المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

احوال الدولة العباسية
21-6-2017
المواد الصلبة الذائبة الكلية Total dissolved solids (T.D.S)
9-12-2020
منظري التخلف من مذهب الاقتصاد الماركسي (جوندو فرانك)
14-1-2020
خطاب القرآن عامّ
23-10-2014
تقييم نتائج الإعلان
27-6-2022
الوحي الحضوري الشهودي
30-05-2015


الملل والضجر عند الاطفال وسبل العلاج  
  
9011   12:14 صباحاً   التاريخ:
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص328ـ336
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

يكون الضجر تارة بمعنى المعضلة الأخلاقية المستعصية وتارة معنى النفور من الذات وعدم تحمل النفس، وإثر ذلك يتولد الندم والآلام مما يعرض الإنسان للضغط ودفعه للانعزال والحرص وأحياناً الى المرض وحتى الوفاة. لذا كان من الضروري الإهتمام بالمصابين بهذه الحالات ووضعهم تحت المراقبة.

إن النفوس الغنية لا تشعر بالملل والضجر وكذا هو الحال بالنسبة للمجتهد والمنشغل بعمل ما؛ فالأمل يحدو به الى المستقبل مما يبدد اي اثر للقلق بشأن الإصابة بهذه المعضلة.. عموماً تلاحظ هذه المشكلة فيمن يعاني من فراغ روحي ونفسي وليس له ما يسد رغباته أو يولد القناعة لديه.

ـ المصاديق والتصورات :

يظن من يشعر بالملل والضجر ان الحياة صارت بالنسبة له بحيث لا يمكنه تنظيمها أو انه لم تبقَ له نقطة إيجابية حتى يسلي نفسه بها، أو حتى ان عقبات تواجه مسيرته وتقدمه في الحياة ولا يمكن التغلب عليها.. هذا النمط يعاني من اضطراب ونزاع داخلي.

بالإضافة الى ذلك فإن المصاب بهذه الحالة يهول من المشاكل التي يواجهها في حياته الى الحد الذي "يعمل من الحبة قبة" كما يقول المثل.. لا يرضى عن شيء وفي كل الأوقات. إن الشعور بالضجر يتحول أحياناً الى عداء مع النفس ويدفع الإنسان الى ان يمقت نفسه ويصبح عدواً لها مما يجعله يفكر دوماً بوضع حد لحياته وبالتالي النجاة مما يعاني منه.

ـ آثار الملل والضجر:

يعيش المصاب بالملل العزلة دوماً ولا يستطيع انتزاع نفسه من هذا الوضع بل لا يأنس مع الآخرين ولا يمكن لأي شيء أن يعيده الى وضعه الطبيعي، كما انه لا يشعر باللذة والسرور في مقابل ما هو جميل ولا تؤنسه لطائف الحياة ولا تبدر منه اي بادرة وكأنه لا شيء لديه ليعطيه.

إن الإنسان الملول لا شيء فيه يتظاهر به ولا يطمع في استفادة، لا فيه نزعة التمحيص والبحث ولا الرغبة في شيء، لا هو ممن يحمل رأياً مستقلاً ولا يجد في نفسه اي تمسك بطريق السعادة الوحيد في تصرفاته.. ضعيف البنية، مكتئب، مريض بالأعصاب، يعاني من ضعف نفسي، هارب من نفسه، ويريد الفرار من الآخرين، مضطرب الحال كما ان خياله غير مستقر، لا اعتماد على قوله وعمله، يرى نفسه وحيداً بين الآخرين، وهمه متزايد في كل لحظة وآن، روحه مريضة ويشعر بألم داخلي.

ـ اضرار الملل :

يعد الملل بمثابة المبرد للروح حيث يبرد الإنسان من الداخل ويقضي عليه بالتدريج.. إن الملل يسلب من الإنسان الجد والاجتهاد ويأخذ منه الدليل على العيش؛ يعاني الإنسان من فراغ روحي ويشعر بانعدام الحافز للحياة فإنه يكون على شفير الموت.

يجعل الشعور بالملل الإنسان مهموماً غاضباً خاملاً، وإن لم يتخلص من هذه الحالات قادته الى الاسوأ الذي قد يكون الجنون علماً ان الأمراض والعوارض الناجمة عن هذه الحالات كثيرة ومنها فقدان الذاكرة والقدرة على الحركة.

وربما قادة الوضع الى استخدام المخدرات والتلوث بالمفاسد أملاً بالتنعم بنوع من الهدوء

والسكينة، فقد يلجأ الى ارتكاب الجريمة والفحشاء والإدمان والانتحار.. مثل هؤلاء الأشخاص قلما تجد لهم أصدقاء وقلما يظهرون شيئاً من الحنان والحب للآخرين بل ولا يبادرون حتى لتكوين علاقات صداقة.

ـ الشعور بالملل.. في أي سن يكون؟

يتمتع الأطفال عادة بروح غنية وجياشة؛ فقدرة الإحساس وقوة التخيل تساعدهم على الإستئناس بحياتهم وتبديد صور الملل منهم، ومع ان عدد الأطفال الذين يصابون بهذه الحالة قليل لكن ذلك لا يعني عدم إصابة الطفل بمثلها، فالذين يعانون من اضطرابات وكذلك الاذكياء والموهوبون بالإضافة الى من هم على مشارف مرحلة الحداثة والفتوة يصابون بهذه الحالة ولكن بنسب متباينة.

تفيد التجارب ان الشعور بالملل الشديد يكون في الأطفال الذين يمتلكون حداً اعلى من الحد الطبيعي من الفهم والإحساس ويتعرضون سريعاً للخطر، أو الأطفال الذين تولدت لديهم حساسية خاصة بفعل إصابتهم بنوع من الأمراض فهؤلاء الأطفال يقطعون عادة علاقتهم مع عالم الحس والتصورات وربما جاءت الحالة نتيجة تعرض الطفل لصدمة ما أو ضغط غير طبيعي أو وساوس وأوهام.

على أن الشعور بالفراغ الروحي بالنسبة للبالغين واليافعين يكون بنسبة اكبر، وهؤلاء حينما يشعرون بخواء في حياتهم ويسيطر عليهم الغم والهم ولا يرون منفذاً لما هم فيه يصابون بحالة الملل والضجر.

ـ منشأ الملل :

هناك عوامل عديدة لبروز الملل منها:ـ

1ـ الحساسية: وخاصة الحساسية الشديدة في مرحلة الطفولة ، وكذلك تدليل الأطفال حيث قد تولد حالة المداراة والمراقبة الزائدة عن الحد حالة الشعور بالملل.

2ـ التطلعات: يتطلع الطفل أحياناً الى أمور لكنها لا تتحقق له وهو أمر يصعب على الطفل تحمله وبما انه لا يوجد قياس بين الرغبات الشخصية وبين قدرة التحقق فإنه يصاب بالملل.

3ـ الشعور بالغربة: الطفل الذي يفقد أصدقاءه أو يفقد والديه بسبب الموت مثلاً أو يهاجر من منطقة الى أخرى وليس له من يلهو معه يصاب بحالة الملل.

4ـ التعلق الشديد: وهو التعلق والرغبة العارمة بشيء ما.. لو افتقده شعر بالهزيمة الأمر الذي يوقعه في الملل.

5ـ عقدة الشعور بالذلة: يشعر الشخص أحياناً بالضعف في إنجازه لواجبه ومهمته ولا يستطيع ان يكون عادياً كالآخرين ما يوقعه في مستنقع الملل.

6ـ الرتابة: يضجر الإنسان حينما يرى الرتابة في حياته وان يومه كأمسه تدور احداثه كالماكنة.

7ـ البطالة: تولد البطالة أحياناً الضجر خاصة وانها تمهد للركود العقلي حيث يشعر الإنسان بأنه ليس لديه عمل قيم ينشغل به.

8ـ الشعور بالتقصير: عندما يشعر المرء بالتقصير في حادث وفاة شخص آخر أو انه قصر في عمل ما تنتابه حالة الملل والضجر.

9ـ الإخفاق: يفكر الإنسان أحياناً بأنه اخفق في الموقف والعمل الفلاني الذي يحبه جداً وعلى هذا لا طائل ولا فائدة من حياته الأمر الذي يدفعه الى العزلة والملل.

10ـ عوامل أخرى: يمكن الإشارة في هذا المجال الى عوامل أخرى تساهم في بروز حالة الضجر والملل، منها عدم الوفاء والإفتقار للشفافية، وكذلك التملق، والتزوير، والرياء، وعدم الارتياح للوضع القائم، وعدم توفر العمل الموائم للطبائع والاذواق الشخصية وعدم الإستقلالية، والأمراض النفسية، والتعب الشديد، وفقدان الاحبة، والتشاؤم بالمستقبل وما شابه ذلك.

ـ امكانية المعالجة :

من حسن الحظ ان معالجة حالة الملل والضجر أمر ممكن خاصة وأن الحالة لم تأتِ من عامل وراثي أو غريزي حيث لا احد يولد وفيه حالة الملل بل هي أمر عارض وقابل للعلاج ولو عن طريق التربية والإستشارة.

الملل في الطفل جزئي وعابر، ولو اردنا تصنيف اساليب العلاج فإنه يمكن القول بأن هذا النمط من الأطفال يمكن معالجته بسهولة علماً ان الحالة لو استفحلت في الطفل وتركت دون علاج فربما كان من الصعب معالجتها فيما بعد كما ان طول المدة قد تفاقم الحالة.

ـ على طريق العلاج والتأهيل :

يمكن الإستفادة من الاساليب التالية لتأهيل الطفل والتغلب على الإضطراب الموجود في الأطفال وحتى باقي الأشخاص:ـ

1ـ تشخيص السبب: الخطوة الأولى ان يتم تشخيص السبب أو الاسباب التي ادت الى شعور الطفل بالملل، هذا إلى جانب معرفة ان الشعور بالملل والسكوت في ذات الوقت هو في الحقيقة صرخة من بركان هائج في داخله.

2ـ التوعية وتبيين مفهوم الحياة: تعد الحياة بالنسبة لمن يشعر بالملل هماً في حين ينبغي إفهامه بضرورة الرغبة بالحياة حتى يمكن في ظلها طي مدارج الرقي والتكامل.. ينبغي ان يفهم بأن هذه الحياة إنما هي بمثابة وظيفة وواجب لا محلاً للإلتذاذ وطلب الراحة حتى يستعد لتحمل المصاعب لا ان يعد نفسه للموت.

3ـ إغناء الروح: يعزي كثير من الملل الى الشعور بالخواء في الحياة وانعدام الرؤية الواضحة من أجل مواصلة الحياة.. إنه يتصور ان لا وجود لنقطة إيجابية يسلي بها نفسه ولا وجود لأي عامل يحفظ له حيويته ولذا فإن إغناء الروح ينقذه من شر الملل.

4ـ توفير الشغل: من اساليب معالجة الملل توفير العمل المفيد؛ فمن ينشغل بعمل ما ويجتهد في نشاط ما فإنه يستثمر فكره وينشد هدفاً معيناً وبالتالي لا يشعر بالملل. لهذا كان من الضروري توفير ما يشغله من قبيل مطالعة أو لعب أو ترفيه أو رسم أو كتابة قصة أو أمر إنتاجي أو فني و.. مع إثارة شعور الإستفادة فيه.

5ـ التنوّع: قلنا إن إحساس المرء بالرتابة وتكرار الحالات في الحياة يلقي بظلاله عليه ويتعبه مما يولد الملل لديه، ولمعالجة الأمر لا بد من التنويع في شؤون الحياة وبالمقدار الممكن وتوسيع مساحته والسعي إلى إيجاد عامل مشجع في عمله حتى يظل متعلقاً به.

6ـ السفر: يعد تغيير الجو عن طريق السفرات الترفيهية وحتى الإنتقال من مكان الى آخر تنويعاً بالنسبة للطفل وينقذه من الملل.. عندما تضيق الدنيا بوجه الطفل يمكن اصطحابه في سفر يفرج عنه غمه.

7ـ تقديم الحلول: يختار بعض الأشخاص نمطاً واحداً من التفكير ومسيراً واحداً في الحياة ويتطلع لهدف واحد، وهؤلاء لا يستطيعون التفكير بوجود طريق آخر ولذا فإن تقديم الحلول والطرق المتعددة للخروج من الازمات يمكنه ان يساهم في النجاة من الملل.

8ـ تبيين النقاط الجميلة: من الاساليب الناجحة لإنقاذ الشخص من الأبتلاء بالملل تبيين الأمور الجميلة والجذابة التي تحيط بالإنسان في حياته؛ فالعمل الممتع والبيئة الجميلة يساعدان جداً في هذا المجال.

9ـ التفاؤل بالمستقبل: ينبغي زرع بذرة الأمل والتفاؤل بالمستقبل في نفس المرء، ذلك أنه كلما ازدادت عتمة اليأس في نفسه كلما تكرس الشعور بالملل لديه خاصة وأن الإنسان يحمل في نفسه غريزة البقاء والتطبع مع الحياة.

10ـ التعريف بأصدقاء جدد: يستحسن أحياناً دفع بعض الأشخاص للإختلاط به ومصادقته بحيث يتعرف إليهم ويأنس بهم الأمر الذي يجعله ينظر للأمور من منظار جديد وبالتالي النجاة من الإصابة بحالة الملل.

11ـ فتح باب الملاحظات: يجب السعي من أجل تقوية العلاقات معه بحيث يستشعر تماماً أنك تحبه، وقمت بالعمل الفلاني من أجله حتى يشعر في المقابل انه مدين لك وعليه ان يؤديه إليك ما يخلق فيه روح الإثارة والتحرك والتخلص من الملل إلى حد ما.

12ـ تبيين النقاط الإيجابية: ينبغي البحث عن الصفات الجيدة والإيجابية في المصاب بالملل ومدحه عليها حتى يشعر وكأنه شخص مهم وليس له الحق في تجاهل نفسه.

13ـ التحفيز على الكلام: من طرق العلاج تحفيز المرء على التحدث عما يدور في خلده ويكشف عما يعاني منه في داخله أو ان نطلب منه شرح موضوع معين وفي كل الاحوال تحفيزه على المشاركة بالنقاش الأمر الذي يبعث فيه الهدوء والراحة والخروج من حالة الملل.

14ـ العلاج النفسي: إذا اشتد الشعور بالملل وظهر على شكل بكاء أو انعزال أو قلة الرغبة بالدراسة أو مواجهة الحياة باللامبالاة أو قلة النوم أو انعدام الشهية فلا بد من مراجعة الطبيب النفسي.

على ان هناك طرقاً أخرى في هذا المضمار مثل لفت نظره الى شيء آخر، أو ايجاد البديل الذي يرغب به ليحل محل القديم وغير ذلك.

ـ تذكير:

من المناسب الإشارة الى بعض النقاط المفيدة على صعيد تأهيل الأطفال المصابين بحالة الملل والضجر:ـ

1.إبعاد الأطفال قدر الإمكان عن الأشخاص المصابين بالملل أو الذين يعانون من مرض جسدي أو روحي لان هذه الحالات معدية وتترك آثاراً سلبية على الآخرين.

2.على الوالدين السعي لعدم التحدث امام الأطفال بالأمور والاحداث المؤلمة أو ان يظهرا امامهم حزينين ومهمومين.

3.لا ينبغي مواجهة المصاب بحالة الملل بالعنف فهو يزيد من سوء حالته.

4.الوقاية خير من العلاج؛ إذ يفترض بأولياء الأمور توخي الحذر في التصرفات والتعامل لئلا يصاب الطفل بحالة الملل.

5.إن اصيب الطفل بحالة من الملل والضجر فعلى الوالدين التخفيف مما يشعر به من غم وهم عبر الملاطفة والابتسامة في وجهه.

6.يجب أن لا يكون التركيز فقط على زرع الأمل بالمستقبل في الشخص بحيث تتولد لديه فيما بعد حالة من الاحباط بسبب عدم تحقق ما تمناه.

7.يظهر الملل بصورة تدريجية لكنه ينبغي السعي لئلا تستفحل الحالة.

8.قلما تكون الموعظة مفيدة في معالجة حالة الملل ولذا يستلزم انتشال المصاب بها بطرق عملية.

9.يجب عدم الإصرار، خلال محاولة العلاج، على ان يضحك ولو من أجلك لان ذلك لن يداوي جرحاً.

10.ينبغي ان لا ننسى في كل الاحوال التدرج في المعالجة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.