أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2016
3622
التاريخ: 2023-12-14
974
التاريخ: 2024-01-24
894
التاريخ: 20-6-2017
4146
|
ان الاسلام ينظر إلى جوانب الانسان المختلفة نظرة فاحصة ودقيقة فيحسب لكل جانب منها حسابه الخاص، ويحقق له ما يلائمه ويرضيه لان ارضاء كل الميول الغريزية للبشر يعتبر في الاسلام امرا محبّذا لان كل واحد منها هو فرع من فروع السعادة البشرية.
والإسلام يأبى ان يطغى جانب على جانب في الانسان ويرفض ذلك رفضاً قاطعا، كما يرفض ان يحصر الانسان نفسه في سجن الشهوة والغرائز , ويغرق في الملذات المادية الضارة به او بغيره من البشر. ولا يقبل البتّة بهذا النوع من الحياة البهيميّة المائعة, لأنه يريد من الانسان ان يكون انسانا بمعنى الكلمة, يسير وفق الفطرة والغريزة الطاهرة المهذبة ولا يحيد عنها, ويجسد في سلوكه انسانية الانسان في دنيا الوجود ويحقق القيم السامية والمثل العليا، والأهداف المنشودة في الحياة.
ومن هنا تأتي المقولة الحكمية لرسول الإنسانية ورحمتها محمد (صلى الله عليه واله) صريــحة وقاطعة :(من لم يرَ للهِ عز وجل عليه نعمة، الا في مطعم او مشرب او ملبس فقد قصر عمله ودنا عذابه)(1).
فالإسلام يرى ان سعادة البشر الحقيقية لا تتحقق الا في الاستجابة الكاملة لكل جوانب الانسان المادية والمعنوية وارضاء كل ميوله المشروعة، وينبغي التوازن والاعتدال وعدم الافراط والتفريط والا فان الانسان يرتكب خطأ جسيماً في حياته عندما يتخلى عن ميوله المادية بحجة الالتفات إلى كمالاته الروحية، او بالعكس، يقول الله تبارك وتعالى :{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[القصص:77] .
وقد ورد عن الامام محمد الباقر (عليه السلام) انه قال :
(ليس منا من ترك دنياه لأخرته، ولا اخرته لدنياه)(2).
والإسلام الحنيف في تشريعاته، وارشاداته، ووصاياه، لم يحرم أي لذة مشروعة، او زينة، او عمل يؤدي إلى سعادة حقيقية للإنسان، وها هي الآيات الكريمة والروايات الشريفة تؤكد ذلك بوضوح تام :
1ـ قال الله تعالى:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}[الأعراف:32].
2ـ وقال تعالى:{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[الأعراف:31].
3ـ قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله): (من سعادة المرء الزوجة الصالحة )(3).
4ـ وقال (صلى الله عليه واله): ( ان من سعادة المرء المسلم ان يشبهه ولده والمرأة الجملاء ذات دين والمركب الهنيء، والمسكن الواسع )(4).
5ـ وعنه (صلى الله عليه واله): ( من سعادة المرء : المرأة الصالحة والمسكن الواسع والمركب الهنيء والولد الصالح)(5).
6ـ وعنه (صلى الله عليه واله): ( اربع من سعادة المرء الخلفاء الصالحون، والولد البار، والمرأة المواتية، وان تكون عيشته في بلده )(6) .
7ـ وفي الحديث الشريف: (من سعادة المرء: دابة يركبها في حوائجه وتُقضى عليه جوائح إخوانه)(7).
8ـ وعنه (صلى الله عليه واله): ( أفضل نساء أمتي اصبحهن وجها واقلهن مهراً)(8).
9ـ عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام) انه قال: (أن سعادة الرجل أن يكشف الثوب عن امرأة بيضاء)
(9).
10ـ وعن ابي الحسن الأول (عليه السلام) أنه قال: ( ثلاثة يجلبن البصر: النظر إلى الخضرة والنظر إلى الماء والنظر إلى الوجه الحسن) (10).
إلى غير ذلك من الآيات الكريمة والروايات الشريفة الواردة في هذا الخصوص نعرض عن ذكرها خوف الاسهاب ونكتفي بهذا القدر منها لايفائه بالغرض.
وان دلّ هذا على شيء فإنه يدل على ان الاسلام الحنيف يُرضى كل الميول الغريزية والرغبات المشروعة واللذات والزينات التي يقبلها العقل السليم والذوق الرفيع وتنسجم مع فطرة الله التي فطر الناس عليها.
____________
1ـ سفينة البحار مادة دنا، ص164.
2ـ وسائل الشيعة : ج4 ، ص 106.
3ـ الكافي : ج5، ص324.
4ـ بحار الأنور : ج23، ص51.
5ـ مكارم الاخلاق: ص65.
6ـ بحار الانوار : ج23، ص55.
7ـ مكارم الاخلاق / ص138.
8ـ وسائل الشيعة: ج20، ص31.
9ـ وسائل الشيعة : ج2، ص31.
10ـ الخصال: ج1، ض92.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|