المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

فضل تشييع جنازة المؤمن
15-04-2015
مساحة إصلاح البدن
28-1-2016
إنتاج المشتتات بالتحويل الحيوي
5-10-2016
الفرق بين النشأتين الدنيويّة والأخرويّة
2024-06-08
انتقال الاوكسينات  Translocation  of  auxins
24-5-2016
الولاء العميق
20-3-2016


العلاقة مع الأطفال والشباب / معرفة مستوى الإدراك الخُلقي للأطفال  
  
1523   02:23 صباحاً   التاريخ: 11-7-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص36
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ـ قال موسى (عليه السلام): يا ربّ أي الاعمال أفضل عندك؟

قال: حبّ الأطفال، فإني فطرتهم على توحيدي(1).

كيف يمكن إقامة علاقاتٍ صحيحةٍ مع الأطفال؟ وهل يمكن الإبداع في اقامة تلك العلاقات؟ ان أعقد العلاقات وأهمها، هي اقامة العلاقات مع الاطفال، وهي تحتاج الى نوع من الإبداع، والمهارة، الصبر والحلم الكثير.

ان اول ما يحتاج الطفل الية نفسياً، هو الرأفة به وحبه، فإنكم قد تحبّون أطفالكم. ولكن المهم هو كيفية إبراز ذلك الحب أليهم، فإن كل طفلٍ ومن أجل أن يشعر بالاطمئنان، يحتاج الى هذا الحب، لأنه بالحب يأنس الحياة، وتكون علاقته بكم شديدة، وللعلاقة بينكم وبينه ارتباط وثيق بكيفية ابرازكم لذلك الحب(2).

ان شعور الطفل بالاطمئنان يهيء أرضية ارتباطكم به في مجال أوسع، ويتعلم بسبب ذلك كيف يكون له سلوكاً صحيحاً.

إن السبيل المناسب الذي يمكن به إقامة علاقات مع الاطفال هو الحد من الاعتراضات عليهم، وتوجيه الانتقادات اليهم، والحد من الآمال ومن الكلام البذيء فيما يتعلق بأفعالهم، فإنه لا يمكن تأديب الاطفال بالاعتراض الدائم عليهم وعلى سلوكهم، فعلى الابوين والمعلمين التحلي بالصبر والحلم، وان يضعوا برنامجاً لهم، ويخصصوا وقتا لذلك، ولا بد من الالتفات وقبل تطبيق منهج التربية الجديد الى الآثار السيئة للمنهج التربوي السابق، لتأثير المنهج السابق على سلوكهم مدةً طويلةً، ولذا يحتاج الطفل الى وقتٍ اكثر ليتطبع على المنهج التربوي الجديد، ولتزول آثار المنهج القديم.

ومن اجل اقامة علاقات صحيحةً مع الاطفال وتطبيق المناهج المؤثرة في التعامل معهم، نحتاج الى الوقت والفرص المبرمجة لذلك، وما دام لنا مسؤولية الأبوين او المعلمين نحتاج الى صرف وقت أكثر في التربية والتعليم(3)، لنتمكن من اقامة ارتباط أوثق معهم. وقد وقع هذا المنهج التربوي - أعني تعيين وقت لإقامة علاقاته صحيحة ٍفي بيئتي المدرسة والبيت - في حياتنا المعاصرة في خطر، لأن الوقت المبرمج يمنع من التفريط بالوقت أو قضاءه في المجادلة ولغو الحديث.

إذاً فنحن نحتاج في المرحلة الاولى الى التعرّف أكثر على الأطفال، من أجل اقامة العلاقات معهم بنحو أفضل.

لا بد من معرفة مستوى إدراك الطفل الذي نريد اقامة علاقة معه من الناحية العاطفية والخلقية، فهل مستواه في حد فهم وتقييم الأمور والقيم الاخلاقية على اساس الظواهر الحسية، أو يتجاوزها الى مستوى معرفة المقاصد والاغراض المستبطنة في كل فعل؟ وهل هو في مستوى الادراك المستقل الذي به يفهم قيمة كل عمل من دون الاستمداد بالأبوين والمعلمين، وبعيداً عن جوّ تأييد الآخرين لذلك أو عدم تأييدهم؟ هذا ولا ينبغي الغفلة عن أن الادراك والتكامل الخلقي للطفل ليس بمعزل عن مراحل التكامل العقلي والذهني، ولا بد من معرفة مستوى التكامل الاخلاقي والعاطفي للطفل الذي نريد اقامة علاقة معه، لنتكلم بما يتناسب ومستواه، لا أن نتكلم معه بكلام لا يفهم معناه باستعمال الفاظ القيم والمبادئ الاخلاقية، ونأمل منه تطبيق ذلك في اليوم التالي بحذافيره لتصورنا أنه قد فهمه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار: ج104، ص97.

2ـ ان ضرورة ابراز الحب مما يسلّمه الجميع، ولكن المهم هو كيفية تطبيق ذلك على مصاديقه الجزئية، فإن الافراط في الحب كالتفريط في عدمه في الضرر، وهذان مع التضاد بينهما، هما من الناحية التربوية في النتيجة سواء، ثم ان قلة الحب في الانسان تكون سبباً في سلب الرغبة منه عند القيام بأي عمل، وقد تمنع من القيام به، هذا ومن جهة اخرى، فإن الإفراط في الحب يجعل منه الانسان كسولاً، ومثل هذا الانسان لا يتمكن من القيام بكسب التجارب بنفسه، ولا من اتخاذ التصميم، ولا يتمكن من ارادة شيء، أو يرى لنفسه شخصية ووجوداً.

3ـ ان الاطفال بحاجة الى تعيين وقتٍ وبرنامجٍ صحيحين لقضاء اوقات فراغهم، ولذا من اللازم على كل عائلة توفير فرصة ولو في الاسبوع مرة لنزهة الاطفال حسب أعمارهم ورغباتهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.