المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اليمين واقسامه واحكامه
2024-10-06
النذر والعهد واليمين
2024-10-06
الخمس وموارده
2024-10-06
الانفال
2024-10-06
كفارة حلق الرأس
2024-10-06
كفارة جزاء الصيد
2024-10-06

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الطفل وسط المجموعة  
  
2081   01:05 صباحاً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص254ـ255
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

يعرف الطفل وسط المجموعة ما معنى الحرية؟ وما مدى إمكانية الاستفادة منها؟ متى عليه ان يضحك ومتى عليه ان يبكي؟ ومتى يظهر فرحته والى اي مدى؟ وأين عليه ان يكون مستاء وكيف يعبر عن ذلك؟ كما انه يعرف عبر اختلاطه مع الآخرين إلى اي مدى تترك آلامه وأحاسيسه اثرها في الآخرين؟ وإلى اي حد تجري تلبية توقعاته؟

يفهم الطفل في وسط المجموعة تدريجياً انه لا يستطيع ان يصرح في اي وقت اراد، أو ان يعترض جزافاً أو ان يفرض نفسه بالدلال..، لأن ذلك سيعرضه للانتقاد فضلاً عن انه لن يخرج بنتيجة من تلك الأفعال، ويفهم أيضاً ان الآخرين لن يرفعوا عنه حملاً إلا بمقدار ما حمله هو عن ظهور الآخرين.

في وسط المجموعة تتوفر الحوافز الخاصة بالمنافسة والتعاون والعلاقات الاجتماعية وإحراز تقدم في الحياة الإنسانية ومعرفة كيفية اتخاذ المواقف في مقابل قضاياها المختلفة من خلال ذلك الأمر الذي يساعد في إصلاحهم.

ـ التعرف الى الطفل :

إن الانخراط في وسط اجتماعي يمكّن المربي من الاطلاع على أوضاع وحالات الطفل ومعنوياته وتصرفاته، إذ يتضح عبر ذلك كثير من صفاته الأخلاقية وسلوكه من قبيل حنانه وبرودة طبعه وصراحته وتأخر تعرّفه الى الآخرين وإضماره الحقد أو كونه عاطفيا جداً، وفي الحقيقة إن الطفل يفصح عن هويته في السفر والتجوال، وهذه المعرفة مهمة وخطوة أساس للمربي الساعي الى إصلاح الطفل.

لا يستطيع الشخص ان يظهر دوماً في حالات تصنع ولا يمكنه دوماً إخفاء حالات الرياء والخداع عن الانظار الى الأبد أو الاستمرار في سلوكه المصطنع حيث سيظهر سلوكه الحقيقي عاجلاً أم آجلاً.. وبعد معرفة هذه الأمور يمكن تكوين صورة واضحة عن الطفل.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.