على اختلاف بيئاتهم واوطانهم.

ولا شك في ان بناء مسجد الرسول (صلى الله عليه واله) بالمدينة المنورة يعتبر حدثا فريدا في تاريخ عمارة ومباني المسلمين، فهو يعتبر اول بناء خالص يمكن ان يطلق عليه لفظ (اسلامي)، وها هو رسولنا الكريم (صلى الله عليه واله) يعطينا بعضا من اهم الدروس والمفاهيم المعمارية عند بنائه لمسجده هو ومن معه من صحابته الكرام.

فأول درس يعطينا اياه الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) عندما اشترى الارض التي بنى عليها مسجده، وكانت مربدا يملكه ولدان يتيما من بني النجار، فاشتراه الرسول (صلى الله عليه واله) منهما، وبذلك وضع قاعدة مهمة عند اختيار الاراضي التي تبنى عليها المساجد وكانت ذات ملكية خاصة فيجب ان تؤخذ موافقة اصحابها وان يتم تقدير ثمنها دون بخس لهذا الثمن.

والدرس الثاني يظهر من الاسلوب الذي اتبعه الرسول (صلى الله عليه واله) عند تجهيز الموقع واعداد المواد التي سوف تستخدم في بناء المسجد، فقد كان بأرض الموقع نخيل وقبور للمشركين، فامر الرسول (صلى الله عليه واله) ان تقطع وبالقبور ان تنبش وتنقل، وفي الوقت الذي كان يتم فيه اعداد الارض وتسويتها كانت عناصر ومواد البناء تجهز، حيث امر البنائين بان يضربوا اللبن، وهو الطوب الذي تم استخدامه في بناء جدران المسجد.

ودرس اخر يعطينا اياه الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) وصحابته الكرام، وهم يشاركون في بناء المسجد باستخدام المواد المتوافرة في البيئة، مثل جريد النخل وجذوعه واللِبن...(7).

__________________________

1ـ القوراء : الواسعة (القاموس المحيط، ج2، 127).

2- الخصال، للشيخ الصدوق، م.س، ج1، ص126، باب3، ح122، والقيب : دقة الخصر.

3- نوادر الراوندي، ص24.

4- انظر مسند احمد – مسند المكيين.

5- انزر سنن ابن ماجة، كتاب المقدمة.

6-  وزيري، يحيى، خواطر الشيخ الشعراوي حول عمران المجتمع الاسلامي، ص10، مكتبة التراث الاسلامي، القاهرة، 1990م.

7- انظر مجلة عالم المعرفة، العدد 304، م.س، مقالة تحت عنوان : عمارة البيئة في الاسلام.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.