المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Solving of right-angled triangles
12-2-2017
مهارة نقل المعلومة
24-2-2022
من هُوَ عزيرٌ ؟!
9-10-2014
Bicentered Tree
19-5-2022
مفهوم اللامركزية
9-7-2021
محمد بن آدم الهروي
30-12-2015


المرأة في الجاهلية  
  
2524   10:05 صباحاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : ام زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص112-113
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-11 1626
التاريخ: 28-6-2021 3363
التاريخ: 6-7-2022 2481
التاريخ: 19-1-2016 2005

لم يكن العرب في الجاهلية، وقبل الإسلام ينظرون الى المرأة بأحسن مما كان ينظر اليها من سبقهم من الأمم، بل قد امتهنوا المرأة فعدوها شؤماً في حياتهم، وحجرا في طريق تقدم الرجل ورقيه فهي ممنوعة من الارث وليس لها في زواجها شيء، بل كانت بعض الطوائف تعتبرها ارثاً كبقية ما ينتقل من الميت الى الورثة وكان ذلك يختص بالولد الأكبر، فله ان يتزوجها، او يزوجها ممن يشاء. او يعضلها عن الزواج ويبقيها الا ان تفتدي نفسها بمال ، وعموما فقد كانوا يمقتون الانثى وقد حكي القرآن الكريم عن هذه الحال في قوله تعالى:{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }[النحل: 58، 59].

بهذه الصورة الموحشة كان يستقبل الرجل خبر الوليدة الجديدة بدلا من ان يتهلل وجهه فرحا بما انعم الله عليه، فيستقبل فلذة كبده يرحب بها كمخلوق سيكون له اثره الفعال في الاسهام في ايجاد عنصر الرجل على سطح هذه الحياة بعد أن تكون أماً تمنح المجتمع عطاءها الغالي. ولم يقف التعدي عند هذا الحد بل اشتدت قسوتهم عليها فكثير من القبائل العربية كانت تدفن البنت وهي حية : (وكانوا يتفننون في هذا بطرق شتى فمنهم من كان اذا ولدت له بنت تركها حتى تكون في السادسة من عمرها ثم يقول لامها: طيبيها وزينيها حتى اذهب بها الى حمائها، وقد حفر لها بئراً في الصحراء فيبع بها البئر فيقول لها: انظري فيها ثم يدفعها دفعاً ويهيل التراب عليها. وعند بعضهم كانت الوالدة اذا جاءها المخاض جلست فوق حفرة محفورة فاذا كان المولود بنتاً رمت بها وردمتها وان كان ابناً قامت به معها)(1).

__________________

1ـ في ظلال القرآن 14/ 63-62.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.